تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[البدوي (محمود شوقي الأيوبي)]

ـ[غيداء الأيوبي]ــــــــ[07 - 02 - 2007, 05:52 م]ـ

البدوي

من وحي الصّحراء العربية الخالدة

للشاعر محمود شوقي الأيوبي

ديوان (الأشواق)

**************************

إنّي الفتى من ساكني الصّحراء ِ

الرّملُ مَهدي والسماءُ ردائي

ومساكني سودُ الخيام ِ وإنّها

أسمى لنفسي من حِمى الجوزاء ِ

ومَطيّتي جَملي ولستُ بمبتغ ٍ

عنهُ بديلا مركبًا بجواء ِ

أحدو عليهِ والرّمالُ تحيطُ بي

وكأنّني في جنّةٍ خضراء ِ

إني قنعتُ من الحياة بفكرةِ ال

الحرَيةِ الغرّاءِ في البيداء ِ

من لم يكن حُرًّا فذلكَ حظّهُ

سجنُ الحياةِ بمجمع ِ الأحياء ِ

مرحى بعيري شَمّّرنَّ مُحلِّقًا

بين السّرابِ بفكرةِ الشّعراء ِ

توّجْتُ رأسي بالضّياء ِوأ ُلْهِمَتْ

روحي عليك معانيَ الأضواء ِ

أنا في الهوى روحٌ ترفرفُ دائمًا

كفراشةٍ في روضةٍ زهراء ِ

تمتصٌّ أشذاءَ الرّحيق ِودأبُها

بحثٌ عن الأنوار ِ والأشذاء ِ

في قُبّةِ الملإ الرّفيع ِمكانتي

والنّجمُ فوقي رائعُ اللألاء ِ

أنا في الرّمال ِالعفْر ِأسكبُ فكرتي

فتعودُ دوحًا وارفَ الأفياء ِ

ولديَّ من روح ِالحياةِ وسرِّها

في القفر ِسرُّ زاخرُ الأسماء ِ

وعلى السّنام ِحلمتُ في روح ِالهوى

حلمًا تفتّقَ عن جميل ِدُعائي

طُهرٌ يعجُّ على الرّمال ِ وموكبٌ

يهدي إلى بحبوبةِ الكرماء ِ

عُقَدِ الحضارةِ لمْ ينلني شرّها

وكأنّها عندي من الأقذاء ِ

صرختْ دمائي فانتبهت لصوتِها

وإذا بهِ كقصيدةٍ عصماء ِ

الشّعرُ عندي في الخيال ِحقيقةٌ

ممهورة ٌمختومة ٌبدمائي

والمجدُ مزدخرُ الجمال ِ مهلّلٌ

بعرائس ِالأخلاق ِفي الأرجاء ِ

بالحمدِ والصّبر ِالجميل ِونخوةٍ

نبويّةٍ ولها أ ُطيلُ حدائي

وتعفُّفٍ أضفى عليَّ رداءَهُ

أغنى بنفسي عن حِمى اللؤماء ِ

وإذا ركبتُ على السّنام ِكأنّني

مَلَكٌ يسبحُ طائراً بسمائي

أهتزّ للشّفق ِالبهيج ِعلى الذ ُّرا

شوقًا إلى الأفلاكِ والظّلماء ِ

أحدو ونفسي تستشيرُ بحلمها

لمضاربِ النّبلاء ِ والنّدماء ِ

أنا في معاني الإنطلاق ِمشمّرٌ

للعزِّ للحرّيةِ البيضاء ِ

ما تحت أسمالي فؤادٌ ضاربٌ

في شوْطِهِ لمضاربِ العلياء ِ

إني سريْتُ إلى الخلودِ بعزمةٍ

في الصّمتِ أستحلي الرّدى شمّاء ِ

ضحّيتُ بالتّرفِ المُذلِّ وسرتُ في

دربِ العُلا بتقشّفٍ وصفاء ِ

أنا في نعيم ٍ خالدٍ لم يرْنُهُ

إلا الّذي لمْ يَعْيَ بالأهواء ِ

شمّرْ على البركاتِ لا تخش الوجى

شمّرْ بعيري فوق ذي العفراء ِ

فهناكَ ينبوعُ الحياةِ مثرثرٌ

بين العشيرةِ جائش الأنداء ِ

وكأنَّ بي للقفز ِرُقية ساحر ٍ

في محفل ٍمن أجمل ِالأشياء ِ

*********************

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير