تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أرى السؤال هاما للغاية،باعتباره توطئة لضبظ المصطلحين،ولاتخفى الأهمية القصوى لنظير هذا الضبط،لأن المصطلحات مفاتيح العلوم كما قال السلف ... ومن كانت بضاعته هزيلة من هذا العلم التبس عليه المعنى وانبهم مما قد يؤول به إلى سوء الفهم ..

النقد علم قائم بذاته،عبر عنه ابن سلام الجمحي في الطبقات بالصناعة،حيث قال "وللشعر صناعة وثقافة يعرفها أهل العلم كسائر أصناف العلم والصناعات منها ما تثقفه العين،، ومنها ما تثقفه اليد، ومنها ما يثقفه اللسان"

أهل العلم هم النقاد المختصون بعلم الشعر والعارفين أحواله،وهم قلة قليلة إذا ماماقارناهم بالشعراء.

أما القراءة فهي متأتية للجميع ... ويجب التمييز هاهنا بين القراءة الصوتية التي تعني نطق الحروف من مخارجها والقراءة المعمقة التي تتحول إلى نقد بفعل استعانتها بالمناهج والتحليل والتقويم ....

إذا تلتقي القراءة مع النقد حين يصير لها بعد التأويل والتفكيك ...

بناء على ماسلف،نقول .. كل نقد هو قراءة ... وليست كل قراءة نقدا ... تبعا لمستويات القراءة ذاتها وكفايات القارئ وأدواته ووسائله ...

ويضعنا مصطلح القراءة أمام جمالية/نظرية التلقي الألمانية والتي تميز بين المتلقين/القراء من خلال مستويات إدراكهم ماهية النصوص ومعانيها البعيدة الغور ...

جماع القول، الناقد قارئ حاذق متمكن مدرب قادر على إصدار الأحكام لتقويم مايقرأ،أما القارئ فقد يكون عاديا لاتتعدى قراءته الأسطر المنطوقة،وهناك من له ذوق مؤهل للعبور حيث الدلالات المفهومة وليس المنطوقة فقط.

أستاذي الدكتور أنا ممن يستويني النص

وطمعا في الإفادة مما لديكم أطرح عيك بعض الأسئلة؟

قولكم النقد علم قائم بذاته وهو كباقي العلوم والصناعات كما نقلتم عن الجمحي، أقول: عن أي نقد تتحدث؟

قلتم: الناقد قارئ حاذق متمكن مدرب قادر على إصدار الأحكام لتقويم مايقرأ، أقول هل بالفعل هذه هي مهمة الناقد؟

قلتم: الناقد قارئ حاذق، أقول: أليس القارئ الذي يبدع النص ويكشف عن رؤياه ناقد؟

إن كانت الإجابة ببلى، فما الفرق بينهما؟

قلتم: ويجب التمييز هاهنا بين القراءة الصوتية التي تعني نطق الحروف من مخارجها والقراءة المعمقة التي تتحول إلى نقد بفعل استعانتها بالمناهج والتحليل والتقويم، أقول من سأل عن هذا، بل من يخطر بباله مثل هذا؟

إن ضبط المصطلحات هو ما ينبغي الحرص عليه والعناية به أولا (كما تفضلتم)، لذا أرجو أن تقدم لي خدمة بتوضيح مفهوم الناقد والقراءة في ظل نظرية القراءة وجمالية التلقي؟

ثم هل القراءة، (والسؤال عن القراءة التي تعيد إبداع النص والكشف عن رؤياه) عملا قصديا؟

ولك خلص الشكر والتقدير.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير