إلان إذا فهمنا ضمناً أن الشاعر يقصد بمهاوي الردى حروب العداء و الحياة هي حياة عز المجاهد
و الممات المغيظ للعدا الشهادة.
أخيرا: من تفهم ما قلت سيفهم أن مقالتنا (إستلال القصيدة) هي من باب المنطق الكلامي الذي اضافه الجاحظ لفنون البلاغة و ما بعدها يوضحها (فبائع النفس و طالب قرب الإله لا يكون في زعمي إلا مسلماً)
ـ[عبده فايز الزبيدي]ــــــــ[24 - 04 - 2010, 06:04 م]ـ
و عليكم السلام
أخي الكريم / الجبلي
المطلع هو افتتاح كلام بشك مع المتلقي و حقيقة الأمر
استدراج ذهن القارئ الغافل بقولك: هل تخشى الشَّهادة و الموت؟ (و هنا جواب للشاعرنا أحمد رامي فالمصدر المنسبك بمنى (الموت) معطوف بأو على الشهادة)
لتقرر حقيقة: فلن تدخل الخلد من غير موت!
و كأنك تقول من طرف خفيٍّ فاختر لنفسك الشهادة أو ميتة العير.
أما مسألة أنني علقت دخول الجنة بالموت فحسب.
فأقول أخي المبارك هناك أمران:
1. فلن تدخل الخلد حتى تموت تعليقي فيه
كتعليق الأول: لن تبلغَ المجد حتى تلعق الصَبِرا
فهل كلُّ من يقتات الصبر يبلغ المجد
و لكنه مع صدره من المجاز: لا تحسبِ المجد تمرا أنت آكله=لن تبلغَ المجد حتى تلعق الصبر
و غاية المجاز في العجز السببية (استعذاب الأهوال سبب لنيل المجد)
إذن ما كل من يلعق الصبر بماجد و لا كل من مات في الخلد.
و الحقيقة أن الأول يخاطب طال المجد فيحضه و ينصحه
و أنا أخاطب كل ساعٍ للشهادة أن أصمد فإنك ميت فلتكن موتتك شهادة.
2 .. هنا اقرر حقيقة أحقية تفهم البيت في تساوقه مع الحدث الشعري (كامل القصيدة)
و الحدث الإنساني في زمن الإجراء و مكانه.
مثال من الشعر القديم:
لو أتى آت لقول أبي تمام رحمه الله تعالى:
السيفُ أصْدق إنباءً من الكُتب=في حده الحدُّ بين الجدِّ و اللعب
فالسيف يقصد به أثر فعل السيف في رقاب المارقين
كما الكتب هنا تعبر عن أثر القلم في جيد المهاريق
كمطلع على ما سلف في عصرنا الحاضر دون نظر لحادثة عمورية و كلام المنجمين
سنقول أن البيت معناه ضعيف لماذا؟
لأن السيف له حد و القلم له حد في السيف جد وقت الحرب و لعب في التزين به
ز كذلك القلم فيه جد ولهو
السيف فعله يبرد مع برود الدم و فتور القاتل و القلم يبدأ فعله ببرود الحبر و انتهاء الكاتب
و لهذا أقسم الله بالقلم و ما تخلفه من كتب (أقدار) (ن. و القلم و ما يسطرون).
فلا فضل للسيف يعتبر على القلم.
و لكن حين تستعيد شريط التأريخ ستجد أن ابا تمام له ما يدعمه و يدعم ما ذهب عليه.
- من شعرائنا المحدثين قول عبدالرحيم محمود رحمه الله
سأحمل روحي على راحتي=و ألقي بها في مهاوي الرّدى
فإما حياة تسر الصديق =و إمَّا ممات يغيظ العدا
لو أغفلنا أن الشاعر كان مجاهدا بالقلم و السيف في وجه من جاءت بهم محبرة بلفور
لقلنا منطقياً؟
من يرمي بروحه في مهاوي الردى غرٌّ هالك
و ما كل حياة تسر الصديق و لا كل ممات يغيظ العدا
إلان إذا فهمنا ضمناً أن الشاعر يقصد بمهاوي الردى قتال الأعداء و الحياة هي حياة عز المجاهد
و الممات المغيظ للعدا الشهادة.
أخيرا: من تفهم ما قلت سيفهم أن مقالتنا (إستهلال القصيدة) هي من باب المنطق الكلامي الذي عدّه الجاحظ من فنون البلاغة و ما بعدها يوضحها (فبائع النفس و طالب قرب الإله لا يكون في زعمي إلا من آمن بالله و رسوله)
مودتي الخالصة من شوائب الحياة.
ـ[شمس الإسلام2]ــــــــ[27 - 04 - 2010, 02:48 م]ـ
جميل جدا
جزاكم الله خيرا
ـ[عبده فايز الزبيدي]ــــــــ[28 - 04 - 2010, 01:35 ص]ـ
الأخ الكريم
أحمد رامي
شكرا لمرورك و سؤالك.