تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أشار البحث المنشور في مجلة Science إلى تراجع الإنكليزية لصالح العربية. أما الفرنسية فهي في تراجع مستمر أمام الإنكليزية. وستحتل العربية بحلول 2050 المركز الثالث إن شاء الله. والفضل في لك كله يعود إلى العناية الإلهية.

تعمل الأمم ـ ومنهم الإنكليز والفرنسيس والألمان – على نشر لغاتهم وتمويل ذلك بالمال والمنح والكتب وما أشبه ذلك. وبما أن الأنظمة التي تحكم في الغرب عرضة للمحاسبة من قبل شعوبها، فإن القوم يقومون بواجبهم كما ينبغي.

أما بالنسبة إلى سؤالك: كيف والمتحضر عندنا لا بد أن يستعجم أمامك في كلامه؟

المتحضر هو الذي يحترم لغته أولا ولا يكون ناكرا لأصله لأن ناكر أصله لا أصل له. أما الذين يستعجمون في الحديث فهم صنفان: بعض المغاربة وبعض المشارقة. أما المغاربة فكان استعجامهم نتيجة لسياسة استعمارية وحشية كانت تهدف إلى القضاء على العربية وفرنسة المغرب العربي، علما أن لهجة المغاربة غير الملوثة بالفرنسية (لهجة فاس ومكناس وما إليهما) أقرب إلى العربية الفصيحة من أية لهجة عربية أخرى.

وأما بعض المشارقة فلا سبب حقيقي لاستعجام بعضهم سوى الموضة والاعتقاد أنهم بذلك يتحضرون، وليس أسخف منهم وهم ممن ينكر أصله بالمجان!

لكن الخطر يكمن في ما أورده الأخ أبو ذكرى: في الآباء الذين يعتقدون أن الخير كله في المدارس الأجنبية حتى وإن كان الأمر يتعلق بتدريس الإسلام! والسبب في ذلك واضح وجلي وخطير: يرى الناس أبناء النخب يتخرجون من المدارس الأجنبية ويتبوؤون مناصب مهمة في الدولة، فيجتهدون في تقليدهم، وهنا مكمن الخطر.

وأخيرا أشير إلى مقولة ربما كانت للمرحوم طه حسين: العلم إذا أنت درسته بلغتك، ملكته، وإذا أنت درسته بلغة غيرك، ملكك. وليس أخطر علينا من مماليك العلم الأجنبي! والحل الوحيد لهذه المشكلة يكون في إصلاح مناهج التعليم في المدارس والجامعات عندنا لأن العولمة فضحتنا وستقضي على ثقافتنا إذا لم نتدارك الأمر!

بارك الله فيكم جميعا.

عبدالرحمن السليمان.

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[22 - 10 - 2006, 10:25 م]ـ

أخي الكريم مغربي يحفظه الله،

ما أثرته عن الترجمة يدمي القلب. إنها حقيقة مرة! إن ما تترجمه أصغر دولة متحضرة في العالم يفوق ما يترجمه العرب بكثير، وفي ذلك تقارير معروفة أشدها وقعا علينا تقرير منظمة التنمية العالمية قبل أربع سنوات ... وللعلم أشير إلى أن هذه التقارير هي التي جعلت بعض المترجمين العرب يبادرون بتأسيس جمعيات للترجمة تلم شمل المترجمين العرب بهدف إحداث نهضة في الترجمة. من هذه الجمعيات جمعيتنا التي حرصت منذ تأسيسها على لم شمل المترجمين ولفت نظر المسؤولين العرب إلى هذا الأمر، لأن الترجمة هي علم جامع للعلوم ولا تكون نهضة إلا بها!

وأنا أحلم بما يلي: أن يتم تأسيس دار حكمة جديدة يرعاها أولياء الأمر الغيورون على اللغة، يقوم عليها أساتذة جمعيتنا والجمعيات الأخرى الجادة، فيشرفون على عملية ترجمة كبيرة من اللغات العالمية إلى العربية وبالعكس. والجمعية كثيرة التحسيس لأصحاب القرار في العالم العربي بهذا الخصوص، وليس المشروع السعودي العالمي للترجمة إلا ثمرة من ثمار ذلك التحسيس الذي نرجو أن يكون أثره أكبر مما هو عليه الآن!

سلمك الله،

عبدالرحمن.

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[23 - 10 - 2006, 02:38 ص]ـ

أيّها الأحبّة ..

ألا تَرَوْنَ أنّ الناس قد امتُحنوا بالجديد في كلّ عصر، فهرع إليه فريق بحماسة يدعون له ويبّشرون به، عازفين عن كلّ قديم، واصفين ما كان عندهم منه بـ"السقيم البالي"!!؟؟

وربّما ذهبوا إلى أبعد من هذا فنعتوا ما كان من "القديم" ولوازمه أسوأ النعوت، وأنّه كذا وكذا، وأنّه كيت وكيت، وأنّ "الجديد" هو كذا وكذا، وأنّه كيت وكيت، فهو الواقع، وهو "الموضوعية"، وهو خير عميم .. !!

لا جرم أنّ هذا "الجديد" الذي ينجلي بتبعيّة الأمّة كلّها للغرب وبتأثّرها به كلّ التأثّر، إنّما جاء لـ (حاجة) في أغلب الأحيان .. فالأمّة لا تملك ما يملكه الغرب من العلم، ولم تصل إلى ما وصلوا إليه، فنحن أبداً محتاجون إلى هذا "الجديد" الذي هبط علينا من ديارهم ..

ولكنّ الأمر المحزن في هذه "التبعيّة" أنّ أمّتنا قد تجاوزت في الأخذ والاعتماد من الغرب حدّ العلم أو قل: "التكنولوجيا"، وراحت تأخذ منهم في شؤونها الخاصّة، وفي أساليب عيشها وتفكيرها وسلوكها. وزاد الأمر حتى صارت تقلّدهم حذو القُذّة بالقُذّة، كما يُقال، في علومها الإنسانية، وفي لغتها، بل وفي كلّ شيء ..

نعم، إنّنا أفدنا من الغرب طرائق الدرس والتحليل في علومنا الإنسانية وغير الإنسانية، وليس الذي أفدناه شرّاً، بل كنّا فيه على المحجّة البيضاء ..

ولكنّه انقلب إلى شرّ عندما تجاوزنا هذا القدر من الإفادة، فراح كثير من "المعاصرين" يشكّكون في ديننا وتراثنا ولغتنا، ونهضوا يسفّهون من علمنا بصورة مباشرة، وبأخرى مُكنّى عنها ..

ومن هنا كان لابدّ أنْ ينهض فريقٌ آخر يأخذه ضَرْبٌ من التعصّب لما عنده من مأثور في الدين واللغة والقول والعادات والسلوك!!

وكلّنا أملٌ في تلك الجمعيّات التي أشار إليها أستاذنا الحبيب عبد الرحمن السليمان، نسأل الله أن يوفّقهم وأن يسدّد خطاهم لما فيه الصلاح والخير لأمّتنا العريقة وللغتنا الحبيبة ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير