[من روائع المتنبي]
ـ[راكان العنزي]ــــــــ[21 - 01 - 2007, 01:48 م]ـ
:::
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
اخواني احببت أن اقدم لكم بعض أبيات الشاعر العظيم المتنبي وهي:
عليل الجسم ممتنع القيامِ شديد السكر من غير المدامِ
وزائرتي كأن بها حياء فليس تزور إلا في الظلامِ
يريد حمى كانت تأتيه ليلا يقول كأنها حيية إذ كانت لا تزورني إلا في ظلام الليل
بذلت لها المطارف والحشايا فعافتها وباتت في عظامي
يقول هذه الزائرة يعني الحمى لا تبيت في الفراش وإنما تبيت في عظامي
يضيق الجلد عن نفسي وعنها فتوسعه بأنواع السقامِ
يقول جلدي لا يسعها ولا يسع أنفاسي الصعداء والحمى تذهب لحمى وتوسع جلدي بما تورده عليّ من أنواع السقام
إذا ما فارقتني غسلتني كانا عاكفان على حرامِ
يريد أنه يعرق عند فراقها فكأنها تغسله لعكوفهما على ما يوجب الغسل وإنما خص الحرام لحاجته إلى القافية وإلا فالإجتماع على الحلال كالاجتماع على الحرام في وجوب الغسل
كأن الصبح يطردها فتجري مدامعها بأربعةٍ سجامِ
يعني أنها تفارقه عند الصبح فكأن الصبح يطردها وكأنها تكره فراقه فتبكي بأربعة آماق يريد كثرة الرحضاء والدمع يجري من المؤقين فإذا غلب وكثر جرى من اللحاظ أيضا فأراد بالأربعة لحاظين ومؤقين للعينين ولم يعرف ابن جنى هذا فقال أراد الغروب وهي مجاري الدمع والغروب لا تنحصر بأربعة سجام فحذف المضاف
أراقب وقتها من غير شوقٍ مراقبة المشوق المستهامِ
وذلك أن المريض يجزع لورود الحمى فهو يراقب وقتها خوفا لا شوقا
ويصدق وعدها والصدق شر إذا ألقاك في الكرب العظامِ يريد أنها صادقة الوعد في الورود وذلك الصدق شر من الكذب لأنه صدق يضر ولا ينفع كمن أوعد ثم صدق في وعيده
أبنت الدهر عندي كل بنتٍ فكيف وصلت أنت من الزحامِ
يريد ببنت الدهر الحمى وبنات الدهر شدائده يقول يا حماي عندي كل شديدة فكيف وصلت إليّ وقد تزاحمت عليّ الشدائد ألم يمنعك زحامها من الوصول إليّ وهذا من قول الآخر، أتيت فؤادها أشكو إليه، فلم أخلص إليه من الزحام،
جرحت مجرحاً لم يبق فيه مكان للسيوف وللسهامِألا يا ليت شعر يدي أتمسى تصرف في عنانٍ أو زمامِ
يقول ليت يدي علمت هل تتصرف بعد هذا في عنان الفرس أو زمام الناقة والمعنى ليتني علمت هل أصح فأسافر على الخيل والإبل
وهي أرمي هوايَ براقصاتٍ محلاة المقاود باللغامِ
يريد بالراقصات أبلا تسير للرقص وهو ضرب من الخبب يقول وهل أقصد ما أهواه من مطالبي ومقاصدي بإبلٍ تسير الرقص وقد حليت مقاودها وأزمنتها كما قال منصور النمري، من كل سمح الخطا وكل يعملةٍ، خرطومها باللغام الجعدِ ملتفعِ،
فربتما شفيت غليل صدري بسيرٍ أو قناةٍ أو حسامِ
يريد حين كان صحيحا يسافر ويقاتل فيشفي غليله بالسير إلى ما يهواه وبالسيف والرمح
وضاقت خطة فخلصت منها خلاص الخمر من نسج الفدامِ
يقول ربما ضاق أمر عليَّ فكان خلاصي منه خلاص الخمر من النسج الذي تفدم به أفواه الأباريق لتصفية الخمر
وفارقت الحبيب بلا وداعٍ وودعت بالبلاد بلا سلامِ
أي وربما فارقت الحبيب بلا وداع يريد أنه قد هرب من أشياء كرهها دفعاتٍ فلم يقدر على توديع الحبيب ولا على أن يسلم على أهل ذلك البلد الذي هرب منه
يقول لي الطبيب أكلت شيئا ودائك في شرابك والطعامِ
أي الطبيب يظن أن سبب دائي الأكل والشرب فيقول كلت كذا وكذا مما يضر
وما في طبهِ أني جوادٌ أضر بجسمهِ طول الجمامِ
ليس في طب الطبيب أن الذي أضر بجسمي طول لبث وقعودي عن السفر كالفرس الجواد يضر بجسمه طول قيامه على الآري فيصير به جاماً والجمام ضد التعب
تعود أن يغبر في السرايا ويدخل من قتامٍ في قتامِ
هذامن صفة الجواد يقول عادته أن يثير الغبار في العساكر ويدخل من هذه الحرب في أخرى والقتام الغبار وأراد بدخول القتام حضور الحرب
فأمسك لا يطال له فيرعى ولا هو في العليق ولا اللجامِ
أي أمسك هذا الجواد لا يرخى له الطول فيرعى فيه ولا هو في السفر فيعتلف من المخلاة التي تعلق على رأسه وليس و في اللجام وهذا مثل ضربه لنفسه وأنه حليف للفراش ممنوع عن الحركة
فإن أمرض فما مرض اصطباري وإن أحمم فما حم اعتزامي
أي أن مرضت في بدني فإن صبري وعزمي على ما كانا عليه من الصحة
وإن اسلم فما أبقى ولكن سلمت من الحمام إلى الحمامِ
وأن أسلم من مرضي لم أبق خالدا ولكن سلمت من الموت بهذا المرض إلى الموت بمرضٍ وسببٍ آخر وهذا يقرب من قول طرفة، لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى، لكالطول المرخى وثنياه باليد، ومن قول الاخر، إذا بل من داء به خال أنه، نجا وبه الداء الذي هو قاتله
ـ[سيبويه الرياض]ــــــــ[24 - 01 - 2007, 09:16 م]ـ
يعطيك العافية على هذا الشرح الوافي