[دولة الشعر:: شعر::: صبري الصبري]
ـ[صبري الصبري]ــــــــ[16 - 03 - 2010, 12:10 ص]ـ
دولة الشعر
...
شعر / صبري الصبري
****
في دولة الشعر أحكام تقاضينا
بعدلها المحض يمضي حكمها فينا
وتنشر الخير بين الناس قاطبة
برقة الذوق بالحسنى توافينا
فإننا الشعب شعب الشعر دولتنا
بها اعتلى الشعر والشعرا الميادينا
وهلل القوم في زينات بهجتها
وطالع الناس بالشوق الدواوينا
فشعبها الحر في أسباب نهضتها
على مدى الدهر لا ينسى الميامينا
تَقَدَّمَ الرَّكْبَ أبطالٌ بثورتها
تزلزل الظلم تصليه البراكينا
وتقمع الشر والطاغوت في شمم
وتكبت البغي تحمي الشرع والدِّينا
فدولة الشعر ما لاحت بوارقها
تكبد الخسرَ والقهرَ الشياطينا
وتبسط العدل في الأرجاء تفتحها
قصائد النور تهديها الرياحينا
تمتع النفس والوجدان في طرب
تتابع اللحن في الآذان موزونا
ببحره العذب ظل الشعر منتصبا
بهامة الفخر يسمو في أعالينا
بدقة الوزن تفعيلات مقطعه
تحرك الحس في إلقاء شادينا
يصور الشعر أشكالا نطالعها
بروضة الحسن تهدينا الموازينا
فزهرة الحب في باقات روضتها
تراقص الجو في أجراس حادينا
رحيقها الشهد في التيجان نحلتها
تغوص بالورد بالإبداع تأتينا
فراشة الصبح بالألوان يصحبها
ربيعنا الغض في أرجاء وادينا
بدولة الشعر يحيا الناس في رَغَدٍ
ويعشق الكلَّ بالحكم القوانينا
لأنه الشعر شعر الذوق يحكمنا
به ارتجى الشعب بالعليا مرامينا
جمالها العيش في الأبيات ننشؤها
بماتع النصِّ في أعلى معالينا
ونصطفي الأرض جل الله عمرها
بوافر البوح يرسو في مراسينا
فسنبل القمح في أعواد نضرته
إذا أتى القحط بالبيدا يغذينا
بسحبه الودق حين القحط يغمرنا
يلطف الجو والأمطار تروينا
فلا نرى الجدب ما دامت مشاعرنا
بنبضها الحس بالأشعار تسقينا
ولا نرى الفقر ما دارت روافدنا
بثروة الشعر تغنينا قوافينا
فثروة الشعر في إثرائها تسمو
على مدى الدهر تعطينا وتثرينا
حروفنا البيض أشكالا نشكلها
بلوحة الطهر نهديها الملايينا
ولا نرى السعد إلا حين نقرأها
يواصل السير في الآفاق قارينا
ولا نرى الأجر في الدنيا وزينتها
فأجرنا الحق من إغداق بارينا
ألا له الأمر جل الله خالقنا
ألا له الفضل جل الله منشينا
بدولة الشعر لا الأموال نطلبها
ولا نرى الدُّر في قول يكافينا
ولا نرى المال مهما كان يجذبنا
فما شرى المال بالإحساس مكنونا
ألا ترى الخسف للأموال يغمرها
بخسفه الماءُ يحوي الآن (قارونا)؟!
بحيرة الشعر في حسن تهدهدها
أطايب الشعر بالأنغام تشجينا
بدولة الشعر بالإجلال في كَرَمٍ
برحمة الله باري الخلق يحيينا
جذورها الطيب في أعماق وثبتها
فروعها الغر في أعلى مراقينا
سموها البر للأبرار في رشدٍ
وعزها المجد في أسمى أمانينا
عرائس البوح في إشراق زينتها
بطهرها المسك يسري في نواحينا
أميرها الفخم (حَسَّانٌ) وثلته
تقلدوا الفخر في مدح لهادينا
ثم الصلاة على الهادي وعترته
ما أخرج الغرس بالبستان زيتونا
ورتل الوحيَ قاري الذكر في وجلٍ
بهدأة الليل يتلو (الفتح) و (التينا)!!