ـ[فتون]ــــــــ[09 - 06 - 2010, 05:06 ص]ـ
قصيدة جميلة، ولأنها جميلة حاولت نقدها راجية منك أستاذي الكريم قبول
هذا النقد، والتعليق عليه ببيان مواطن صوابي ومواطن خطأي بارك الله فيكم.
نقد القصيدة:
هتاف إليك قصدت السبيلا ... وفي القلب شوق يرجي الوصولا
-جميل هذا المطلع وظهرت عنايتك به في تصريعه لكن ليتك أحطته بمزيد عناية، فالتعبير في الشطر الأول لا جديد فيه يجذب القارئ.
فلاحت هتاف تنادي:إليّ ... تجد عندي المورد السلسبيلا
-كيف عرفت هتاف أنك تبحث عنها لتناديك؟؟
وقلت أنك كنت تبحث عن هتاف في المطلع وما بعده ولم تجدها وقد يئست من وجودها فدعوت الله، كان جميلا لو أنها سمعتك فقالت أنا هنا، حاجتك عندي ... الخ، أو لو رأت أثر الحيرة على وجهك، فنادتك بذلك سيكون المعنى أجمل وأتم.
-البيت الذي يليه يدل على علاقة بينك وبين هتاف، ومن حديث هتاف دليل على أنها قد نسيتك بسبب كثرة زوارهاـ>وهذا جيد
-هتاف قالت عندي المورد السلسبيلا وكأنها تشير إلى العلم ولكنك لم تظهر الرغبة في العلم قبل هذا البيت وإنما كنت تبحث عن أولئك الرفاق الأوفياء.
سلام على كل شاد فصيح ... يرى الضاد لحنا شجيا جميلا
سلام على كل طالب علم ... تفيأ ضل هتاف الضليلا
-أجدت حينما قدمت الفصيح بالسلام والوصف ثم طالب العلم الأقل قدرا وعلما.
هنا النقد يبنى وصرف المعاني ... يقاس له اللفظ عرضا وطولا
وتروى القوافي بماء العروض ... فتزهر شعرا يسر الخليلا
ويعرب عن نفسه النحو فخرا ... أنا من علي سقيت الأصولا
-من أروع ما في القصيدة، بل هي الأروع على الإطلاق.
أحيانا يعجب المرء بشيء ولا يملك إلا أن يقول: الله ما أجمله.
ومهما بذلنا نريد الوفاء ... فعين المحب تراه قليلا
-حكمة صاغها الشاعر في قالب شعري موجزا كما ينبغي أن تصاغ الحكم، وقد أجاد.
هتاف سأشدو وأنشد دوما ... هتاف لك الشكر شكرا جزيلا
خاتمة خلاصة جاءت في مكانها المناسب والمنطقي حيث لم يبقى إلا أن نقرأ هذه الخاتمة الخلاصة الجميلة. اختيار الخاتمة كان موفقا.
من أسرار جمال هذا النص ومن أشد ما أعجبني فيه هو مناسبة عدد الأبيات لغرض القصيدة وموضوعها، وعندما يقرا القارئ القصيدة يعيش معها ويجدها تنتهي عندما يتم المعنى في نفسه وكأن الشاعر قد قرأ ما بداخل القارئ. ولو أطال في المدح والوصف لمل القارئ ولما أكمل القصيدة، ولكنه عدل عن هذا وعن الحشو بالعناية بمعانية وبقصر القصيدة على ما يتم المعنى بلا إيجاز مخل ولا إطناب ممل.
القصيدة جميلة وفيها من مواطن الجمال ما هو ظاهر غني عن وصفه مثل التنويع في الخطاب لهتاف،
الألفاظ السهلة السلسة، والمعجم الشعري المناسب لغرض الشاعر وموضوعه، فالشاعر يريد مدح
هتاف الغرفة الصوتية لخدمة اللغة العربية ولذا تعددت في قصيدته ألفاظ تدل على اللغة (الضاد، النحو، العروض، الصرف، فصيح، شعرا، القوافي، يعرب).
تحيتي للجميع
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[15 - 06 - 2010, 05:24 ص]ـ
شكرا لك أستاذتنا فتون على هذا الجهد النقدي الطيب
بكم نرتقي