[أمير الشعراء [[[[أحمد شوقي]]]]]
ـ[أبوشادي الصوري]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 01:35 ص]ـ
" أمير الشعراء" أحمد شوقي:
هو أحمد شوقي بن أحمد شوقي ولد بالقاهرة و نشأ بها0
أما أصله فقد سمع أباه يرده إلى الأكراد فالعرب و يقول إنَّ والده قدم هذه الديار يافعا يحمل وصية من أحمد باشا الجزار إلى والي مصر محمد علي باشا فأدخله في معيته و ظل يتقلب في المناصب السامية حتى أقامه سعيد باشا أمينا للجمارك المصرية و لقد كان أبوه متلافا فأهلك ما ورث عن أبيه فكفلته في المهد جدته لأمه و كانت إحدى وصائف القصر في عهد إسماعيل و لما بلغ الرابعة من عمره أدخل في مكتب الشيخ صالح في حي الحنفي ثم تلقى بعد ذلك دروسه الابتدائية و الثانوية و تقدم إلى مدرسة الحقوق في سنٍّ باكرة فقضى بها عامين ثم عدل إلى قسم الترجمة الذي أنشئ فيها فقضى به عامين آخرين نال بعدهما شهادتها النهائية ثم ضمه الخديوي توفيق إلى معيته و أرسله إلى فرنسا على نفقته ليدرس الحقوق و الآداب فدرس عامين في منبلييه و عامين في باريس ثم عاد إلى منصبه في المعية الخديوية و ظل يتدرج في المناصب حتى تولى رئاسة القلم في عهد الخديوي عباس الثاني و لما شبت الحرب العالمية الأولى خلعت انجلترا بقوة الاحتلال الخديوي عن عرش مصر و رأى أولو الأمر أن يغادر أحمد شوقي البلاد فاختار برشلونة من أعمال أسبانيا مقرا له و لأسرته و لم يعد إلا بعد أن عاد السلام إلى العالم و لكن صلته الوثيقة بالنظام القديم و مدائحه المروية في الخديوي المنفي ما زالت توهي بينه و بين القصر أسباب الثقة و التقرب. فانصرف الشاعر بإلهامه و أنغامه إلى الشعب يذود عن حوضه و يهتف بمجده و يعرب عن شعوره و ينقل عن طبعه و يتغنى بجهاده حتى حمدت له مصر و العرب هذه اليد فأقاموا له في دار الأوبرا الملكية مهرجانا عاما لتكريمه و قد اشترك رجالات مصر و أقطاب الدول العربية برعاية صاحب الجلالة الملك فؤاد الأول و لم يزل أحمد شوقي في مهبط الإلهام و موضع الإكبار و الإكرام حتى انتقل إلى جوار ربه سنة 1932م فأقامت له وزارة المعارف و طائفة من أعيان الفضل و الأدب حفلة تأبين بدار الأوبرا الملكية دعت إليها أقطاب العلم و الأدب في الأقطار العربية و رعاها الملك بنائب عنه0
شعر أحمد شوقي:
أجمع النقاد على أنَّ أحمد شوقي كان تعويضا عادلا عن عشرة قرون خلت من تاريخ العرب بعد المتنبي لم يظهر فيها شاعر موهوب يصل ما انقطع من وحي الشعر. و لقد كان ينقل شعره عن طبع دقيق و حسٍّ صادق و ذوق سليم وروح قوي فيأتي به مطّرد السلك محكم السبك لا يشوبه ضعف و لا لغو و لا تجوّز و لا قلق و هو كالمتنبي تصرف بين الناس فلابس أولياءهم و خالط دهماءهم حتى عرف كيف يصف طبائعهم و يصوّر منازعهم و هو مثله في:
1 - إرسال البيت النادر.
2 - المثل السائر.
3 - الحكمة العالية.
4 - بيته يفيض بالمعنى البعيد المبتكر.
و معاني أحمد شوقي فكثيرها مخلوق و قليلها مطروق و أما ألفاظه فأنماط من القول تختلف مادة و صنعا باختلاف المواقف و أكثرها عليه رونق طبعه و سمة ظرفه و عذوبة روحه0
و هو محافظ في دينه و لغته و فنه يكثر الترديد لأسماء الأنبياء و الخلفاء و الكتب المنزلة و الأماكن المقدسة و هو يفضل النسج على منوال الفحول من شعراء بني العباس و النظم في البحور الطويلة 0
و لقد ظل الشعر إلى عهده غنائيا حتى جاء فنظم ما يشبه الشعر القصصي ثم عالج الشعر التمثيلي و له نثر مسجوع0
و يعتبر أحمد شوقي شاعر القصر و بحكم نشأته كان بعيدا عن الشعب و آلامه و آماله و لقد مرت بمصر حادثة فظيعة لم يقل فيها شعرا أول الأمر ألا وهي حادثة "دنشواي" و لأنه اتبع سياسة القصر صمت عاما كاملا لم يقل كلمة و تلك سياسة الحياد و المهادنة و الخوف من كرومر و بعد عام قال قصيدة من أربعة عشر بيتا:
يا دنشواي على رباك سلام****ذهبت بأنس ربوعك الأيام
و لقد تأثر في رثائه بسياسة القصر و بعد أن زالت الأسباب التي كانت تلجم لسانه و تشل بيانه وفّى صديقه حقه إذ انتهز فرصة مرو سبعة عشر عاما على وفاة مصطفى كامل حين أقيمت له حفلة ذكرى:
شهيد الحق قم تره يتيما****بأرض ضُيعت فيها اليتامى
و نجد أنه يؤنب و يعنّف على رياض باشا بكلام حيث يقول:
غمرت القوم إطراء و حمد****و هم غمروك بالنعم الجسام
¥