[مناقضة شعرية ....]
ـ[كشكول]ــــــــ[01 - 02 - 2007, 01:57 ص]ـ
قال الشاعر جواد البلاغي:
أيا علماء العصر يا من لهم خبر ... بكل دقيق حار في مثله الفكر
لقد حار مني الفكر في القائم الذي ... تنازع فيه الناس والتبس الأمر
فمن قائل في القشر لبّ وجوده ... ومن قائل قد ذب عن لبه القشر
وأول هذين الذين تقررا ... به العقل يقضي والعيان ولا نكر
وكيف وهذا الوقت داع لمثله ... ففيه توالى الظلم وانتشر الشر
وان قيل من خوف الطغاة قد اختفى ... فذاك لعمري لا يجوزه الحجر
وان قيل من خوف الأذاة قد اختفى ... فذلك قول عن معايب يفتر
ومن عيب هذا القول لا شك أنه ... يؤول إلى جبن الامام وينجر
وان قيل ان الاختفاء بأمر من ... له الأمر في الأكوان والحمد والشكر
فذلك أدهى الداهيات ولم يقل ... به أحد إلا أخو السفه الغمر
أيعجز رب الخلق عن نصر حزبه ... على غيرهم حاشا فهذا هو الكفر
وما أسعد السرداب في سر من رأى ... له الفضل عن أم القرى وله الفخر
فأجابه الشاعر رضا الموسوي الهندي:
يمثِّلُكَ الشوق المُبَرِّحُ والفكرُ ... فلا حُجُبٌ تخفيك عني ولا سترُ
ولو غبتَ عنّي ألف عام فإن لي ... رجاءَ وصال ليس يقطعه الدهر
تراك بكل الناس عيني فلم يكن ... ليخلو ربع منك أو مَهمَهٌ قفر
وما أنت إلا الشمس ينأى محلها ... ويشرق من أنوارها البرُّ والبحر
تمادى زمان البعد وامتدَّ ليله ... وما أبصرت عيني محياك يا بدر
ولو لم تعللني بوعدك لم يكن ... ليألف قلبي في تباعدك الصبر
ولكن عقبى كل ضيق وشدة ... رخاء وإن العسر من بعده يسر
وإن زمان الظلم إن طال ليله ... فعن كثب يبدو بظلمائه الفجر
ويطوى بساط الجور في عدل سيدٍ ... لألوية الدين الحنيف به نشر
هو القائم المهدي ذو الوطأة التي ... بها يذر الأطواد يرجحها الذر
هو الغائب المأمول يوم ظهوره ... يلبيه بيت الله والركن والحجر
هو ابن الإمام العسكري محمد ... بذا كله قد أنبأ المصطفى الطهر
كذا ما روى عنه الفريقان مجملاً ... بتفصيله تفنى الدفاتر والحبر
فأخبارهم عنه بذاك كثيرة ... وأخبارنا قلَّت لها الأنجم الزهر
ومولده نورٌ به يشرق الهدى ... وقيل لظامي العدل مولده نهر
فيا سائلاً عن شأنه اسمع مقالة ... هي الدر والفكر المحيط لها بحر
ألم تدر أن الله كوَّن خلقه ... ليمتثلوه كي ينالهم الأجر
وما ذاك إلاّ رحمة بعباده ... وإلا فما فيه الى خلقهم فقر
ويعلم أن الفكر غاية وسعهم ... وهذا مقام دونه يقف الفكر
فأكرمهم بالمرسلين أدلَّةً ... لما فيه يرجى النفع أو يختشى الضرّ
ولم يؤمن التبليغ منهم من الخطا ... إذا كان يعروهم من السهو ما يعرو
ولو أنّهم يعصونه لاقتدى الورى ... بعصيانهم فيهم وقام لهم عذر
فنزههم عن وصمة السهو والخطا ... كما لم يدنس ثوب عصمتهم وزر
وأيدهم بالمعجزات خوارقاً ... لعاداتنا كي لا يقال هي السحر
ولم أدرِ لِم دلَّت على صدق قولهم ... إذا لم يكن للعقل نهي ولا أمر
ومن قال للناس انظروا في ادعائهم ... فإن صحّ فليتبعهم العبد والحرّ
ولو أنهم فيما لهم من معاجز ... على خصمهم طول المدى لهم النصر
لغالى بهم كل الأنام وأيقنوا ... بأنّهم الأرباب والتبس الأمر
كذلك تجري حكمة الله في الورى ... وقدرته في كل شيء له قدر
وكان خلاف اللطف واللطف واجب ... إذا من نبيٍّ أو وصيٍّ خلا عصر
أينشىء للإِنسان خمس جوارح ... تحسُّ وفيها تُدرَكُ العين والأثر
وقلباً لها مثل الأمير يردها ... إذا أخطأت في الحسِّ واشتبه الأمر
ويترك هذا الخلق في ليل ضلَّةٍ ... بظلمائه لا تهتدي الأنجم الزهر
فذلك أدهى الداهيات ولم يقل ... به أحد إلاّ أخو السفه الغر
فأنتج هذا القول إن كنت مصغياً ... وجوب إمام عادل أمره الأمر
وإمكان أن يقوي وإن كان غائباً ... على رفع ضرِّ الناس إن نالها الضرّ
وإن رمت نجح السؤل فاطلب مطالب ال ... سؤول فمن يسلكه يسهل له الأمر
ففيه أقرّ الشافعي ابن طلحة ... برأي عليه كل أصحابنا قرُّوا
وجادلَ من قالوا خلاف مقاله ... فكان عليهم في الجدال له نصر
وكم للجوينيِّ انتظمن فرائد ... من الدرّ لم يسعد بمكنونها البحر
فرائد سمطين المعاني بدرها ... تحلَّت لأن الحلي أبهجة الدرّ
فوكل بها عينيك فهي كواكب ... لدرِّيها أعياني العدُّ والحصر
ورد من ينابيع المودة مورداً ... به يشتفي من قبل أن يصدر الصدر
¥