نَجْوَى عَلَى بَوَّابَةِ الثَّلاَثِينَ.!!
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[02 - 03 - 2010, 12:53 م]ـ
أمَّاهُ ها غيمُ المشاعرِ أمطَراَ
وأنا أهِيمُ بأفقِ عُمريَ إذْ سَرى
أمَّاهُ هل حقاً ثلاثونَ انقضَتْ
عَجْلى سِراعاً.؟ أم بُنَيُّكِ ما دَرى
قالت: بُنَيَّ نعمْ ثلاثونَ احتمَتْ
بِحِمى الفَناءِ , ولفَّ خُطوتَها السُّرى
فأجبتُ أُمِّي , والسُّنونَ , ومُهجتي
والأرضَ , والألمَ الذي حلَّ العُرى
أسَفي على عهدٍ رسمتُ بصدرهِ
كُنهَ البراءةِ , مُورداً أو مُصدِرا
ملِكاً بلا مُلكٍ قضيتُ نهارهُ
ويبيتُ فيهِ الأنسُ عندي معشَرا
فالهمُّ ما غارت عليَّ فلولُهُ
أنَّى , وقلبي كانَ أزهرَ أنورا
أوَّاهُ يا زمنَ الطُّفولةِ كيفَ لي
بسويعةٍ فيها أزورُكَ مُسفِرا
أحيي بهاِ جدثَ السعادةِ بعدما
أضحى رميماً كي يعادَ ويُنشَرا
وأخُطُّ للأيَّامِ أجملَ قصَّةٍ
كانت لها صفحاتُ وجهِكَ دفتَرا
كم قد تَلتكَ من السُّنونِ نظائرٌ
في كُلها كَلُّ الحياةِ تَسمَّرا
سنةٌ إلى أخرى تَقاذَفُني , ولي
فيهِنَّ أن يغفُو الهناءُ وأسهَرا
لي في مفاوزها سِباعُ خطيئتي
ولها عليَّ الروحُ أجعَلُها قِرى
سنةٌ إلى أُخرى , وفي أغوارِها
سوقٌ يُباعُ بها العَناءُ ويُشتَرى
سنةٌ إلى أخرى وفي أرجائها
طُرقٌ بها الخِرِّيتُ يبقى أحْيراَ
ليحُطَّ في بابِ الثلاثينَ التي
تَمحو ندى الأعمارِ منهُ فمَا يُرى
هذي ثلاثونَ ابتنيتُ بنبْضِها
بيتاً من الأملِ الهَنِيِّ مُعمَّراَ
بيتٌ فرشتُ بهِ بقِيَّةَ مُهجَةٍ
يقتاتُ منها الحُبُّ سِراً مُضمَرا
حبٌّ كضوءِ الفجرِ يلتهِمُ الدُّجى
ما كانَ دعْوى أو حديثاً يُفتَرى
شهِدت بهِ شفَتانَ جازَ ببابها
لحنٌ عليهِ تمايلتْ سُقُفُ الذُّرى
شهدت بهِ عينانِ ليتَ لجفنِها
قلمٌ يُنَمِّقُ من غَراميَ أسطُرا
شهِدت بهِ زفراتُ نفسٍ حرُّها
رقَّ البِعادُ لهُ فضاقَ بما جَرى
شهِدَ الفؤادُ وكانَ أصدقَ شاهدٍ
أنِّي مُسَامريَ النسيمُ إذا سَرى
فلهُ أبُثُّ من الغرامِ شؤونهُ
وشُجونهُ , وفنونهُ , مُستَأزِراَ
فإليكِ , أو فعليكِ , أو فلديكِ , أو
بسناكِ , أو بهواكِ , شِعريَ أزْهَراَ
يا من تمَلَّكَني هواهاَ حُلوُهُ
فوجدتُّ حُبَّيها لبَوحي مَصدَرا
ماذا عسايَ اليومَ أفصحُ, إنَّني
أرسلتُ بُدَّنَ أحْرُفي والمُضمَرا
فعجَزتُ عن لفظٍ يُكوِّنُ جُملةً
تُنبي وتُعرِبُ عن هوايَ وما اعتَرى
لكِنَّني سأبُوحُ يا أمِّي فما
ضَرَّ الثُّرَيا أنْ يُناجيها الثَّرى
هذي ثلاثونَ انقضَتْ وجمالُهاَ
وجلالُها , وصباحُها , بكِ أسفَرا
بكِ أنتِ وحدكِ كنتُ أغتالُ الأسى
وأقيمُ في وجهِ الشقاءِ مُعَسكَرا
فكَستكِ أيامُ الهناءِ لَبُوسَها
وسقَتكِ عافيةُ المُهَيمِنِ كوثرا
وأذاقكِ العفوَ الإلهُ , وكنتِ في
وجهِ الرياحِ الهُوجِ أثبتَ من حِرا
صلى عليكِ اللهُ خَيْرَ صَلاتهِ
تغدو , تروحُ عليكِ مِسكا أذفَراَ
وتكونُ دافعةَ البلاءِ بمَنِّهِ
وتصيرُ تيسرَ الذي قد أعسَرا
ـ[شاعر الصحراء]ــــــــ[02 - 03 - 2010, 01:15 م]ـ
الله الله عليك يا محمود ...
قصيدة رائعة جدا وأنّى لها أن لا تكون كذلك وأنتم أهل الشعر وداره ...
في آخر القصيدة " وتصيرُ تيسرَ الذي قد أعسَرا " أعتقد أنك أردت أن تكتب تيسير فسقطت الياء منك سهوا ..
لك خالص الود والاحترام ...
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[02 - 03 - 2010, 05:50 م]ـ
السلام عليكم
ووقوف مثلي على شعر أبناء شنقيط إنما استحسان وانبهار
أمَّاهُ ها غيمُ المشاعرِ أمطَراَ
وأنا أهِيمُ بأفقِ عُمريَ إذْ سَرى
المطلع الأنسب لموضوع كهذا هو الاستفهام لكن لم يسل عن عمره بل ترك لنا فرصة للتأمل
المسؤول هي الأم وأحسنت الاختيار فالأم مهما كبرت فأنت طفلها المدلل
أمَّاهُ هل حقاً ثلاثونَ انقضَتْ
عَجْلى سِراعاً.؟ أم بُنَيُّكِ ما دَرى
قالت: بُنَيَّ نعمْ ثلاثونَ احتمَتْ
بِحِمى الفَناءِ , ولفَّ خُطوتَها السُّرى
أليس في خطوتها ثقل نطق يستقيم بتسكين التاء؟
فأجبتُ أُمِّي , والسُّنونَ , ومُهجتي
والأرضَ , والألمَ الذي حلَّ العُرى
أسَفي على عهدٍ رسمتُ بصدرهِ
كُنهَ البراءةِ , مُورداً أو مُصدِرا
لا عجب وأنتم أهل اللغة فالتضاد هنا دلالة على سابق خبرة
ذكرني بقول التغلبي
بأنا نورد الرايات بيضا ونصدرهن حمرا قد روينا
ملِكاً بلا مُلكٍ قضيتُ نهارهُ
ويبيتُ فيهِ الأنسُ عندي معشَرا
¥