تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

خطابٌ إلى دكتاتوريَّة

ـ[الضَّيْغَمُ]ــــــــ[16 - 02 - 2010, 09:15 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته ..

أقدِّم لكم أوَّل تجاربي مع الشعر الحر بعنوان " خطابٌ إلى دكتاتوريَّة "

متمنِّيَاً أن يحظى بإعجابكم ..

من بلادي يا دكتاتوريَّه

أُرسِلُ الحالَ من شعبٍ

لم يعرفْ طَعْماً للحريَّه

الكلُّ يخاف من عينيكِ

من بسماتكِ ..

من تلكَ الشفاهِ الورديَّه

الكلُّ يعيشُ بكبتٍ

الشاعرُ يبكي على أقلامٍ عجيَّه

والأشجار لا تدري أين سُتلقي

الخطابَ عن " الديمقراطيَّه"

حتَّى أنَّ قيساً من حسنِكِ ..

قد نسى ليلى العامريَّه!

خلفَ تلك الأسوارِ .. قصرٌ

أنتِ فيه ..

ترقصين .. وقد تخجلي ..

رقصاتُكِ أجملُ من لحنِ "بتهوفن"

"أنتِ اعتدتِ ألحاناً أوروبيَّه"

أما شعبكِ المنكوب على أحلامٍ يغفو!!

أنتِ في قلبهم ..

كالإقاماتِ الجبريَّهْ

====

يا أيَّتُها الملكة

إني في خوفٍ من أن ينطق قلبي

قائلاً: يا حبيبتي .. !!

وأخافُ إن كَتَبَتْ كلماتي شِعْراً

أن يقيمَ شجوني في الموتِ للأبديَّه

ويقامُ عليَّ عزاءٌ في بَلْدَةٍ ..

لم تعرف إلَّا موتاً وأأتراحاً وقضيَّه ..

حرموني رؤيتَكِ ..

حرموني من همساتي ودمعي ..

جلدوني لأنِّي .. " مراهِقٌ "

هم يخافون من صوتي وسكوني ..

عندما صاحَ الشعبُ ثائراً ..

أصبحنا جميعاً " مراهِقُونْ "!!!

أصبحنا نجوماً في أدوارٍ " إرهابيَّه "

قالوا: أنَّنا اغتلنا يحيى ..

وشربنا دماءً من زكريَّا

يا " حبيبَتي " ..

سوف نخرج من هذه الأرض متَّهَمين.

وعلى الأرض ما يستحقُّ الحياه ..

يا حبيبتي ..

مدِّي لي خيطاً من شعركْ ...

واذكري مرَّةً

أنْ كنتُ لكِ العاشقُ ..

واذكري ..

عندما كنتُ أحكي لعينيكِ حكاياتٍ ..

فتنامي على صدري ..

تذكرين .. ؟

كنتُ أحمي شعرَكِ من ريحٍ باردةٍ ..

ومن الأمطار فتتبسم لي العيونُ الطفوليَّه

تذكرين .. ؟

أم مُسِحَتْ الذكرى للأغراضِ السياسيَّه؟

يا " حبيبتي "

ألفيتُ بأنَّ القلبَ بعلمِ الحكَّامِ - بلا شكٍ -

عضواً زائداً

والمحبَّةَ .. صوتٌ مصطنعٌ ..

أو كلامٌ مختزنٌ لدعايةٍ انتخابيَّه ..

====

يَا حبيبَتي ..

ما الحبُّ إلَّا تضحيةٌ ..

لعبةٌ خاسرهْ

أو مواجهةٌ للبحرِ ..

يا دكتاتوريَّه

ولَّى زمَنٌ فيه " استالينُ و هتلرْ "

بيَدِ الأيدي الثَّوريَّه

يا حبيبتي

لسنا قُطَّاعَ طريقٍ

أو جماعاتٍ رُميَتْ " بانقلابيه "

يا حبيبتي

اتركي سلطةً ما لها من دستورْ ..

اتركي سلطةً ذبحتْ شعبَنا ..

قتلت حبَّنا ..

أجهضت أملنا ..

مسحتْ من قرآنِنَا ..

كلَّ الآياتِ ..

جعلت كلَّ أيامنا

دولاباً لا .. !! لا يدورْ ..

====

يا حبيبتي

شعبنا اليومَ محْتَضِرٌ

ونُكَابرْ .. !!

شعبنا غارقٌ في الوَحْلِ ..

ونُكَابرْ .. !!

شعبنا من كُثْرِ جراحِهِ ..

نفدَ الدمُ منه

ونُكَابرْ .. !!

يا حبيبَتي

ارجعي لِفؤادي ..

واتركي سلطةً ..

لا تنفعُ إلَّا للغادر ..

شعبُنا ..

عاش بالحلمِ ألفَ سنه ..

واستيقظَ في واقِعٍ فاجرْ ..

ديكانِ بلا عُرْفٍ ..

قاتلوا بعضهم من أجل امتلاكٍ ..

ونسوا أنَّ موطِنَهم في يدِ السَّارقْ ..

المُلْكُ يعمي القلوبَ .. حبيبَتي .. !!

المُلْكُ يعمي القلوب .. فلا تبكي على ظلمِكِ ..

أنا أعرفُ .. لن تجدي وَطَناً هنا ..

لكن ستري وطناً محفوراً على شفتي ..

آتٍ نصرهُ ..

يا "حبيبتي"!!

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير