[هي و التعليم]
ـ[سعد مردف عمار]ــــــــ[16 - 02 - 2010, 08:11 م]ـ
حاشاكِ يا بنتَ العلا حاشاكِ = من ذا على التعليم قد ألقاكِ
أنت الكريمةُ و العظيمةُ و التي= نطقَتْ بكل طهارةٍ شفتَاكِ
و لقد عرفتُكِ كالنسيم عذوبةً = و علمْتُ أن الفجرَ قد غنَّاكِ
و رأيتُ قلبَكِ كالفضاءِ رحابةً =نبضَتْ جوانبُه بكلِّ ملاكِ
في روضِكِ الفينَانِ عشْتِ هنيَّةً = و سكبْتِ لحنَ الدوحِ في مَحْيَاكِ
وسناك كان على الأحبة مورقاً=ملأ الأحبةَ بالحبُورِ سناكِ
بالأمسِ كانَ أريجُ عمركِ في المدَى= عبِقٌ و للأيامِ فوحُ شذاكِ
فعلامَ ترتعشينَ يا بنتَ العلا=بين المدارسِ تطلبينَ شقاكِ
و تظلُّ عينُكِ بالدروسِ حزينةً=و يروحُ وجهُك شاحبًا بضَناكِ
أين البنانُ الرخْصُ كيفَ ذوى وما = ذاكَ المحيَّا كيفَ صارَ كذاكِ
غارتْ بشاشتُه وضاع نميرُه = و التاثَ من طبشُورك الفتَّاكِ
و الطرفُ أين نعاسُهُ عصفتْ به=حُمَّى الدفاترِ صحِّحَتْ بعَناكِ
عيناكِ غائرتَان من فرطِ الضنا =ومنَ الدروسِ تقرَّحَتْ عينَاكِ
أمسى لغصن البانِ ميلاً فالتوى =مَنْ للعنادلِ في رياضِ هواكِ
يا أختَ هذا القلبِ جرحُك هزني= أورَى زنادِي حينما أورَاكِ
يا قاتلَ اللهُ المعاشَ و همَّه =أودَى بريمِ البانِ و الآراكِ
و غدَوتِ من لأوائه كحمَامةٍ=في لحظ صيادٍ، و كفِّ شَراكِ
لكِ من تلاميذ المدارسِ شِقوةٌ =قد جرعتْكِ مرارةَ الأحسَاكِ
في كل يوم من مكائدهم أذًى=يودَِي بلبِّ الحازم المتَذاكِي
شرُّ البلاءِ على رؤوسِ كبارِهم=و الأصغرُونَ عقاربٌ بحمَاكِ
قاموا إليكِ بقضِّهم و قضيضِهم =و تألبوا في قسْمِهم لأذَاكِ
و تعاونوا فغدَوتِ بين جموعِهم=في حسرةٍ وتأفُّفٍ و تشَاكِي
لم يرحمُوكِ فغادَرُوكِ أسيفةً =تتقلبِينَ على شفِيرِ أسَاكِ
و غدَوتِ و العبراتُ منكِ غزيرةٌ=و تصايحوا ضحِكًا لطولِ بكَاكِ
قلبي مع العصماء أُهْدِر دمعُها =في حفنةٍ من صِبيةٍ، وعراكِ
لله ما ذرفتْ غداةَ تأوهتْ =بين الصفوف و آذنت بهلاكِ
يا منْ لشمسٍ البيتِ كيفَ تعفرتْ=في نقع جيلٍ فاسد الإدراكِ
من للجمال تخطفته يد البلى =من للورود تتيهُ في الأشواكِ
ـ[شاعر الصحراء]ــــــــ[16 - 02 - 2010, 08:27 م]ـ
أخي سعد .. رائع ما خطه قلمه ..
بوح يهزّ الوجدان ويسلط الضوء على أهم قضايانا " التعليم " وما آل اليه من التردي ..
في قولك
" بالأمسِ كانَ أريجُ عمركِ في المدَى عبِقٌ "
هل ترى عبق هكذا تصح؟؟
تمتعت بما قرأت ... خالص ودي واحترامي
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[16 - 02 - 2010, 09:30 م]ـ
لا فض فوك أبا معتز
لا أزيد على ما ذكر أخي شاعر الصحراء فيما يخص النص إلا أني أجزم أنك ستبكي كل معلمة تقرأ القصيدة.
ذاكَ المحيَّا كيفَ صارَ كذاكِ
لم أفهم كسر الكاف في القافية هنا
ـ[سعد مردف عمار]ــــــــ[17 - 02 - 2010, 11:34 ص]ـ
أيها الأديبان الجميلان تقبلا شكري و امتناني لمروركما الرائع على النص، لكما بالغ الاحترام.
سعد مردف
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[17 - 02 - 2010, 01:08 م]ـ
أيها الأديبان الجميلان تقبلا شكري و امتناني لمروركما الرائع على النص، لكما بالغ الاحترام.
سعد مردف
بوركت أبا معتز
هل لك أن تحدثنا عن مناسبة النص ولو باقتضاب؟
ـ[سعد مردف عمار]ــــــــ[18 - 02 - 2010, 12:07 ص]ـ
أستاذي الكريم عامر مشيش، إن كل من يمارس الحياة التعليمية في مدارس اليوم و يحتك بالأسرة التربوية يقف جليا على ما يعتور حياة المعلم من معاناة نظرا لعزوف التلاميذ عن طلب العلم من ناحية و انغماسهم في اللذة العابرة و العبث السانح في الصفوف من ناحية أخرى زيادة على ما يلقاه رجل التعليم من التعسف في حياته الاجتماعية و هدر لكرامته و حقوقه، فإذا تعلق الأمر بالمرأة المعلمة فإننا نرى في ما حولنا من النساء من أهدرن أعمارهن و سكينتهن و أنوثتهن وراء جيل زاهد في التحصيل و تصور ما تلقاه هاته الأنثى في مجتمع " مدرسة المشاغبين " و إنما جعل الشعر ليصور هذه المعاناة و تلك القسوة في تطلب المعيشة.
شكر الله لك و زادك فوق ذائقتك.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[18 - 02 - 2010, 01:47 ص]ـ
أستاذي الكريم عامر مشيش، إن كل من يمارس الحياة التعليمية في مدارس اليوم و يحتك بالأسرة التربوية يقف جليا على ما يعتور حياة المعلم من معاناة نظرا لعزوف التلاميذ عن طلب العلم من ناحية و انغماسهم في اللذة العابرة و العبث السانح في الصفوف من ناحية أخرى زيادة على ما يلقاه رجل التعليم من التعسف في حياته الاجتماعية و هدر لكرامته و حقوقه، فإذا تعلق الأمر بالمرأة المعلمة فإننا نرى في ما حولنا من النساء من أهدرن أعمارهن و سكينتهن و أنوثتهن وراء جيل زاهد في التحصيل و تصور ما تلقاه هاته الأنثى في مجتمع " مدرسة المشاغبين " و إنما جعل الشعر ليصور هذه المعاناة و تلك القسوة في تطلب المعيشة.
شكر الله لك و زادك فوق ذائقتك.
بارك الله فيك أستاذي سعد مردف
ولقد ذكرت الحق فيما ذكرت؛ فإذا الحال واحدة والله المسستعان.
أسأل الله أن يخرج من هذه الأجيال من ينتصر لدينه وأمته.
وتقبل تحياتي.