[ما عدت أقوى على حمل الجراحات]
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[26 - 01 - 2010, 02:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذا عود حزين، لشجن من الشجون، لم يجد له متنفساً في هدأة السكون إلا هنا؛ لعل روحاً مرهفة جياشة أن تشاركه حزنه؛ فإنه ما عاد يقوى على حمل الأحزان وحده!
"ما عدت أقوى على حمل الجراحات! "
حُيِّيتِ يا دارَ سلمى بالتحيَّاتِ = سلامُ ربيْ على تلك الثَّنِيَّاتِ
عَدَتْكِ كلُّ عوادِي الدَّهرِ وانصرفَتْ = صروفُهُ عنكِ مِنْ ماضٍ ومن آتِ
وباكَرَتْكِ سَوَاقِي الْمُزنِ ضاحكةً = من الغُدَيَّات تزهو بالعشيَّاتِ
هل تذكرين زمانًا بات يجمعنا = عَذْبَ المساءاتِ مشبوبَ الصَّباحاتِ
نُسْقَى من الأنسِ أنفاسًا مُعطَّرةً = ونرشفُ الوجدَ من كأسِ الصَّباباتِ
أللهَ يا زمنَ التَّذْكارِ مِنْ زمنٍ = لم يبقَ منهُ سوى ومضِ الحكاياتِ
ما زِلْتُ أرحَلُ عن شَطَّيْكَ مبتعداً = حتى تغرَّبْتُ عن روحي وعن ذاتي
هذي الجراحاتُ كم جاشتْ وكم عَصفتْ = ما عُدْتُ أقوى على حملِ الجراحاتِ
تآكَلَتْ هِمَّتي والهَمُّ عاجَلَها = كالسُّوِسِ ينخرُ في سُوسِ اللحاءاتِ
والطائرُ الصَّائِتُ المَحْكِيُّ صار صدىً = مُهَدَّجَ الشَّدْوِ مقصوصَ الجناحاتِ
"كريشةٍ في مَهَبِّ الريحِ ساقطة" = يغتالها أفُقٌ نائي الْمسافاتِ
جِسْمٌ أنا دونَ رُوحٍ هيكلٌ خَربٌ = صَلْدُ المشاعرِ مَسلوبُ الإراداتِ
حقائقُ الكَونِ في جَنْبَيَّ ماثلةٌ = ولا أرى غيرَ أنواعِ الخَيالاتِ
فيمَ المعاناةُ والأيامُ راحلةٌ = كُلُّ البِداياتِ تَسْعَى للنهاياتِ
حَمَلْتُ روحيْ على كَفِّيْ وقلتُ لها: = هل تسمعينَ حُدَاءَ الزائرِ الآتي
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[26 - 01 - 2010, 03:13 ص]ـ
اشتقنا لك والله يا أبا يحيى
عود وأي عود
خفق قلب مكلوم ونفثات محب مهموم
لك الله يا أبا يحيى
فيمَ المعاناةُ والأيامُ راحلةٌ ... كُلُّ البِداياتِ تَسْعَى للنهاياتِ
ـ[الباز]ــــــــ[26 - 01 - 2010, 03:28 ص]ـ
مرحبا بعودتك الميمونة أخي أبا يحي
طال الغياب أخي الحبيب
كان الله في عونك ..
قصيدتك كالعادة من أبرع الشعر و أعذبه و أصفاه.
شاعر أنت لغة و معاني و خيالا وقد قلتها لك مرة -بلا مجاملة- و أكررها
أني حين أقرأ لك أستشعر جو الشعر العربي المطبوع الرقراق ..
ومع هذا لدي همسات بسيطة:
المطلع أخي أبا يحي وما أدراك ما المطلع ?
كلمة التحيات (معرَّفة) لم أسمع بها من قبلُ إلا في التشهد ..
ثم في البيت الرابع:
هل تذكرين زمانًا بات يجمعنا
لم أفهم سرَّ استخدام شاعرنا للفظة بات
وأرى أن كان أولى ..
و الله أعلم
أما هذا البيت، فتسلية ودعابة أقول -أخي أبا يحي-:
عَدَتْكِ كلُّ عوادِي الدَّهرِ وانصرفَتْ**صروفُهُ عنكِ مِنْ ماضٍ ومن آتِ
يحكى أن حكيما سمع رجلاً يقول لآخر: لا أراك الله مكروهاً.
فقال: كأنك دعوت عليه بالموت، فإن صاحب الدنيا لابد له من أن يرى مكروهاً.
تحيتي وتقديري
ـ[أم سارة_2]ــــــــ[26 - 01 - 2010, 08:03 م]ـ
[ center] السلام عليكم ورحمة الله
جِسْمٌ أنا دونَ رُوحٍ هيكلٌ خَربٌ = [ color="sienna"] صَلْدُ المشاعرِ مَسلوبُ الإراداتِ
[/ poem]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
1 - الصورة الشعرية في قولكم "صلد المشاعر" جميلة ولكنها لا تتماشى مع السياق في البيت؛ "جسم دون روح، هيكل خرب، مسلوب الإرادة" صور تدل على ضعف، أما الصفوان فيدل على قوة وإن كانت جميعها تشير إلى عدم النفع.
2 - اقتباسكم صدر بيت جاء في الهجاء لا يتوافق مع غرض قصيدتكم.
هذا، والله تعالى أعلم.
ـ[قلم الخاطر]ــــــــ[26 - 01 - 2010, 08:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
حقائقُ الكَونِ في جَنْبَيَّ ماثلةٌ = ولا أرى غيرَ أنواعِ الخَيالاتِ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حمداً لله على السلامة أبا يحيى
وإذ لا أود أراك إلا سعيداً، إلآ أنه ما أبدع حزنك ..
أراك بقصيدتك شاركتنا أنت في حمل همومنا طالباً فيها مشاركتنا حمل همومك ..
أبا يحيى وقصيدة ملآى بالحزن والحكمة وكل متصفح لها يراها من زاوية همومه .. وينتقي منها ما يلامس مشاعره أو جراحه ..
وقد علقت بالبيت أعلاه، وكل بيت له في المشاعر منزلاً ...
عودة ماءٍ بعد انقطاع
أرويت العطش ..
لا تغب كثيراً
دمت مبدعاً في كل حالاتك ..
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[27 - 01 - 2010, 03:21 ص]ـ
اشتاقت لك الجنة أخي الحبيب أبا سهيل
ممتن لمرورك وترحيبك
بارك الله فيك
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[27 - 01 - 2010, 03:23 ص]ـ
حياك الله أخي الحبيب الباز
وشكر لك مزيد ترحيبك وثنائك
وقد استفدت من جملة ملحوظاتك
بارك الله فيك
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[27 - 01 - 2010, 03:25 ص]ـ
حياك الله أختي الكريمة أم سارة 2
شكرا لك على المرور
وشكرا على الملحوظات
بارك الله فيك
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[27 - 01 - 2010, 03:29 ص]ـ
سلمك الله أخي الحبيب قلم الخاطر
وشكرا لك أنْ حملت عن أخيك كفلا من شجنه
دمت وفيا
وبارك الله فيك
¥