تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[. ((من روائع شعر الصعاليك)) ..]

ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[02 - 02 - 2007, 06:38 م]ـ

:::

الحمد لله وكفى وسلامٌ على عباده الذين اصطفى ..

- تأبّط شرّاً: ثابت بن جابر الفهمي المُضَري,

ذلك الصعلوك المغامر .. قاطع الفيافي المهلكات .. في عباءة الدياجير الحالكات ..

أعرض لكم أروع ما قاله من شعرٍ تخيّره وانتقاه له من قبلي المفضّل الضَّبي في مفضّلياته,

قصيدةٌ تحكي واقع الصعاليك في العصر الجاهلي وهم هم في أي عصرٍ وفي أي زمانٍ ..

المطاردون المثقلون بالطوائل والمغارم الملاحقون من الصوارم والصلادم

كان شاعرنا رفيقاً وصهراً للشنفرى شُمْس بن مالك الأزدي

و لعمرو بن برّاقة الهمداني وكانت غاراتهم تنهال على قبائل خثعم وبجيلة في اليمن وتتركّز على قبيلة هذيل في الحجاز والتي لقي الشاعر و رفيقه الشنفرى من قبله - مصرعهما على يدهم أخيراً بعد صراعاتٍ ومطارداتٍ حافلةٍ بالمغامرة والإثارة كان شاعرنا يتلذّذ بها ...

قصيدته الآتية تعتبر متميزة في الشعر الجاهلي - دع عنك الألفاظ فهم أهل الموامي والكهوف والجبال حيث العصمة من المطاردين -

و يكمن التميّز في التغني بالفخر الذاتي عن فخر القبيلة تماماً كما هو حال المفتخرين بأنفسهم من بعدهم في أي عصرٍ وزمانٍ ..

أطرح القصيدة بين أيديكم وأرجو منكم أن تبدوا قراءتكم وآراكم حولها

وقصتها أنه فرّ من قبيلة بجيلة بمكان يسمّى الرهط من أرضهم وقد ساعده في فراره صاحبه وأحد رفقاء دربه

عمرو بن برّاق الهمداني ..

فقال يذكر تلك الحادثة ويفتخر بنفسه:

يَا عيدُ مَا لَكَ مِنْ شَوْقٍ وَإيِراقِ

.................. وَمَرِّ طَيْفٍ عَلَى الأَهْوَالِ برَّاقِ1

يسرِي على الأينِ والحيَّات مُحتفيا

................. نفسي فداؤكَ من سارٍ على ساقِ2

إنِّي إذَا خُلَّة ٌ ضَنَّتْ بِنَائِلِها

................. وَأَمْسَكَتْ بِضَعِيفِ الْوَصْلِ أَحْذَاقِ3

نَجَوْتُ مِنْهَا نَجَائِي مِنْ بَجِيلة َ إذْ

.................. أَلْقَيْتُ لَيْلَة َ خَبْتِ الرَّهْطِ أَرْوَاقِي 4

لَيْلَة َ صَاحُوا وَأَغْرَوْا بِي سِرَاعَهُمُ

.................. بِالْعَيْكَتَيْنِ لَدَى مَعْدَى ابنِ بَرَّاقِ 5

كَأَنَّمَا حَثْحثُوا حُصّاً قَوَادِمُهُ

................... أو أمَّ خشفٍ بذي شثِّ وطُبَّاقِ 6

لا شيءَ أسرعُ منِّي ليسَ ذا عُذَرٍ

...................... وذا جناحٍ بجنبِ الرَّيدِ خفَّاقِ 7

حتى نجوتُ ولمَّا ينزِعوا سَلَبي

..................... بوالهٍ من قَبيضِ الشَّدِّ غيداقِ *

ولا أقولُ إذا ما خُلٌّة صَرَمت

..................... يا ويحَ نفسِي من شوقٍ وإشفاق

لكنَّما عَوَلِي إن كنتُ ذا عولٍ

.................... على بصيرٍ بكسبِ الحمدِ سبَّاقِ 8

سَبَّاقِ غَايَاتِ مَجْدٍ في عَشِيرَتِهِ

...................... مُرجِّع الصَّوتِ هدّاً بينَ أرفاقِ 9

عَارِي الظَّنَابِيبِ مُمْتدٍّ نَوَاشِرُهُ

....................... مِدْلاَجِ أَدْهَمَ وَاهِي الْمَاءِ غَسَّاقِ 11

حَمَّالِ أَلْوِيَة ٍ شَهَّادِ أَنْدِيَة ٍ

......................... قوَّالِ مُحكمة ٍ جوَّابِ آفاقِ 12

فذاك همِّي وغزوي أستغيثُ بهِ

......................... إذَا اسْتَغَثتَ بِضَافِي الرَّأْسِ نَغَّاقِ13

كَالْحِقْفِ حَدَّأَهُ النَّامُونَ قلتُ لَهُ

.......................... :ذُو ثَلَّتَيْنِ وَذُو بَهْمٍ وَأَرْبَاقِ 14

وقلَّة ٍ كسنان الرُّمح بارزة ٍ

......................... ضَحْيَانَة ٍ فِي شُهُورِ الصَّيْفِ مِحْرَاقِ 15

بادرتُ قنَّتها صحبي وما كسِلوا

........................... حَتَّى نَمَيْتُ إلَيْهَا بَعْدَ إشْرَاقِ 16

لا شيء في ريدها إلاَّ نعَامتُها

............................ مِنْهَا هَزِيمٌ وَمِنْهَا قَائِمٌ بَاقِ 17

بشرثة ٍ خلقٍ يوقى البنانُ بها

........................... شددتُ فيها سَريحاً بعد إطراقِ 18

بل من لعذَّالة ٍ خذَّالة ٍ أشِبٍ

.......................... حرّق باللّوم جِلدي أيَّ تحراقِ 19

يقولُ أهلكتَ مالاً لو قنعتَ بهِ

............................ من ثوبِ صدقٍ ومن بزٍّ وأعلاقِ 20

عاذلتي إنّ بعضَ اللَّوم معنفة ٌ

............................ وَهَلْ مَتَاعٌ وَإنْ أَبْقَيْتُهُ بَاقِ

إنِّي زعيمٌ لئن لم تتركوا عَذَلي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير