تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[نكبة العروس]

ـ[زيد الأنصاري]ــــــــ[11 - 03 - 2010, 04:06 ص]ـ

بمناسبة السيول التي اجتاحت جدة في 8/ 12/1430ه‍


نُكبت عروسُ البحرِ في أبنائِها
وبكت دما مرا على أشلائها

خرجتْ لتستسقي الغمامَ منيبةً
لمغيثها وتلحُّ في استسقائِها

فأجابها من لا يُرد نوالُه
وسقى قُلوبًا أيقنتْ بدعائِها

فتفجرتْ مزن السحابِ عنيفةً
مدَّته أفواهُ السماء بمائها

وانصبَّ من فوقِ الغيومِ وتحتها
متدفقًا وأمامِها وورائها

وتجاوز السيلُ الزبى لكنه
فقدَ الطريقَ فعاثَ في أحيائِها

وطغتْ مياهُ السيلِ في طرقاتِها
فتحطمتْ وتلونتْ بدمائها

طرقاته سُدتْ فهاج مزمجرًا
وأباد يابسَها على خضرائها

وتفاجأتْ تلك العروسُ بأنها
فقدتْ ملامحَ حُسنها وبهائها

فتصاعدتْ زفراتُها مكبوتةً
محمومةً بسهادِها وبكائها

أين العروسُ وحسنُها وجمالُها
ذهبتْ ولا يبقى سوى أسمائها

كانتْ كنورِ الشمسِ يسطعُ في الضحى
فاستبدلتْ ضراءَها برخائها

ما كانتِ الأمطارُ إلا رحمةً
والخيرُ كلُّ الخيرِ في أثنائها

إن الأمانةَ لا تليقُ بعاجزٍ
لم يستطعْ صبرًا على أعبائِها

نامتْ على رغمِ النذيرِ ضمائرٌ
لكنها لم تصحُ من إغفائها

أتُباعُ في الوديانِ أرضٌ للبنا
فمن الذي أغراهمو بشرائها؟

وتقامُ في مجرى السيولِ عمائرٌ
كثرٌ، فمن أذنوا لهم ببنائها؟

يا خادمَ الحرمين أنت لمثلها
كفءٌ وبينَ يديك َكلُّ رجائها

فلأنتَ بعدَ الله جابرُ كسرِها
ومعينُها لتفيقَ من بلوائِها

فامسحْ بكفكَ جرحَها وارفقْ بهِ
فعلى يديكَ شفاؤها من دائها

هذي البلادُ عزيزةٌ ومنيعةٌ
فالحزمُ والإنصافُ من سيمائها

من كان يرجو أن يُحاذيَ قدرَها
لكفاهُ فخرًا أن يُرى بحذائها

فأعانها الله الكريمُ بفضله
وأمدَّها نصرًا على أعدائها

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير