تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[وعند جهينة الخبر اليقين]

ـ[ليون 99]ــــــــ[11 - 01 - 2007, 10:23 م]ـ

ما قصة المثل القائل (عند جهينة الخبر اليقين)

ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[12 - 01 - 2007, 12:01 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم:

السلام عليكم:

أنقل لك نقلاً حرفياً من مجمع الأمثال للميداني:

" (عند جهينة الخبر اليقين)

قال هشام بن الكلبي: كان من حديثه أن حصين بن عمرو بن معاوية ابن كلاب خرج ومعه رجل من جهينة يقال له الأخنس بن كعب وكان الأخنس قد أحدث في قومه حدثاً فخرج هارباً فلقيه الحصين فقال له: من أنت ثكلتك أمك؟ فقال له الأخنس: بل من أنت ثكلتك أمك؟ فردد هذا القول حتى قال الأخنس: أنا الأخنس بن كعب فأخبرني من أنت وإلا أنفذت قلبك بهذا السنان. فقال له الحصين: أنا الحصين بن عمرو الكلابي. ويقال، بل هوالحصين بن سبيع الغطفاني. فقال له الأخنس: فما الذي تريد؟ قال: خرجت لما يخرج له

الفتيان. قال الأخنس: وأنا خرجت لمثل ذلك. فقال له الحصين: هل لك أن نتعاقد أن لا نلقى أحداً من عشيرتك أو عشيرتي إلا سلبناه. قال: نعم. فتعاقدا على ذلك، وكلاهما فاتك يحذر صاحبه، فلقيا رجلاً فسلباه فقال لهما: هل لكما أن تردا علي بعض ما أخذتم مني وأدلكما على مغنم. قالا: نعم. فقال: هذا رجل من لخم قد قدم من عند بعض الملوك بمغنم كثير وهو خلفي في موضع كذا وكذا. فردا عليه بعض ماله وطلبا اللخمي فوجداه نازلاً في ظل شجرة وقدامه طعام وشراب فحيياه وحياهما وعرض عليهما الطعام، فكره كل

واحد أن ينزل قبل صاحبه فيفتك به فنزلا جميعاً فأكلا وشربا مع اللخمي، ثم أن الأخنس ذهب لبعض شأنه فرجع واللخمي يتشحط في دمه. فقال الجهني، وهو الأخنس، وسل سيفه لأن سيف صاحبه كان مسلولاً: ويحك فتكت برجل قد تحرمنا بطعامه وشرابه. فقال: اقعد يا أخا جهينة فلهذا وشبهه خرجنا. فشربا ساعة وتحدثا ثم إن الحصين قال: يا أخا جهينة، أتدري ما صعلة وا صعل؟ قال الجهني: هذا يوم شرب وأكل. فسكت

الحصين حتى إذا ظن أن الجهني قد نسي ما يراد به قال: يا أخا جهينة، هل أنت للطير زاجر؟ قال: وما ذاك؟ قال: ما تقول هذه العقاب الكاسر؟ قال الجهني: وأين تراها؟ قال: هي ذه. وتطاول ورفع رأسه إلى السماء، فوضع الجهني بادرة السيف في نحره فقال: أنا الزاجر والناصر. واحتوى على متاعه ومتاع اللخمي وانصرف راجعاً إلى قومه فمر ببطنين من قيس يقال لهما مراح وأنمار فإذا هو بامرأة تنشد الحصين بن سبيع فقال لها: من أنت؟

قالت: أنا صخرة امرأة الحصين. قال: أنا قتلته. فقالت: كذبت ما مثلك يقتل مثله، أما لو لم يكن الحي خلوا ما تكلمت بهذا. فانصرف إلى قومه فأصلح أمرهم، ثم جاءهم فوقف

حيث يسمعهم وقال:

