[المعلم لا يعيش طويلا -منقول-]
ـ[أبو يحيى زكرياء]ــــــــ[26 - 12 - 2006, 03:25 م]ـ
للإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي كتاب رائع أسماه “أخبار الحمقى والمغفلين” نورد منه فصلا واحدا في أخبار المعلمين من أهل الحمق والغفلة:
الباب الثاني والعشرون في ذكر المغفلين من المعلمين
معاشرة الصبيان سبب للغفلة: وهذا شيء قل أن يخطىء ونراه مطرداً ولا نظن السبب في ذلك إلا معاشرة الصبيان وقد بلغني أن بعض المؤدبين للمأمون أساء أدبه على المأمون وكان صغيراً فقال المأمون: ما ظنك بمن يجلو عقولنا بأدبه ويصدأ عقله بجهلنا ويوقرنا بزكانته ونستخفه بطيشنا ويشحذ أذهاننا بفوائده ويكل ذهنه بغينا فلا يزال يعارض بعلمه جهلنا وبيقظته غفلتنا وبكماله نقصنا حتى نستغرق محمود خصاله ويستغرق مذموم خصالنا فإذا برعنا في الاستفادة برع هو في البلادة وإذا تحلينا بأوفر الآداب تعطل من جميع الأسباب فنحن الدهر ننزع منه آدابه المكتسبة فنستفيدها دونه ونثبت فيه أخلاقنا الغريزية فينفرد بها دوننا فهو طول عمره يكسبنا عقلاً ويكتسب منا جهلاً فهو كذبالة السراج ودودة القز.
قاضٍ لا يقبل شهادة المعلمين: قال الجاحظ: كان ابن شبرمة لا يقبل شهادة المعلمين.
وكان بعض الفقهاء يقول: النساء أعدل شهادة من معلم.
معرفة المؤدب بالقراء عجيبة: وقد روينا أن الشعبي قال: سمعت أبا بكر يقول: مررت بمؤدب وقد تلا على غلام فريق في الجنة وفريق السعير فقلت: ما قال الله من هذا شيئاً إنما هو ” فريقٌ في الجنة وفريقٌ في السعير ” فقال: أنت تقرأ على حرف أبي عاصم بن علاء الكسائي وأنا أقرأ على حرف أبي حمزة بن عاصم المدني قلت: معرفتك بالقراء أعجب وأغرب.
قال: حدثنا محمد بن خلف قال: قال بعض المجان: مررت ببعض دور الملوك فإذا أنا بمعلم خلف ستر قائم على أربعة ينبح نبح الكلاب فنظرت إليه فإذا صبي خرج من خلف الستر فقبض عليه المعلم فقلت للمعلم: عرفني خبرك قال: نعم هذا صبي يبغض التأديب ويفر ويدخل إلى الداخل ولا يخرج وإذا طلبته بكى وله كلب يلعب به فأنبح له فيظن أني كلبه ويخرج إليه فآخذه.
قال غلام للصبيان: هل لكم أن يفلتنا الشيخ اليوم قالوا: نعم قال: تعالوا لنشهد عليه أنه مريض فجاء واحد منهم فقال: أراك ضعيفاً جداً وأظنك ستحم فلو مضيت إلى منزلك واسترحت فقال لأحدهم: يا فلان يزعم فلان أني عليل فقال: صدق الله وهل يخفى هذا على جميع الغلمان إن سألتهم أخبروك فسألهم فشهدوا فقال لهم: انصرفوا اليوم وتعالوا غداً.
ضرب معلم غلاماً فقيل: لم تضربه فقال: إنما أضربه قبل أن يذنب لئلا يذنب.
الجاحظ والمعلم: قيل: إن معلماً جاء إلى الجاحظ فقال: أنت الذي صنعت كتاب المعلمين تعيبهم قال: نعم قال: وذكرت فيه بعض المعلمين جاء إلى الصياد وقال: إيش تصطاد طرياً أم مالحاً قال: نعم قال: ذلك أبله ولو كان فيه ذكاء كان يقف فينظر أن خرج طري علم أو خرج مالح علم.
