[من يحلل نصف وصف الكتاب للجاحظ]
ـ[أنا والقمر واحد]ــــــــ[21 - 12 - 2006, 07:40 م]ـ
:::
هذه اول مشاركة لي في المنتدى وأتمنى ان تساعدوني في تحليل نص الجاحظ في وصف الكتاب: الذي يقول فيه: (الكتاب نعم الذخر والعقدة ونعم الجليس والعدة ونعم الأنيس لساعة الوحدة والكتاب وعاء مليء علماً وظرف حشي ظرفاً .................... ) أرجو الرد قبل يوم السبت ولكم جزيل شكري
ـ[رموووز]ــــــــ[09 - 01 - 2010, 08:33 م]ـ
السلام عليكم وأنا محتاجة شرح الدرس وصف الكتاب
ـ[عـ الكلام ـذب]ــــــــ[17 - 11 - 2010, 10:03 م]ـ
الكتاب نعم الجليس والعمدة ونعم الجليس ساعة الوحدة والكتاب وعاء ملئ علما إن شئت كان أعيى من باقل وإن شئت كان أبلغ من سحبان وائل وإن شئت سرتك نوادره وشجتك مواعظه وبعد فما رأيت بستانا يحمل في ردن وروضة تنقل في حجر ولا أعلم جارا آمن ولا خليطا أنصف ولا رفيقا أطوع ولا معلما لأخضع ولا صاحبا أقل إملالا من كتاب.
هنا يصور الجاحظ الكتاب بالصاحب .. فجليسك هو من صاحبك وجالسك ... و العمدة أي الذي تحتكم إليه فيما يصعب عليك من الأمور أو ما تجهله منها ... بل حتى في ساعة الوحدة لن تجد من يسليك ويشبع رغباتك ويمتعك بالمفيد مثل الكتاب فهو خير صاحب لك في وحدتك .. يجني عليك بالعلم والمعرفة ... فهو كالوعاء الذي أمتلأ بالعلم ... فيه تجد زادك ومبتغاك ...
إن شئت من العلم الفكاهة والمرح كان مثل باقل في حماقته وسذاجته ... نلاحظ هنا أن الجاحظ يضرب المثل ليدلل على الفكرة وهذا دليل على تأثر الكاتب بأسلوب القرآن الكريم في ضرب الأمثلة .. وفي قصة باقل تقول كتب الأمثال:
باقل الإيادي: رجل من بني إياد زمن الجاهلية، كان مشهوراً بالعيِّ والفهاهة، حتى يضرب به المثل في العجز عن الإبانة عما في النفس، فيقال: أعيى من باقل! ومن عيه أنه اشترى ظبياً بأحد عشر درهماً، وأمسك به، فمر بقوم فقالوا له: بكم اشتريت الظبي؟ فمد كفيه وأخرج لسانه، مشيراً إلى أنه اشتراه بأحد عشر درهماً، فشرد الظبي منه وهرب! فضرب به المثل لعيه وغباوته، كما في (مجمع الأمثال) للميداني
وإن أردت البلاغة والبيان كان الكتاب أفصح وأبلغ من سحبان بن وائل وهو من خطباء العرب المشهورين في الجاهلية ... ضرب فيه المثل لبلاغته وفصاحته فقيل: أبلغ من سحبان وائل.
وإن أردت الموعظة ففي التاب أجمل المواعظ التي تثريك وتنفعك وإن أردت السرور والضحك والمتعة ففيه أجمل النوادر ...
إذن ليس هناك أجمل من الكتاب فهو كالبستان الذي يحمل الثمار من وسعه وكالروضة الغناء في زهوها، وليس هناك من هو مثله في أمن الجار فهو مأمون جواره وينصف خليطه ويطاوع رفيقه ومعلما خاضعا لطالبه .. وصاحب قليل الملل منه ..
وهذا كله لعظيم فوائده وما يعود به على المرء من مجاورته والاستفادة منه ...
الصور البيانية: نلاحظ أن النص هنا قام على التشخيص .. صور الكتاب بالصديق تارة والمعلم تارة والجار تارة أخرى ... وكلها أمور محسوسه ثم نلاحظ الاستعارات المكنية في تصويره للكتاب بالبستان .. والخليط ...
اعتمد على الأسلوب الخبري لغرض تأكيد المعنى وتقريره ..
طبعا واضح جدا أسلوب الجاحظ الثقافي في النص فهو أديب له دوره الكبير في إحياء الثقافة العربية في العصر العباسي وهو إمام الوراقين في عهده ..
استطاع برهافة حسِّه أن يسبغ على كتاباته صبغة أدبيَّةً جماليَّة تُضفي على المعارف العلميَّة رواءً من الحسن والظَّرْف، يرفُّ بأجنحته المهفهفة رفيف العاطف الحاني على معطيات العلم في قوالبها الجافية، ليسيغها في الأذهان ويحببها إلى القلوب، وهذه ميزة قلَّت نظيراتها في التُّراث الإنساني.
هذا الوصف، الذي كثر ما يماثله في تقريظ الجاحظ، يدلُّ على شخصيَّة فَذَّةٍ، واثقة الخطى، جَمَّة الثَّقافة والمعرفة، غنيَّة الفكر واللغة، ميالةٍ إلى المرح والدعابة، متفائلة، وكلُّ ذلك من خصائص شخصيَّة الجاحظ فعلاً، ويمكن اكتشافه بيسر من مطالعة بعض كتبه.
المحسنات البديعية: التوازن اللفظي بين العبارات .. نلاحظ العبارات القصيرة المتتابعة ... السجعات ...