[بريد الشوق]
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[14 - 01 - 2010, 09:33 م]ـ
بَرِيدُ الشَّوْقِ
بَرِيدُ الشَّوْقِ حِلًّا وَارْتِحَالا ... يَجُوبُ الأَرْضَ يَقْطَعُهَا انْتِقَالا
حَمَامُ مِنْهُ قَدْ أَلْقَى عَصَاهُ ... عَلَى شُرُفَاتٍ مَنْزِلِنَا وَقَالَ:
مُسَافِرُكُمْ يُبَلِّغُكُمْ سَلَامًا ... وَيُهْدِيكُمْ أَحِبَّتَهُ مَقَالا
يُسَطِّرُ صَادِقَ الأَشْعَارِ فِيهِ ... بِدَمْعٍ عَزَّ يَوْمًا أَنْ يُسَالا
يُرَاعِي النَّجْمَ طُولَ اللَّيْلِ شَوْقًا ... وَيُنْشِدُ طَيْفَكُمْ أَبَدًا وِصَالا
وَمَا يَدْرِي بَرِيدُ الشَّوْقِ أَنَّا ... نُعَانِي ضِعْفَ مَا يَرْوِيهِ حَالا
يَفُتُّ البَيْنُ قَلْبَ الأُمِّ حُزْنًا ... فَتَبْعَثُ شَوْقَهَا دَمْعًا سِجَالا
تُسَلِّي النَّفْسَ بِالذِّكْرَى نَهَارا ... وَصَمْتُ اللَّيْلِ تَمْلَؤُهُ ابْتِهَالا
لَهَا رُوحٌ تَقَاسَمَهَا بَنَوُهَا ... يَطُوفُونَ البِلَادَ بِهَا ارْتِحَالا
وَكَيْفَ يُلَامُ مَنْ يَحْيَى بِجِسْمٍ ... وَمِنْهُ الرُّوحُ قَدْ عَزَّتْ مَنَالا
لَكُمْ فِي كُلِّ شِبْرٍ ذِكْرَيَاتٌ ... تَزِيدُ الشَّوْقَ فِي القَلْبِ اشْتِعَالا
وَصُورَتُكُمْ تُلَازِمُ نَاظِرَيْنَا ... فَمَا نَدْرِي أَصِدْقًا أَمْ خَيَالا
تَحَمَّلْنَا لِفَقْدِ الأَهْلِ هَمًّا ... يُزِيلُ أَقَلُّهُ حِمْلًا جِبَالا
غُرَابَ البَيْنِ وَيْحَكَ كُلَّ صُبْحٍ ... تُفَزِّعُنَا بِنَأْيٍ قَدْ تَوَالَى
لَنَا مَا دَامَتْ الدُّنْيَا حَنِينٌ ... وَأَشْوَاقٌ وَدَمْعَاتٌ ثَكَالَى
وَلَوْلَا أَنَّنَا نَرْجُو التَّلَاقِي ... لَكَانَ العَيْشُ بَعْدَكُمُ مُحَالا
ـ[الباز]ــــــــ[14 - 01 - 2010, 10:06 م]ـ
شاعرنا الكبير وأخانا الكريم الأستاذ أبا سهيل:
مرحبا بك بعد طول الغياب
سعدت وأنا أعانق هذه الخريدة الجديدة التي تهز الكيان إيقاعا ومعنى ومبنى
بورك فيك وفي قلمك الرائع ..
تستحق قصيدتك الاقتباس كاملة لكني سأكتفي -محافظة على موارد الموقع-
بخاتمتها الرائعة:
وَلَوْلَا أَنَّنَا نَرْجُو التَّلَاقِي ... لَكَانَ العَيْشُ بَعْدَكُمُ مُحَالا
لا فض فوك
وافر ودي و تقديري
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[15 - 01 - 2010, 03:03 م]ـ
شرفني مروك أخي العروضي البارع والشاعر المتألق اللامع
وثناؤك شهادة أعتز بها
دمت بخير وعافية
ـ[طلال البدر]ــــــــ[15 - 01 - 2010, 03:15 م]ـ
أبيات جدا رائعة: D
بَرِيدُ الشَّوْقِ حِلًّا وَارْتِحَالا ... يَجُوبُ الأَرْضَ يَقْطَعُهَا انْتِقَالا
لَكُمْ فِي كُلِّ شِبْرٍ ذِكْرَيَاتٌ ... تَزِيدُ الشَّوْقَ فِي القَلْبِ اشْتِعَالا
بوركت ولا فض الله فوك (وكما يقال: صح لسانك)
: p
ـ[أنوار]ــــــــ[15 - 01 - 2010, 03:29 م]ـ
بورك الجهد أستاذنا الكريم وأجزل الثناء
قصيدة بديعة متألقة نغماً ومعنى ..
حقيقة قراءة واحدة لا تكفي ..
ولكم الشكر
ـ[فارس]ــــــــ[15 - 01 - 2010, 06:38 م]ـ
رفيق الحرف و شاعرنا الجميل أبا سهيل
رائع كعادتك.
أعجبني العنوان (بريد الشوق) و تناولك له في الأبيات الأولى.
وَمَا يَدْرِي بَرِيدُ الشَّوْقِ أَنَّا ... نُعَانِي ضِعْفَ مَا يَرْوِيهِ حَالا لله درك، انتقال بارع من وصف بريد الشوق إلى الحديث عن المَشوقين.
تَحَمَّلْنَا لِفَقْدِ الأَهْلِ هَمًّا ... يُزِيلُ أَقَلُّهُ حِمْلًا جِبَالاإن كان الفقد نأيا، فجمعك الله بمن فقدت قريبا، و إن كان منيةً، فألهمك الله الصبر، و بارك في حياتك.
وَلَوْلَا أَنَّنَا نَرْجُو التَّلَاقِي ... لَكَانَ العَيْشُ بَعْدَكُمُ مُحَالاجميل، بوركت.
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[16 - 01 - 2010, 04:37 م]ـ
أمر سريعا لأقول هذا أبو سهيل شاعر الشوق والليل، هذا أبو سهيل في وافرية تنساب رقة وعذوبة:
لَنَا مَا دَامَتْ الدُّنْيَا حَنِينٌ ... وَأَشْوَاقٌ وَدَمْعَاتٌ ثَكَالَى
سأتمثل بهذا البيت كلما وقفت على شرفتي حيث القدس أمامي
ـ[عاشق ولكن؟!]ــــــــ[16 - 01 - 2010, 06:42 م]ـ
سهَّلت يا أبا سهيل كل صعب فذل لك وأتى وليتك أطلت وإن كنت بما أتيت قد شفيت واشتفيت أبيات رائعة لاسيما قولك:
تُسَلِّي النَّفْسَ بِالذِّكْرَى نَهَارا ... وَصَمْتُ اللَّيْلِ تَمْلَؤُهُ ابْتِهَالا
لَهَا رُوحٌ تَقَاسَمَهَا بَنَوُهَا ... يَطُوفُونَ البِلَادَ بِهَا ارْتِحَالا
لله درك وما أبلغ ما أتيت به .... !
ـ[قلم الخاطر]ــــــــ[17 - 01 - 2010, 01:56 م]ـ
حمداً لله على السلامة أخي أبا سهيل
يلوح لي في مطلع كل عام "بريد شوق"
وأرى قصيدتك تزامنت وذاك ....
لتبعث بالقصيدة - لا بتزامنها - أشواقاً لم تكد النفس تسلاها نهاراً ..
وإني لأقرأ قصيدتك بالبيت التالي كما يقرأها القلب باقتباسٍ محمود:
ولي فِي كُلِّ بيتٍ ذِكْرَيَاتٌ ... تَزِيدُ الشَّوْقَ فِي القَلْبِ اشْتِعَالا
ولك كل الشوق
ـ[أحاول أن]ــــــــ[17 - 01 - 2010, 11:49 م]ـ
عودا حميدا يا ساعي البريد ..
كلمات تنثال انثيالا على السمع والشعور والحس ..
راق لي الصدق هنا:
تَحَمَّلْنَا لِفَقْدِ الأَهْلِ هَمًّا ... يُزِيلُ أَقَلُّهُ حِمْلًا جِبَالا
¥