قال: مررت بمعلم وقد كتب لغلام وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً وأكيد كيداً فمهل الكافرين أمهلهم رويداً فقلت له: ويحك فقد أدخلت سورة في سورة قال: نعم إذا كان أبوه يدخل شهراً في شهر فأنا أيضاً أدخل سورة في سورة فلا آخذ شيئاً ولا ابنه يتعلم شيئاً.
ولا ينزعج المعلمون و إن كان من عتب فعلى من ألف لا على من نقل
ـ[ضاد]ــــــــ[26 - 12 - 2006, 03:48 م]ـ
قال: مررت بمعلم وقد كتب لغلام وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً وأكيد كيداً فمهل الكافرين أمهلهم رويداً فقلت له: ويحك فقد أدخلت سورة في سورة قال: نعم إذا كان أبوه يدخل شهراً في شهر فأنا أيضاً أدخل سورة في سورة فلا آخذ شيئاً ولا ابنه يتعلم شيئاً.
أما هذه فهي القاصمة ...
هذا الأدب الاجتماعي برع في العرب, بالنوادر والمقامات. وللأسف ينقص القصص المروية التحقيق, ولذلك عزاها البعض إلى خيال الكاتب واختلاقه.
شكرا على ما نقلت.
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[26 - 12 - 2006, 04:44 م]ـ
اظن بأن كتاب اخبار الحمقى والمغفلين للجاحظ صديقي الغزيز
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[26 - 12 - 2006, 07:06 م]ـ
تحية أخي الحارث، بل الكتاب لابن الجوزي، كما ذكر أخونا المغربي، بارك الله بكما.
ـ["زمان الوصل"]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 10:31 م]ـ
كان الله في عون المعلمين والمعلمات
ـ[الحامدي]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 05:46 م]ـ
معلم يتهرب من حل عملية حسابية
قالت امرأة لمعلم: إذا كان مكوكُ دقيق بدهم، كم يكون منه بربع درهم؟ فتحير، ثم قال: ممن اشتريتِ؟ قالت: من فلان الدقاق. قال: اقنعي بما يعطيك، فإنه ثقة!.
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 09:12 م]ـ
اظن بأن كتاب اخبار الحمقى والمغفلين للجاحظ صديقي العزيز
نعم حسب علمي هو للجاحظ ولعل من المناسب أن أذكر قصة طريفة للجاحظ حول هذا الكتاب
يقول الجاحظ: أعددت من الطرائف للكتّاب والمعلمين مايكفي ليكون كتاب في هذا ولكن تعرّفت إلى أحدهم وكان غاية في العلم والفضل وكمال العقل فبقيت معه أيام ثم أختفى عن درسه وبحثت عنه ووجدت الرجل في بيته فدخلت عليه وسلمت ووجدته يبكي فقلت ماذا بك:
هل ماتت زوجتك؟
قال: أني عازب
قلت: هل ماتت أمك
قال " لا
قلت: أحد أقاربك
قال: لا
قلت ماذا بك؟
قال: ماتت محبوبتي
قلت: ومن هي؟
قال: أم عمرو
قلت: ومن أم عمرو؟
قال المعلم وهو يتنهد:
منذ زمن مرّ رجل وسمعته يقول:
ياأم عمروجزاك الله مكرمة ...... ردي عليّ فؤادي أينما كان
ومن تلك الحظة وأنا أعشقها لأنه لم يصفها بهذا الوصف إلا وهي من أجمل النساء
قلت: الم ترها؟
قال: لا
قلت: وكيف علمت أنها ماتت؟
قال: سمعت رجل قبل أيام يقول:
ذهب الحمار بأم عمرو ..... فلا رجعت ولا رجع الحمار
قال: فعلمت أنها ماتت ولذلك أنا في غاية الحزن والأسى عليها
قال الجاحظ لقد كنت أعقد العزم على تمزيق ماكتبته عن طرائف المعلمين إحتراماً وهيبة لهذا المعلم حتى علمت منه خبر أم عمرو
ولكن بعد هذه الحكاية منه بادرت لجمع الكتاب وجعلت هذه النادرة أولى نوادر المعلمين فيه
وتحياتي للجميع
¥