وكم من ضيغم ورد هموس ........... أبي شبلين مسكنه العرين

علوت بياض مفرقه بعضب ........ فأضحى في الفلاة له سكون

وأضحت عرسه ولها عليه ................ بعيد هدوء ليلتها رنين

وكم من فارس لا تزدريه ............ إذا شخصت لموقعه العيون

كصخرة إذ تسائل في مراح .............. وإنمار وعلمهما ظنون

تسائل عن حصين كل ركب ........... وعند جهينة الخبر اليقين

فمن يك سائلاً عنه فعندي .............. لصاحبه البيان المستبين

جهينة معشري وهم ملوك ........... إذا طلبوا المعالي لم يهونوا

قال الأصمعي، وابن الأعرابي: هو جفينة، بالفاء، وكان عنده خبر رجل مقتول وفيه يقول

الشاعر:

تسائل عن أبيها كل ركب .......... وعند جفينة الخبر اليقين

قال: فسألوا جفينة فأخبرهم خبر القتيل. وقال بعضهم: هو حفينة، بالحاء المهملة.

[يضرب في معرفة الشيء حقيقته] ".


وهذا نقل حرفي من جمهرة الأمثال لأبي هلال العسكري:
" (عند جفينة الخبر اليقين)
يضرب مثلاً لمعرفة الخبر والسؤال عنه، أخبرنا أبو أحمد، عن أبى بكر بن دريد، عن أبى
حاتم، عن أبى عبيدة قال: كان أصل هذا المثل أن بطناً من قضاعة يقال لهم: بنو سلامان بن سعد بن زيد بن الحاف بن قضاعة كانوا حلفاء لبنى صرمة من بنى مرة بن عوف، وكانوا نزولاً فيهم، وكان بطنٌ من جهينة آخر، يقال لهم: بنو حميس بن عامر، وهم الحرقة حلفاء لبنى سهم ابن مرة، وكانوا نزولاً فيهم، وكان في بنى صرمة يهودىٌ تاجرٌ من أهل تيماء، يقال له جفينة بن أبى حمل، وكان في بنى سهم بن مرة يهودىٌ آخر، يقال له: عمير بن حنى، وكانا تاجرين في الخمر، وكان أهل بيتٍ من بنى عبد الله بن غطفان يقال لهم: بنو جوشنٍ، جيراناً لبنى صرمة، وكان يتشاءم بهم، ففقد منهم رجلٌ يقال له: حصينٌ، وكان
أخوه يسأل عنه الناس فشرب يوماً في بيت عمير بن حنى، فقال عمير:
يسأل عن حصينٍ كل ركبٍ .......... وعند جفينة الخبر اليقين
فحفظ أخوه ذلك، فأتاه من الغد، فقال: نشدتك بدينك، هل تعلم من أخى خبراً؟ فقال:
لا، ثم قال:
لعمرك ما ضلت ضلال ابن جوشنٍ .......... حصاةٌ بليلٍ ألقيت وسط جندل
فتركه، فلما أمسى جاء فقتله، وقال:
طعنت وقد كان الظلام يجننى ......... عمير بن حنى في جوار بنى سهم
فقيل لحصين بن حمام، وهو من بنى سهم: قد قتل جارك، فقال: من قتله؟ قيل: ابن جوشن، جارٌ لبنى صرمة، قال: فإن لهم جاراً يهودياً فاقتلوه، فأتوا إلى أبي حملٍ فقتلوه، فعمدت بنو صرمةإلى ثلاثة نفرٍ من بنى حميس بن عامر فقتلوهم، فقال لهم حصين: اقتلوا ثلاثةً من جيرانهم السلاميين، ففعلوا، فقال لهم حصين: قتلنا من جيرانكم مثل ما قتلتم من
جيراننا، فمروا جيراننا وجيرانكم فليرحلوا عنا، فأبوا، فاقتتلوا، فأعانت ثعلبة بن سعدٍ
بنى صرمة على بنى سهم، وكانت راية بنى فزارة مع بنى صرمة، وذلك يوم دارة موضوعٍ،
فقال الحصين بن الحمام في ذلك:
أيا أخوينا من أبينا وأمنا ........ ذروا موليينا من قضاعة يذهبا

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير