ثكلى تبوح بلهفة اللهفانِ
فالأم بستانٌ بديعٌ مثمرٌ
عذبٌ رطيبٌ طيبُ الأفنانِ
حلوٌ جميلٌ مزهرٌ مستغرقٌ
في الحسن والحسنات والغفرانِ
سهلٌ قريبٌ طاهرٌ متطهرٌ
متقاربٌ متوددٌ للجاني
أماهُ ربي خالقي وَصَّاني
بكتابه بالبر والإحسانِ
بالوالدين على الدوام فليتني
أماهُ أحظى بالرضا الربَّاني
برضاكِ عني يا حبيبةُ أستقي
رضوان ربي الواحد الديانِ
مهما أقول عن الحنونةِ إنني
أحيا مع التقصير والنقصانِ
وأنا صغيرٌ كم سهرت إذا صحا
جفني بليلِ الخائف اليقظانِ
لأنال منكِ سكينةً وسلامةً
بعميق نومٍ حافلٍ بأمانِ
وإذا بكيتُ فلا ملاذ لدمعتي
إلا أمومة خافقي وجَنَاني
يا روحَ قلبي يا حبيبة مهجتي
يا مرفئي .. يا أجمل الشطآنِ
يا واحتي وسعادتي وسجيتي
يا نبضتي يا لهفتي وكياني
يا فرحتي يا بهجتي ومَسَرَّتِي
يا دوحتي يا أجملَ البستانِ
يا جنتي في عيشتي وهدايتي
بالحق والآيات في القرآنِ
برضاكِ عني استقر بخيمةٍ
بالحور في الفردوس باطمئنانِ
وأنال من رب الأنام كرامةً
في جنة قدسية الرضوانِ
فرضاكِ عني غايتي ومسيرتي
في هذه الدنيا بكل تفانِي
لازلتِ أمِّي روضتي وحبيبتي
يا نور عيني يا ضيا وجداني
لولاكِ بعد الله تاهت خطوتي
بين الخطوب على الدوام أعاني
أماهُ يا رمز العطاء قصائدي
بالعجز باءت كلها وبياني
ماذا أقول وذو المكارم قد قضى
بكتابه في محكم الفرقانِ
بعبادة التوحيد لله العلي
رب الأنام الواهب المنانِ
والبر كل البر للأم التي
نالت وصايا خالق الإنسانِ
والبر للآباء أيضا هاهمُ
أبواب جنات من الرحمنِ
ستظل أمي في فؤادي دائما
طول الحياة بنبضة الشريانِ
أدعو الإله لأجلها في قبرها
ليكون روضا في رياض جِنَانِ
وأروم وصلا من وصال حنانها
حين المنام برؤية الظمآنِ
لأرى ملامحها الحبيبة أرتوي
منها بشوق دافئ الأحضانِ
رباه فارحمها وأحسن نُزْلَها
يا ذا الجلال بجانب العدناني
وخديجة الكبرى وزهرا سيدي
وأبي حبيبي خالقَ الأكوانِ
وجميع موتى المسلمين تحفهم
يا ذا الجلال برحمة الحَنَّانِ
صلى الإله على النبي وآله
ما الزهر لاح بأجمل الألوانِ!!