تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها]

ـ[همس الجراح]ــــــــ[30 - 01 - 2007, 07:20 م]ـ

قصة أعظم زوجة

أماه عذراً إذا ما الشعر قام على=سوق الكساد ينادي من يواسيني

مالي أراه إذا ما جئت أكتبه=ناح القصيدُ ونوح الشعر يشجيني

حاولت أكتب بيتاً في محبتكم=يا قمة الطهر يا من حبكم ديني

فأطرق الشعر نحوي رأسه خجلاً=وأسبل الدمع من عينيه في حين

وقال عذراً فإني مسني خورٌ=شحّ القصيدُ وقام البيت يرثيني

قصيدة في مناقب أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ

هذه قصيدة بلسانها نظمها أبو عمران موسى بن محمد بن عبد الله الواعظ الأندلسي ـ رحمه الله ـ يقول فيها:

ما شأن أم المؤمنين وشأني=هُدِيَ المحبُّ لها وضلَّ الشاني

إني أقول مُبيّناً عن فضلِه=ومُترجماً عن قولها بلساني

يا مُبغضي لا تأتِ قبرَ محمدٍ=فالبيتُ بيتي والمكان مكاني

إني خصِصْتُ على نساء محمدٍ=بصفاتِ برٍّ تحتهنَّ معاني

وسبقتُهُنَّ إلى الفضائل كلها=فالسبقُ سبقي والعِنانُ عناني

مَرِضَ النبيُّ ومات بين ترائبي=فاليومُ يومي والزمان زماني

زوجي رسول الله لم أرَ غيرهُ=الله زوَّجني به وحباني

وأتاه جبريل الأمينُ بصورتي=فأحبَّني المختار حين رآني

أنا بكرُهُ العذراءُ عِندي سرُّه=وضَجيعُهُ في منزلي قَمَرانِ (1)

وتكلّم الله العظيمُ بحُجَّتي=وبراءتي في مُحكمِ القرآنِ

واللهُ خفَّرني (2) وعظّمَ حرمتي=وعلى لسان نبيّه برّاني

واللهُ في القرآن قد لعنَ الذي=بَعْدَ البراءةِ بالقبيح رماني

واللهُ وبّخَ من أراد تنقُّصي=إفكاً وسبّح نفسه في شاني (3)

إنّي لمحصنةُ الإزارِ بريئةٌ=ودليلُ حسنِ طهارتي إحصاني

والله أحصنني بخاتمِ رسله=وأذلَّ أهل الإفكِ والبهتانِ

وسمعتُ وحيَ الله عند محمدٍ=من جبرَئيلَ ونورُهُ يغشاني

أوحى إليه وكنت تحت ثيابه=فحنا عليَّ بثوبه خبّاني

من ذا يفاخرني وينكر صحبتي=ومحمدٌ في حجرِهِ ربّاني؟

وأخذتُ عن أبويَّ دين محمدٍ=وهما على الإسلام مصطحبانِ

وأبي أقام الدين بعد محمدٍ=فالنّصل نَصلي والسِّنانُ سِناني

والفخرُ فخري والخلافةُ في أبي=حسبي بهذا مَفْخَراً وكفاني

وأنا ابنة الصديق صاحبِ أحمدٍ=وحَبيبهِ في السِّرِّ والإعلانِ

نصر النبيَّ بمالهِ وفَعالِهِ=وخُروجهِ معهُ من الأوطانِ

ثانيهِ في الغارِ الذي سدَّ الكُوى (4) =بردائه أكْرِمْ به من ثانِ

وجفا الغنى حتَّى تخلَّلَ بالعَبا=زُهداً وأذعنَ أيَّما إذعانِ

وتخلَّلَتْ معه ملائكةُ السّما=وأتتْهُ بشرى اللهِ بالرضوان

وهو الذي لم يخشَ لومةَ لائمٍ=في قتلِ أهل البَغي والعدوانِ

قَتَل الأُلى منعوا الزكاةَ بكفرهمْ=وأذلَّ أهل الكفرِ والطغيانِ

سبقَ الصحابة والقرابةَ للهُدى=هو شيخهُم في الفضلِ والإحسانِ

واللهِ ما استَبَقوا لنيلِ فضيلةٍ=مثلَ استباقِ الخَيلِ يومَ رِهانِ

إلاَّ وطارَ أبي إلى عليائِهِ=فمكانُهُ منها أجَلُّ مكانِ

ويلٌ لعبدٍ خانَ آل محمدٍ=بعداوةِ الأزواجِ والأَخْتانِ (5)

طوبى لمَنْ والى جماعةَ صحبهِ=ويكونُ من أحْبابهِ الحَسَنانِ

بين الصحابةِ والقرابةِ أُلفةٌ=لا تستحيلُ بنَزغَةِ الشيطان

هم كالأصابعِ في اليدين تواصُلاً=هل يستوي كفٌّ بغيرِ بنانِ؟!

حَصِرتْ (6) صُدورُ الكافرين بوالدي=وقلوبهم مُلِئتْ من الأضغانِ

حُبُّ البَتولِ وبعلِها لم يختلفْ=من ملّةِ الإسلامِ فيه اثنانِ

أكرمْ بأربعةٍ أئمةِ شَرْعِنا=فَهُمُ لبيتِ الدِّينِ كالأركانِ

نُسِجَتْ مودتهم سَدىً في لحمةٍ=فبناؤها من أثْبتِ البنيانِ

الله ألّفَ بينَ وُدِّ قلوبهم=ليغيظَ كلَّ منافقٍ طعَّانِ

رحماءُ بينهم صفتْ أخلاقهم=وخَلَتْ قلوبهم من الشَّنآنِ

فدخولهم بين الأحبةِ كلفةٌ=وسِبابُهُمْ سببٌ إلى الحرمانِ

جمعَ الإله المسلمين على أبي=واستُبْدلوا من خوفهم بأمانِ

وإذا أراد الله نُصرةَ عبده=مَنْ ذا يطيق له على خِذلان؟!

مَنْ حبني فَليجتَنبْ مَنْ سبني=إن كان صان محبتي ورعاني

وإذا مُحبِّي قد أَلَظَّ (7) بمُبغضي=فكلاهما في البُغضِ مُستويانِ

إني لطيبةٌ خُلقتُ لطيّبٍ=ونساءُ أحمدَ أطيبُ النِّسوانِ

إني لأمُّ المؤمنين فمنْ أبى=حبي فسوف يبوءُ بالخُسرانِ

الله حببني لقلْبِ نَبيه=وإلى الصراطِ المُستقيمِ هداني

واللهُ يكرمُ مَنْ أرادَ كرامتي=ويُهينُ ربي مَنْ أراد هواني

واللهُ أسألُهُ زِيادةَ فضلهِ=وحمِدْتُهُ شُكراً لما أولاني

يا مَنْ يَلوذُ بأهلِ بيتِ محمدٍ=يرجو بذلك رحمةَ الرَّحمان (8)

صلْ أمهاتِ المؤمنين ولا تَحِدْ=عنّا فَتُسلبَ خُلَّةَ الإيمان

إني لصادقةُ المَقالِ كريمةٌ=إي والذي ذَلَّتْ له الثَّقَلانِ

خُذها إليكَ فإنما هي روضةٌ=محفوفةٌ بالروحِ والريحان

صلّى الإله على النبيِّ وآلهِ=فبهمْ تُشمُّ أزاهرُ البستانِ

الهوامش:

(1) القمران: أبو بكر وعمر، وهما ضجيعا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

(2) خفرني: حماني وأجارني.

(3) في قوله تعالى: " سبحانك هذا بهتان عظيم ".

(4) الكوى: جمع كثوَّة، والكوة: الخرق في الجدار يدخل منه الهواء أو الضوء.

(5) الأختان: كل من كان من قِبَلِ المرأة، كأبيها وأخيها.

(6) حصرت: ضاقت صدورهم.

(7) ألظ: لَزِمَه ولم يفارقه.

(8) قوله يا من يلوذ بأهل بيت محمد، يبدو أنه يخاطب بها الرافضة لعنهم الله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير