أين الحب إذا كنت تريد من أحبابك العودة ليقبلوا ثرى الأرض؛ فكان الأجدر أن تذكر اللقاء والوعد والذكرى أليس كذلك؟!
بالله يا أيها الحادون بالإبلِ = سلوا جدارهَمُ عن سالف الأثر
الحادون بالإبل - كما تعرف أخي وخط المشيب - الراحلون الذي تركوا الديار، فكيف يسأل الناس الراحلين عن بيتهم القديم؟ فكان أولى أن تعكس، وتصور شوق البيت لأهله، وربما أشغلك ترتيب البيت عن المعنى هنا.
يرعى نجومَ سماءٍ في الضحى السّجر = ويرتجو الشمس عند الليل والسّحر
قست يرتجو على يشتكي ونحوها، وهذا قياس خاطئ. والصواب يرتجي لأنها على وزن يَفْتَعِل. فالجيم في (يرتجو) مكسورة، والقاعدة تقول: إذا كانت الواو متطرفة ساكنة وقبلها كسرة تنقلب إلى ياء فتكون (يرتجي).
فيا صريم َ الهوى أثكلتَ أميَ في = قتل امرءٍ أرقٍ قد فاز بالكدر
هذا خطأ إملائي والصواب: امرئ.
القاعدة تقول: الهمزة إذا تطرفت وسبقت بكسر تكتب على الياء.
والله لم تفتقد إلفا فيا عجباً = عتوتَ حمقاً يا صاحب الغُدُرِ
أمتأكد أن الشطر الثاني موزون.
لو كان غيرُك قاتلي لكما = عفا الرسول لكعبٍ عفوَ مقتدرِ
والشطر الأول كذلك. ما رأيك به؟
أبكي على إلفك الماضي وأُشرعهُ = بدمعي القاني المهدارِ والعكر
لقد أجدت كثيرًا في وصف الدمع حتى وصلت إلى هذا البيت.
والدمع لا يوصف بأنه عكر أبدًا، وهنا لوى البيت عنقك:)، ولم تو عنقه كما أنت في القصيدة.
سأرتجي الله فيكم كل آونةٍ = لعلني أستفيق اليوم من سَكَرِ
هل تعتبر حبك لحبيبتك سكرًا بغير عقل!
فمعنى هذا لو كنت عاقلا ما أحببتها، وليست هذه شدة الوجد.
وأطردنَّ جزوعا في مخيلتي = وأُشرقَنّ عليه السمر بالخطر
حتى يفارق فكري يائساً وبه = من الفظاعة شيئاً ليس بالنضرِ
وأستعيد حياة لا كفرقتها = فراقُ روحٍ وفقد الروح ذو ضرر
هذا تناقض واضح.
فأين الحب الذي جعلك ترى النجوم ظهرًا، وتنتظر الشمس ليلا؟!
فيا سعاد أجيبي ناحل الجسد = فلا أُطيق فراقاً منك يا قمري
قدأُمرِضَ الجسم في ما قد مضى وبكِ = أعود صاحي جسمٍ باردَ السّعرِ
وترتقي روحيَ العظمى إلى قممٍ = لا يرتقي عُشْرَها أياً من البشر
وإن تركتِ عجولاً في هواك فقد = أسعدت بؤسَ فؤادٍ سُعد مبتشر
ومرة أخرى تعود وتشتكي؟!
تقول سأطرد الجزع وأفارق الدمع، ثم تعود وتشتكي حبها!
فلا شكاة إليك ِ بعد صرمك لي = الله يعلم كل السر والخبَرِ
ومرة أخرى تتناقض.
أخيرًا، أسأل الله أن يوفقك في الدنيا والآخرة وجميع المسلمين.
ـ[وخط المشيب]ــــــــ[08 - 11 - 2008, 12:10 ص]ـ
السلام عليكم
أثلجت صدري يا ابن العم ...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... مرحبًا بك أخي وخط المشيب.
لقد أنار المنتدى بوجودك معنا، وبهذه الفريدة الجميلة التي سطعت في جبين منتدى الإبداع.
بداية أعتذر لك عن تأخري؛ لأنني لا أدخل المنتدى إلا يوم الجمعة نظرًا لظروفي الضيقة.
معذور
واسمح لي يا سيدي أن أحاول أن أغرد على ساحل بحرك بل نهرك العذب الجميل.
إطراء أكبر مني
قصيدتك جزلة بمعنى الكلمة، ولقد تملكتني بروعة الجمال هذه الكلمات:
مزمومة - ذعر - حصب - شغواء - أينق - وطر - هصر
بالمناسبة كنت أظن أن هذه الكلمات لن تلاقي رواجا لأنها وحشية بعض الشيء
قبل البدء قصيدتك رائعة هذه كلمة يجب أن تعرفها، وأنت ذو قاموس لغوي ثري، وأدعوك - أيضا - بالازدياد ماشاء الله تبارك الله.
نصيحتك أُخِذت بعين الإعتبار إن شاء الله
والآن جاء دور الملحوظات، وأرجو ألا تغضب مني فهذا اجتهادي، لكي أجعلك تطور نفسك، وتتعرف على مواضع أخطائك. فعلى بركة الله:
بل إني جذل مسرور
أولا: أعشق هذا النوع من الشعر لأنه فخم مفخم فهنيئا لنا بك يا وخط المشيب.
اسمع يا استاذ بحر الرمل:)
اقتباس:
حزنٌ ألمَّ وما حزني إلى نفرٍ = إلا لسارينَ بين الفجر والسّحر
الحزن يعدى بحرف الجر على وليس بإلى.
لماذا؟
لا أخفيكم سرا إني اقتبست هذا الشطر فقط من قول الشريف الرضي حيث قال:
شَوقٌ أَلَمَّ وَما شَوقي إِلى أَحَدٍ = سِوى الَّذي نامَ عَن لَيلي وَأَيقَظَني
اقتباس:
وخلفها حصبٌ قد ثار منتعشاً = كأنه سهمُ قوّاس ٍ بلا وتَرِ
من الخطأ أن يوصف الجماد بالانتعاش؛ لأن الانتعاش خاص لذوات الأرواح.
¥