تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قد تمرون مرور الكرام على هذه القصيدة لكنها تصف شيئاً

خطيراً في الإنسان إلا و هو حيوانيته المكمونة فيه ......

والسلام

ـ[ضاد]ــــــــ[12 - 12 - 2006, 10:54 ص]ـ

طرح جميل فما شاء الله.

جوزيت خيرا.

ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[25 - 12 - 2006, 08:55 ص]ـ

الشعراء

في كل واد يهيمون

ـ[عطاء]ــــــــ[26 - 12 - 2006, 10:54 م]ـ

هناك قراءة رائعة للدكتور عبدالله العضيبي من جامعة أم القرى لهذه الدالية التي يبدأ مطلعها:

سلام عليكم لا وفاء ولا عهد أما لكم من هجر أحبابكم بد

أأحبابنا قد أنجز البين وعده وشيكا ولم ينجز لنا منكم وعد

وقد سمى قراءته ب (الرحيل عن دائرة البعد)،وقد فسر مشهد الذئب في هذه القصيدة بأنه مشهد مختلف عما ألفناه عند كثير من شعراء العرب، فالشاعر لا يريد الكشف عن شجاعته باستضافته للذئب، وإنما يريد تصوير حياة التوحش المأساوية التي يعيشها الشاعر جراء خصومته مع بني الضحاك مع قرابتهم له التي تمثل الخؤولة مما حدا بالشاعر أن يختار الرحيل عنهم ليبدأ حياة جديدة.ويحاول اثبات شجاعته في مواجة أعدائه، نراه يختار الذئب ليواجهه ليؤكد هذا المعنى، ولم يكن الشاعر راغبا في هذه المواجهة العدوانية وذلك يظهر في قوله:

سما لي وبي من شدة الجوع ما به ببيداء لم تعرف بها عيشة رغد

فالبحتري ينفي في هذا البيت عن ذاته المبادرة بالعدوان (سما لي) على الرغم من أن كليهما يعانيان الظروف ذاتها (وبي من شدة الجوع ما به) ‘وهذا سلوك كان حاضرا في علاقته بأخواله:

متى هجتموه لا تهيجوا سوى الردى وإن كان خرقا ما يحل له عقد

مهيبا كنصل السيف لو قذفت به ذرى أجا ظلت وأعلامها وهد

فموقف الشاعر ليس إلا ردة فعل يرفض الصمت إزائها، ويأتي استدعاء المكان (ببيداء) بكل ما وصفه به من أزلية جفافه"لم تحسس بها عيشة رغد"ليؤكد على حتمية المواجهة، إذ يصبح الخيار الآخر أمام الطرفين هو الموت جوعا، وهذا ما تكشف عنه الجملة المنفية:" لم تحسس به عيشة رغد"هذا المكان لا يمكن أن ينبت نباتا، فالموت أمر حتمي.

إن الواقع المأساوي لطرفي هذه المواجهة أحالهما إلى كائنين متشابهين لا يختلفان:"كلانا بها ذئب يحدث نفسه".

لقد ابتعد الشاعر عن إنسانيته، حيث تقمصه السلوك المتوحش، فنحن بإزاء ذئبين كاسرين تحركهما رغبة كل منهما في القضاء على الآخر.

وبذلك يتحول النص إلى سرد تفصيلي يوضح المواجهة بين الشاعر والذئب:

عوى ثم اقعى، فارتجزت فهجته فأقبل مثل البرق يتبعه الرعد

فالذئب قبل هجومه أراد أن يبث الرعب في نفس خصمه عبر الصوت، فأطلق عواءه الذي ينبيء لحضوره، وأخذ ينتظر ردة فعل الآخر، وربما كان الذئب واثقا من فزع الخصم، إذ إن موقع الصراع على ساحته، غير أن الرد جاء مفاجئا للذئب حيث واجه الشاعر صوت الذئب بصوته، وهذا الفعل كان كافيا لإثارة الذئب ليبدأ انقضاضا سريعا على خصمه"فأقبل مثل البرق يتبعه الرعد"،وعلى الإيقاع ذاته من السرعة كانت ردة فعل الشاعرفقد سدد له سهما سريعا:

فأوجرته خرقاء تحسب ريشها على كوكب ينقض، والليل مسود

لكن هذه الطعنة منحت الذئب مزيدا من التصميم على المواجهة بدلا من التراجع" فما ازداد إلا جرأة وصرامة"، فأدرك الشاعر جدية رغبته في القضاء عليه، وعدم خوفه، فقد كان الذئب أمام خيارين: إما الموت جوعا خاصة أن الذئب لم يجد بيلا عن الشاعر، أو الموت قتلا على يد الخصم، وهذا موت يمتزج بأمل الانتصار على خصمه، وإشباع جوعه، ولهذا انتصر الخيار الثاني:

فاتبعتها أخرى، فأضللت نصلها بحيث يكون اللب والرعب والحقد

فخر وقد أوردته مورد الردى على ظمأ لو أنه عذب الورد

وتصوير الموت بالمنهل يأتي متناسبا مع ذلك الاندفاع من الذئب للنيل من الشاعر رغم إدراكه ما ينتظره من الموت، إذ يوهم ذلك بشدة ظمأه وأن الموت اطفأ هذا الظمأ.

وقمت فجمعت الحصى واشتويته عليه، وللرمضاء من تحته وقد

ونلت خسيسا منه، ثم تركته وأقلعت عنه وهو منعفر فرد

وهذان البيتان يكشفان عن ذروة ما وصل له الشاعرمن التوحش، حيث عمد إلى الأكل من لحم الذئب، لكن الإنسان في داخله كان أقوى حضورا حيث اكتفى بالقليل من اللحم على شدة جوعه، وانصرف مزهوا بانتصاره عليه.

ـ[أريد اتعلم]ــــــــ[31 - 01 - 2007, 01:49 ص]ـ

فأتبعتها أُخرى فأضللتُ نصلها

بحيثُ يكونُ اللبُّ و الرعبُ والحِقدُ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير