نحتٌ على ذاكرة الهذيان
ـ[ابو سلسبيل]ــــــــ[10 - 05 - 2010, 07:46 م]ـ
يا وجهَ (غزَّةَ) بارَ الشِّعرُ أم رَابَا ....... فجئتُ أُهدي رمادَ العمرِ أعنابا
ألعفوَ ... جئتك بعضُ الجمر أغنيتي ........ وبعضُ محبرتي في الجمر قد ذابَا
بلوعتي أتدلّى فوق قافيةٍ ......... عرجاءَ أحملُ نارَ الشِّعرِ ألعاباَ
هرَّبْتُ في كبدي وَشْيَ الجزائرِ/ وشْـ ......... ــمَ الأطلسيْنِ/ و وحْيَ العشقِ أكواباَ
مُخضَّباً بأريج الثَّورتيْن دمي ......... فتحتُ صدري بلَيْلِ الشَّوق فانْساباَ
...
إنّي ... و قد كَسَرَ الرُّبَّانُ بوصلتي ......... كل الجهاتِ اسْتحلنَ اليوم حُجَّاباَ
غيَّرنَ في البحر طبع الموجِ يا سفراً ....... يمدِّدُ الحلْم في كفّيْهِ أعتاباََ
في ليلةٍ بالهوى مجنونةٍ رقصتْ ......... للريح مبتلَّةًً ... لمْ تلقَ أثواباَ
بالسُّمِّ طافتْ على إلْفَيْنِ وابتهجتْ ......... لمّا رأتْ في شفاهِ الكأسِ قصَّاباَ
فقرِّبيني ... إلى شطَّيْكِ أمسحُ غُرْبتي و عنّي انفُضي– يا أُمُّ - أتعاباَ
إنَّ الخُطى .. أرشدتْ في الرملِ قاتلها ......... بئس الصَّحارى إذا قُسِّمْنَ أحزاباَ
...
-- أتيْتُ أملأ من عينيك أسئلتي ......... ما للحماماتِ قد فُزِّعْنَ أسراباَ
مَنْ سيّج الحلم في عينيك مُلهمَتي ........ أعطى لموت فصول العشق أسبابا
مَنْ أخَّر الشّوق عن عينيك أجَّله ......... قولي و هل أنبتَ الرَّيحان أنيابا
مَنْ حاصر الألقَ المخضلَّ مَن وَأَدَ ......... الهوى و مَنْ قرَّحوا للشَّمس أهدابا
ها قد دخلتُ .. وجدتُ السُّورَ منهدماً ......... وحارسَ القصرِ في زنديْه مرتابا
رأيتُ كلَّ المدى .... بالموتِ محتفلاً ......... و الطّينَ لِلْحَمَإِ المسنونِ مُغتابا
قالَ التفتْ،قلتُ: وَا سيْناءُ،يا وجعاً ....... يمتدُّ في وجعي،في الآهِ أَوَّابا
ذا النُّونِ- عذراً - كليمَ اللهِ قد تَخِذُوا ..... مِن بعدكَ العجلَ والدُّولاَر أربابا
داسوا الجماجمَ يا عيسى بِها رقصوا ...... و حوَّلوها – حبيبَ اللهِ –ألعابا
دخلتُ مختلساً ... فاَلْعفوَ راهبتي ......... أتغفرينَ إذا لمْ أَطْرُق ِ البابا
دخلتُ هذي صلاتي أمَّتي ... وقنـ ......... ـوتي أنتِ كنتِ له في البدء محرابا
أشعلتُ في ليلهِ سبعين داليةً ......... عذراءَ ماأشركتْ في الكأس أصحابا
سَقَيْتُهُنَّ صباباتي مسلسلةً ......... وزدتُهُنَّ مِن الشُّريان أنخابا
ذوَّبْتُ فيها مواويلي فذبتِ بها ........ وغِبْتُ أحملني في الصَّمتِ زريابا
...
يا- أُختَ هاروتَ– دُلِّيني على سفني ......... فقدْ نسيتُ بعُمقِ الجُرحِ أحبابا
أنكرتُ دربي ولونَ الشَّمسِ، وجهَ أبي ......... فقدْت ُ ذاكرتي .. مسعايَ قدْ خابا
نسيتُ طعمَ البلادِ/الملحَ/لونَ يدي ......... دُلِّي الذي دَمُهُ في عرقهِ شابا
دُلِّي الذي أكل الغِربانُ ناقتَه ......... و رسَّمُوهُ على الكثبانِ بوَّابا
دُلِّي الذي حطبوا في عِرضِ أُمَّته ......... وأرجعُوهُ إلى الدِّهليزِ حطَّابا
دُلِّي الذي جعلوا (باريسَ) قِبلَتَهُ ......... يا-أُخْتَ ماروتَ- و (المارِنْزَ) أنسابا
ماذا أقولُ لطفلٍ شوَّهَتْهُ يدٌ ......... كانت تصفِّقُ في عينيهِ تَرحابا
ماذا أقول لشيخٍ ... فوق منسأةٍ ......... في ظهره لقَّحوا بالسُّمِّ أصلابا
ماذا أقول لبنتٍ جاءَ يخطبها ......... مَن قدْ رأتْه لعِرضِ الأختِ سَلاَّبا
قولي و كيف البكاءُ اليومَ إنْ بلغتْ ......... هذي الحسانُ ... و لم يَلْقَيْنَ أترابا
بحثنَ عن عربيٍّ للوصالِ و لمْ ......... يبصرنَ– طبعاً-سوى عُجماً وأغراباَ
يا ضفَّة الحزن -يا أحلىقياثرنا ........ أهوتْ تُبعثرُ في الآهاتِ عُنَّابا
فإنْ قَتَلْتِ أخذتِ الثَّأْرَ من عربٍ ......... و إنْ عفوْتِ .... ملأتِ الأرضَ أعرابا
هذا أنا عارياً من عارِ أُمَّتهِ ......... ألْبِسي جسدي بالطُّهر أثوابا
أعودُ أملأ من عينيك أسئلتي ......... ما للحماماتِ لا يأتينَ أسرابا
أبو سلسبيل الجزائري 13/ 10/2009
ـ[ربا 198]ــــــــ[10 - 05 - 2010, 10:51 م]ـ
دخلتُ مختلساً ... فاَلْعفوَ راهبتي ......... أتغفرينَ إذا لمْ أَطْرُق ِ البابا
لعلها إذ؛ وإذا كسر البيت بها فلديك بدائل كثيرة.
ـ[أحمد رامي]ــــــــ[11 - 05 - 2010, 06:00 ص]ـ
لافض فوك أيها الملهم
قالَ التفتْ،قلتُ: وَا سيْناءُ،يا وجعاً ....... يمتدُّ في وجعي،في الآهِ أَوَّابا
هذا البيت قصيدة وهو أحد الأبيات الرائعة التي تزخر بها القصيدة ....
لكن لي ملاحظة ربما تزيده جمالا؛ فلو أنك قلت (بالآه أوابا) لأصبح المعنى: أن الوجع يكثر الأوب وعلامة أوبه هي الآه، فكأن أوبه يكون مصاحبا للآه دوما.
أما بوجود (في) فيفهم أن الوجع يمتد في وجعك وفي الآه، ويصبح على النحو التالي (يا وجعا أوابا يمتد في وجعي وفي آهاتي؛ غير أني أجد المعنى الأول أقوى وأجمل صورة وهنا يدخل التشبيه إذ أنك شبهت الوجع بإنسان مذنب يكثر الرجوع إلى الله تائبا ..
أؤيد ما قالته الأستاذة ربا؛ ويمكن القول ببساطة (أتغفرين .. ؟ أنا لم أطرق البابا) كما يمكن تخريج - إذا - على أنك تسألها هل ستغفر لك في المستقبل إذا لم تطرق الباب مجددا .. فالدخول الأول بغير استئذان طلبت الصفح عنه (فالعفوَ راهبتي)، إذن فالغفران المطلوب هو عن المرات المقبلة لأن الشاعر مصرُّ على الدخول دوما بلا استئذان.
بوركت وبورك فيض قلمك .. وأهلا بك عضوا جديدا في الفصيح
¥