تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قصيدة رائعة للشاعر عمر بهاء الدين الأميري]

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[08 - 01 - 2007, 10:32 م]ـ

قصيدة للشاعر عمر بهاء الدين الأميري، يصور فيها سفر أولاده إلى سوريا، حيث بقي وحده في مصيفه في لبنان:

أين التدارس

أين الضجيج العذب والشغب =أين التدارس شابه اللعب؟

أين الطفولة في توقدها =أين الدمى في الأرض والكتب؟

اين التشاكس دونما غرض= أين التشاكي ماله سبب؟

أين التباكي والتضاحك في= وقت معا، والحزن والطرب؟

أين التسابق في مجاورتي =شغفا إذا أكلوا وإن شربوا؟

يتزاحمون على مجالستي =والقرب مني حيثما انقلبوا؟

يتوجهون بسوق فطرتهم= نحوي إذا رهبوا وإن رغبوا

فنشيدهم: (بابا) إذا فرحوا== ووعيدهم: (بابا) إذا غضبوا

وهتافهم: (بابا) إذا ابتعدوا =ونجيهم: (بابا) إذا اقتربوا

بالأمس كانوا ملء منزلنا= واليوم، ويح اليوم قد ذهبوا

وكأنما الصمت الذي هبطت= أثقاله في الدار إذ غربوا

إغفاءة المحموم هدأتها= فيها يشيع الهم والتعب

ذهبوا، أجل ذهبوا،ومسكنهم =في القلب، ما شطوا وما قربوا

إني أراهم أينما التفتت= نفسي وقد سكنوا، وقد وثبوا

وأحس في خلدي تلاعبهم= في الدار ليس ينالهم نصب

وبريق أعينهم، إذا ظفروا= ودموع حرقتهم إذا غلبوا

في كل ركن منهم أثر= وبكل زاوية لهم صخب

في النافذات زجاجها حطموا= في الحائط المدهون قد ثقبوا

في الباب قد كسروا مزالجه= وعليه قد رسموا وقد كتبوا

في الصحن فيه بعض ما أكلوا =في علبة الحلوى التي نهبوا

في الشطر من تفاحة قضموا= في فضلة الماء التي سكبوا

إني أراهم حيثما اتجهت عيني= كأسراب القطا سربوا

بالأمس في (قرنايل) نزلوا= واليوم قد ضمتهم (حلب)

دمعي الذي كتمته جلدا =لما تباكوا عندما ركبوا

حتى إذا ساروا وقد نزعوا= من أضلعي قلبا بهم يجب

ألفيتي كالطفل عاطفة= فإذا به كالغيث ينسكب

قد يعجب العذال من رجل =يبكي، ولو لم أبكِ فالعجب

هيهات ما كل البكا خور= إني وبي عزم الرجال أب

ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[09 - 01 - 2007, 08:48 ص]ـ

شكراً لك أخي الشمالي

ولكن لو تكرمت

بان تعطني نبذه عن الشاعر

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[09 - 01 - 2007, 10:19 ص]ـ

تحية طيبة أخي الكريم الحارث ولك ما طلبت:

عمر بهاء الدين الأميرى شاعر الإنسانية المؤمنة

أ. د/ جابر قميحة

(رحمه الله)، لقد كان أمّة، كان الإسلام يجرى فى دمه وأعصابه، ونَفَسه، فعاش شامخ الرأس، أبيّ الوجدان، كريم العطاء .. التقيتُه لأول مرة بإسلام آباد فى الثمانينيات، وكان لنا لقاءات بعد ذلك فى مكة المكرمة، كنا نلتقى يوميًا قبل الأصيل ومعنا الداعية الإسلامى الكبير أحمد جمال عند الركن اليمانى بالحرم الشريف.

أهدانى ديوانه الفاخر «نجاوى محمدية»، يومها تحدثنا عن الظلم والظالمين الذين فرضوا الحكم العسكرى بسجونه وقيوده ومشانقه على الشعوب العربية، قلت له من غرائب الصدف أن (ح. ش) الذى كان عضوًا من ثلاثة حكموا بالإعدام على عدد من خيرة الإسلاميين فى الخمسينيات .. ينزل فى فندق (خوقير) الذى أنزل به ... بل إن حجرته لصيقة بحجرتنا.

فأخرج الأستاذ عمر نسخة من ديوانه «نجاوى محمدية»، وكتب إهداءً رقيقًا لهذا العسكرى، وطلب منى أن أسلمه إياه ..

قلت له: ولكنه غير إسلامى، ودم الأبرياء فى عنقه.

قال: لذلك أهديه الديوان، فأمثال هؤلاء فى حاجة إلى التوجيه والإرشاد أكثر منا .. وقد التقيته من قبل فى مصيف «قرنايل» بلبنان.

إنه درس كبير تعلمته من الرجل العظيم عمر بهاء الدين الأميرى (1).

خطوط من سجل حياته

> وُلد عمر فى حلب الشهباء بسورية سنة 1336هـ (1915م) فى أسرة من كرائم الأسر الحلبية: فوالده هو محمد بهاء الدين الأميرى، نائب حلب فى «مجلس المبعوثان العثمانى»، وأمه هى «سامية الجندلية» ابنة «حسن رضا» رئيس محكمة الاستئناف فى حلب.

> درس المراحل التعليمية الأساسية فى مدينة حلب، وفيها أتم دراسته فى الآداب والفلسفة.

> درس الأدب وفقه اللغة فى كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة السوربون فى باريس، والحقوق فى الجامعة السورية فى دمشق.

> عمل فى التعليم فتولى إدارة المعهد العربى الإسلامى فى دمشق.

> أسهم فى انطلاقة العمل الإسلامى المعاصر، واتصل بكثير من مراكزه، وتولى بعض مسئولياته.

> شارك فى الدفاع عن القدس مع جيش الإنقاذ، خلال حرب فلسطين عام 1379هـ (1948م).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير