تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قصيدة: متى أحيا بلقياكِ وحيداً؟ شعر:مجدي يوسف

ـ[مجدي يوسف]ــــــــ[06 - 04 - 2010, 08:08 م]ـ

متى أَحيَا بلُقياك ِوحيداً؟

أنا بالبحر أقتحم العُبابا لعلّ الموج يحيي لي جوابا

مضى عُمْري، وقلبي في حبالٍ لليلى مدّتِ الأبواب بابا

* *

أطلّ البحر في عيني يتيماً بوجه الضائعين، وكالجياعِ

تجاعيدُ الكهولة فيه تسري وتنقُشُ فيه ألوانَ الوداعِ

* *

فؤادي قد أطرتُ على حصاهُ أراقبُ فيه أطيافَ الرحيلِ

وفي أذُني أنينٌ،والثواني تساقطُ جثّة الموج القتيلِ

* *

أتيتُ إليك تسحقُني الليالي قليلَ الزاد في السّفَرِ البعيدِ

فتلك القدسُ قد ضلّتْ طريقاً ويأتي الأمسُ مصقولَ الحديدِ

* *

فما أبقى على لحمي، وعظمي يطّوح بالبقايا من شبابي

فقد سقطتْ فتاتي في دروب ٍ بليل هوىً لتشهدَ باغتصابِ

* *

ذئابهمُ بها لحِقوا، فحاموا لها لوَّوْا ذراعاً مثل طوقِ

وقد وثقوا يديها في حديد ٍ وشقّوا بُرْدها الأسمى بعنق

* *

فذئبٌ يستبيح بها ضلوعاً ويعصر نهدها تمراً وشهدا

وآخر يعتلي عاجاً طهوراً يصوّب فيه سهماً مستبدّا

* *

وثالثهم على عَجَلٍ ككلبٍ يُسيلُ لعابه فوق المرايا

لكَم صرختْ على مرّ الثواني وقد ملكوا شفاهاً كالبقايا

* *

أما اقتلعوا غصوناً من جمال ٍ على صدرٍ يلوح لها رفيفُ؟

جنَوا رمّانه خسفاً، و عسفاً وجُنّ على محاسنه عصيفُ

* *

ففرّ النحل يحدوه فراشٌ تباعاً عن سلافٍ للزهورِ

وصُبّ بخصرها نهرٌ حميمٌ فبركانٌ تفجّر بالسّتورِ

* *

لكَم طُعِنتْ فسالتْ بالرّوابي دماء الزهر للكأس الوليدِ

لكم صُلبتْ على عتبات بيتٍ تخلّى الناس عنه من جدودي

* *

وألقُوها على درب ٍٍطويل ٍ مآزرها هتيكٌ للضّياعِ

وطعْناتُ العقارب تَسْتبيها وكان البدر منطفئ الشّعاعِ

* *

بلا ذهَبٍ يقبّلُ معصميها ولا دُرٍّ يعانقُها بنحرِ

ولا قرطٍ يخبِّئ شحمتيها وخَلْخالٍ يُكتّمُ كلّ سرِّ

* *

سليبٌ كيف تغدو مثل نسم ٍ وقد حبسوا بقضبانٍ خطاها؟

جدائلُها مبدّدةٌ بخصر ٍ وكم غفتِ النجوم على شذاها

* *

سنابلُ في مهبِّ الريح صُفْرٌ أطاح رؤوسها ليلُ المناجلْ

بعينيها سحاب ٌمن دموع ٍ وغابات الضّواري،والأيائلْ

* *

مضى عمْري، وودّعنا شبابَاً ولم نسعدْ بوصلٍ من حبيبِ

فليت اللهَ يجمعنا بدوحٍ كعصفورينِ من طير الجنوبِ

* *

متى أحيا بلقياها وحيداً معي قلبي يشبّ على ضلوعِي

فتلقاني ببارق ِأقحوان ٍ يلوح على شفاه ٍ كالدّموعِ؟

* *

أحاذر أنْ أمدَّ يداً إليها وقد لبِستْ من الزيتون أخضرْ

لها وجهُ الملائك فيه تثمِرْ عيونٌ مثلُ غابات الصّنوبرْ

* *

تسير معي، وقد جرّتْ ذيولاً من الحنّاء،والفلّ المديدِ

يغنّي لحنَنا الشحرورُ حبّاً وينشر فوقنا عبقَ القصيدِ

* *

إلى الأقصى تعالَ بنا وقالت: نقيمُ به صلاةً في دموعِ

فما دفنتْ بخاطرها المآسي وطعْناتٍ بأحشاء الربيعِ

* *

نراقبُ فيه أسرابَا ً لوُرْق ٍ وقد بسطتْ له في الريح راحا

فتروي قصّة المسرى شريفا ً وأحمدُ يصعد السبعَ الجماحا

* *

وتهوى أن يطاوعها الهلالُ فيعلَقَ في قوادمها الهلالُ

تحاول أن تداعبه، فيرضى وأنّ الأمنيات لها زلالُ

* *

هلمّ بنا إلى الآلام سعياً إلى أمّ الكنائس،والشموعِ

نسائلْ:أين مريمُ،وجه عيسى فتمسحَ جرحنا بين الضّلوع؟

* *

تعال بنا أرَ الزيتون جدّي وقد ألقى على الشّمس الرّداءَ

يخبّرْنا بمن منحوه لحماً وأعماراً تُديم له البقاءَ

* *

ونكتبْ في عباءته حروفاً تظلّ الريحُ تجلوها بريقا

ونُودعْ في جلالته غراماً يظلّ البُعْد يُذكيه حريقا

* *

تعال بنا،فنقتحمَ الجدارا نهدّمه، ونبنيَ فيه دارا

لنا كانت بناها زَنْد جدّي بسفح الطّور نقدحَها شرارا

* *

فيا اللهُ،لا تحرقْ بنارٍ فؤاداً لم يزلْ يهوى الرجوعا

وبدّدْ شمل من سرقوا قلاعي فعزّ الموج صخّاباً مُريعا

مجدي يوسف

ـ[مجدي يوسف]ــــــــ[07 - 04 - 2010, 04:30 م]ـ

السلام عليكم وحمة الله وبركاته:

كان على الأخ د خالد

أن يشير إلى سبب التعديل المشار إليه.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير