[. ((من روائع شعر هذيل - أبو صخر الهذلي -)) ..]
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[15 - 02 - 2007, 03:17 م]ـ
:::
الحمد لله وكفى وسلامٌ على عباده الذين اصطفى أمّا بعد:
أبو صخر الهذلي ..
اسم يعرفه أهل الشعر وخاصَّته ..
عبد الله بن سلم المُرمضي الهُذلي ..
من قبيلة هذيل المضرية الحجازية التي لا تزال تقيم في أرض الحجاز إلى يومنا هذا ..
شاعرٌ إسلاميٌّ فحلٌ من فحول الشعراء العرب على مدى الزمان ..
كان موالياً لبني مروان متعصباً لهم ..
نبذات يسيرة أملكها عنه قد لا تشفي غليل مقتصٍ عن أخبارِهِ وسيره ,لكنه أبقى لنا شعراً لا يمحى الدهرَ ..
كيف لا وهو القائل:
أمّا والذي أبكى وأضحك والذي
............................... أمات وأحيا والذي أمره الأمْرُ
لقد تركتني أغبط الوحش أن أرى
........................ أليفين فيها لا يروعهما زجْرُ
وصلتُكِ حتى قلتِ: لا يعرف القلى
...................... و زرتُكِ حتى قلتِ: ليس له صبْرُ
تكاد يدي تندى إذا ما مسستها
.................... وتنبتُ في أطرافها الورَقُ الخُضْرُ
فما هو إلا أن أراها بخلوةٍ
.................. فأبهتَ لا عُرْفٌ لديَّ ولا نُكرُ!!
عجبت لسعي الدهر بيني وبينها
................ فلمّا انقضى ما بيننا سكن الدَّهْرُ!!
قصيدته الآتية تعد من عيون شعره ,
وهي غزليّةٌ ذات فخامةٍ و نغمٍ عريقٍ وكلماتٍ طنانة رنّانة ..
انتقيتها لما تضمّنته من عذوبة وسلاسة يعرفها ذو العين البصيرة في شعر العرب ..
وشعر هذيل من أجود الشعر وأعذبه حيث اشتهرت هذه القبيلة بشعرائها الذين خلدت أسماؤهم في صفحات الأدب وكلنا يعرف ديوان شعراء هذيل ..
ولنتركُّم مع أجواء القصيدة:
نام الخليُّ وبتُّ الليلَ لم أنَمِ
......................... وهيَّج العينَ قلبٌ مُشْعَرُ السَقَمِ1
مكلَّفٌ بنوى ليلى ومرَّتها
....................... يا طول ليلك ليلاً غيرَ منصرِمِ2
قد كنتُ أحسبني جلداً فهيَّجني
...................... طيفٌ لها طارقٌ لم يسرِ من أمَمِ3
كم جاوزت دوننا من كلِّ مهلكةٍ
...................... غولٍ مهالِكَ أهوالٍ ومن ظُلَمِ4
دُعجٍ ومن خادرٍ شَثْنٍ براثِنُهُ
..................... ضرغامةٍ تحت عِيصِ الغاب والأجَمِ5
جهْمِ المحيَّا عبوسٍ باسلٍ شَرِسٍ
................... وَرْدٍ قصاقصةٍ ريبالةٍ شكِمِ6
ومن عدوٍّ ومن خيلٍ مسوَّمةٍ
................. ومن سُهُوبٍ وأميالٍ ومن عَلَمِ7
تهيَّجتني وريع القلب إذ طرَقت
................ فقلتُ ردّي فؤاد الهائِمِ النَّهِمِ8
وقلتُ حلّي أسيراً في حبالكم
............... أوثقتموه بلا تَبْلٍ ولا بدَمِ9
وتلك هيكلةٌ خودٌ مبتَّلةٌ
.............. صفراء رَعْبَلَةٌ في منصبٍ سَنِمِ10
عذْبٌ مقبَّلها خدْلٌ مخلخلها
.............. كالدِّعص أسفلها مخصورة القَدَمِ11
سودٌ ذوائبُها بيضٌ ترائبُها
............... محضٌ ضرائبُها صيغت على الكَرَمِ12
شُنْبٌ مثاغرُها يرضى معاشرُها
............... لذٌّ مَبَاشِرُها تشفي من السقَمِ13
عبْلٌ مقيَّدها حالٍ مقلَّدها
.............. بضٌّ مجرَّدها لفَّاءٌ في عَمَمِ14
دُرْمٌ مرافِقُها سهلٌ خلائقها
............ يروى معانقها من بارد النَسَمِ15
طفلٌ أناملها سمْحٌ شمائلها
.......... ذو العلم جاهلُها ليست من القَزَمِ16
كأنَّ مُعْتَقةً في الدَّنِّ مُغْلَقةً
.......... صهباءَ مِصْعَقةً من رانئٍ رَذِمِ17
شيبت بمَوْهَبَةٍ من رأس مرقبةٍ
.......... جرداءَ مَهْيَبَةٍ في حالقٍ شَمَمِ18
من رأسِ عاليةٍ من صوب غاديةٍ
......... في إثر ساريةٍ أعقابَ محتدِمِ19
خالطَ طعْمَ ثناياها وريقتَها
......... إذا يكون توالي النَجْمِ كالنُّظُمِ20
تلك الهوى ومنى نفسي ورغبتُها
..... فكيف أهوى خليلاً غيرَ ذي قيمِ21
حلفت بالله والتوراة مجتهداً
........ والنُّور والبيت والأركان و الحَرَمِ22
وربِّ ركْبٍ على خوصٍ مخيَّسَةٍ
......... عوجٍ ضوامر والإنجيلِ والقلَمِ23
والطور والمسجد القصى وزائِرِه
.......... هل بعد ذا لذوي الأيمان من قَسَمِ
أنّي وجدتُّ بليلى ضِعْفَ ما وجدت
......... شمطاءُ تثكل بعد الشَّيْبِ والهَرَمِ
========================
القصيدة لديَّ من غير مرادفات إلا نزراً ..
لذا سأجتهد بفك مغلق معانيها والتصويب من ذوي الإختصاص:
1 - المشعر: أي أنه قلبه ملبس بالسقم
¥