10 - غيوان بن يازغة
الموضوعات:
1 - المرأة:
يعتبر الأستاذ الجراري إلى أن الغزل بالمرأة يعد أكثر الفنون إيحاء لشعراء القصيدة الزجلية بالتعبير، فقد نظروا إلى المرأة بحسهم مفتونين بجمالها ورسموا لها لوحة واضحة الملامح زاهية الألوان، ووضعوا المرأة في مقام رفيع، باعتبارها مخلوقا متفوقا ممتازا ه جوهر الحياة ومحور الكون وهي نظرة مقدسة. وقد وصفوا حالهم وهم يعانون من عشق جمالها ويسعون إلى الوصال بالرجاء والاستعطاف.
وغالبا ما تكون الأوصاف العامة تمهيدا لرسم صورة المحبوبة مفصلة الأجزاء مكتملة الأبعاد، لم يترك الشاعر جزءا واحدا من جسدها لم يطل النظر إليه مبتدئا بشعرها الفاحم وعينيها الفاترتين، ومنتهيا إلى ساقها الذهبي الممتلئ وخلخاله.
يقول الجيلالي امتيرد في (خدوج)
خدوج ابديعت لجمال خدوج ارقيقت لحروف
خدوج امنارت لفضال خدوج انهايت لعطوف
خدوج مالها مثيل فبنات اليوم ابلجميع
اخليلا وايما اخليل طاعا وخليلها امطيع
2 - في الحياة:
فالحياة ظواهر وأوضاع وتيارات، تكيف المجتمعات وتطبعها بسمات مميزة خاصة، وتلزم الناس بالسير في ركابها راضين عنها أو كارهين، والشاعر الشعبي كإنسان يعيش في مجتمع، مجبر على التزام نمط الحياة الذي تفرض معطياتها عليه، ونستطيع أن نلمس نظرة الزجال المغربي إلى الحياة، مع ما قد يكون فيها من وجوه التمرد واضحة في جانبيها التجردي والحسي، فيبدو في هذا راغبا في الاستمتاع بالحياة وملذاتها، مقبلا على الشرب في ولع وإسراف دون اعتبار للتحريم الديني وتقاليد المجتمع، ويبدو في ذلك ساخطا على الدنيا رافضا لمتاعها.
فتطرق هؤلاء الشعراء والزجالين الخمرة ووصفها وذكر الساقي وكذا نظام الشرب وأدبه والحديث عن أواني الشرب والوقت المفضل للشرب كما أن بعض الشعراء لا يقصدون من الخمر حين يتحدثون عليها غير الخمر الصوفية وأبرزهم ابن الرومية والحراق وشقور.
كما شغل بال هؤلاء الشعراء مظاهر الكون والطبقية حيث أجادوا في وصف الشمس الغاربة وظلمة الليل وطلوع الفجر، أما فيما يتعلق بـ:
الزهد والحكمة:
فيتمثل جانب التجرد عند الزجال المغربي في شعري الزهد والحكمة، يقصد منها إلى الكشف عما ينفعل في نفسه من ضيق بحال الدنيا وسلوك الناس، وإلى وعظهم وإرشادهم عساهم يحسنون هذا السلوك، وقصائده في ذلك تعرف ب"الوصاية" و"التوبة"و"القلب" و"الطبايع" و"الموعظة" و"النفسية" وما إليها مما يوحي بروح التأمل والتنبيه.
ومن خلال هذه النظرة للحياة والناس يحاول الشاعر الشعبي أن يكون إيجابيا فيقدم بعض النصائح التي يمكن أن تجنب الوقوع في مخالب الدنيا وسهاوى الزلات ومن هذه النصائح عدم مطاوعة النفس والهوى والشيطان فهم أعداء.
يقول ابن علي في الوصاية:
والنفس لهوا والشيطان اعدا لا تطاوعهم
واش من عاقل يا من يا فهيم فعده
3 - مع الناس:
في هذا الفصل يتحدث الكاتب عن تلك العلاقات في المجتمع التي تربط كل إنسان بالأناس الذين يشاركونه الحياة فيه أفرادا وجماعات. ويمكن اعتبار هذه العلاقات عند الشاعر الشعبي من خلال مستويين، أحدهما عام والآخر خاص. أما العام فيتمثل في نظرته إلى الناس كجماعات واهتمامه بمشاكلهم وقضاياهم، وأما الخاص فينحصر في العلاقات التي تربطه بأفراد معينين، قد تكون لهم في نفسه أو في المجتمع مكانة وتقدير، فيثني عليهم أحياء وأمواتا، وقد لا يكون لهم في نفسه غير الشعور بالمنافسة والخلاف والخصام، فيصب عليهم جام هذا الشعور ذما وتعبيرا. وقد توقف الزجالون والشعراء في هذا الصدد عند ثلاثة فتون وهي المدح، الرثاء والهجاء.
4 - في حمى الله والرسول:
لم يكتنف الشاعر الشعبي بارتضاء القول في المديح النبوي، وإنما جعل منه فنا قائم الكيان ناضج الصور مكتمل الخصائص، تناول فيه سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بما فيها من صفات وشمائل ومعجزات، عرض قصصها في قصائد أطلق عليها (المعراج) و (الخلوق) أي ميلاد الرسول، و (الوفاة) يعني وفاته عليه السلام، وقد يتناولها عرضا في قصائد التوسل والقصائد التي سماها (هول القيامة) حيث يتحدث عن شفاعة الرسول في أمته. فكان مدح النبي ومدح ابنته فاطمة وحفيديه الحسن والحسين كذلك، ومدح الأولياء والصالحين تبركا بمقاماتهم وكراماتهم وتوسلا بها إلى الله. وتجسد ذلك في المواسم الدينية وخاصة ذكرى عيد المولد النبوي إضافة إلى التطرق
¥