[الشاعر ... جران العود]
ـ[عطاء]ــــــــ[25 - 12 - 2006, 03:03 م]ـ
جران العود من الشعراء الذين عرفوا بألقابهم، اسمه: عامر بن الحرث بن كلفة، من بني ضبة بن عامر بن صعصعة، قيل إنه من شعراء العصر الإسلامي.
لقب بجران العود لبيت قاله في زوجتيه وهو:
خذا حذارا ياضرتي فإنني رأيت جران العود قد كاد يصلح
والعود بفتح العين هو البعير المسن، والجران: باطن العنق الذي يضعه على الأرض إذا مد عنقه لينام، والشاعر يقول أخذت هذا الجران فجعلت منه سوطا، وبهذا سمي: جران العود.
أما قصة هذا البيت فهي قصة طريفة، إذ كان لجران العود ضرتان كان يلاقي منهما ما يلاقيه من متاعب وقد صور هذه المتاعب في قصيدة حملت البيت السابق، كما حملت الكثير من التصويرات المضحكة لحياة الشاعر مع زوجتيه ووصفه لهما بالغول والسعلاة، ويظهر ذلك في قوله:
لقد كان لي عن ضرتين عدمنني وعما ألاقي منهما متزحزح
هي الغول والسعلاة حلقي منهما مخدش ما بين التراقي مجرح
ويصور قتاله معهما قائلا:
لقد عالجتني بالنصاء وبيتها جديد ومن أثوابها المسك ينفح
إذا ما انتصينا فانتزعت خمارها بدا كاهل منهما ورأس صمحمح
تداورني في البيت حتى تكبني وعيني من نحو الهراوة تلمح
وقد علمتني الوقذ ثم تجرني إلى الماء مغشيا عليَ أرنح
ولم أر كالموقوذ ترجى حياته إذا لم يرعه الماء ساعة ينضح
وبعد أن تمكنتا منه وتركتاه صريعا من شدة الضرب أخذ يخاطب نفسه بعد أن تجمع الناس حوله من الرجال والنساء وهم يعجبون لهذا التجاوز ويسبحون الله لمثل هذا الصنيع، فنسمعه وهو يقول:
أقول لنفسي أين كنت وقد أرى رجالا قياما والنساء تسبح
أبا لغور أم بالجلس أم حيث تلتقي أما عز من واديك بريك وأبطح
ثم تنتهي محاواته معهما بأخذ نصف ماله وترك النصف الأخر له إشارة إلى رغبته في تطليقيهما والعيش حرا بدونهما:
خذا نصف مالي واتركا لي نصفه وبينا بذم فالتعزب أروح
لكنه يتذكر صبيته الذين يخشى عليهم بطلاق أمهاتهم فيتريث في اتخاذه لقرار الطلاق:
أقول لأصحابي أسر إليهمُ لي إن لم تجمحا كيف أجمح
أأترك صبياني وأهلي وابتغي معاشا سواهم، أم أفر فأذبح
وتنتهي القصة بتهديه لهما بالضرب قائلا:
عمدت لعود فالتحيت جرانه وللكيس أمضى في الأمور وأنجح
وصلت به من خشية أن تذكلا يميني سريعا كزها حين تمرح
خذا حذارا يا ضرتي فإنني رأيت العود قد كاد يصلح
وأخيرا قصيدة جران العود قصيدة رائعة ومن القصائد التي تعطي صورة واضحة من صور الحياة الاجتماعية التي يعيشها بعض الشعراء.
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[25 - 12 - 2006, 05:26 م]ـ
رائعة .. من روائعك
جزيت خيراً,,
الله الله في المزيد,,
ـ[عطاء]ــــــــ[27 - 12 - 2006, 12:03 م]ـ
شكرا سيدي .. وللحقيقة فالشاعر جران العود يستحق أن يلتفت إليه فله قصائد وأبيات جميلة تكشف صدق عواطفه من مثل:
ذكرت الصبا فانهلت العين تذرف وراجعك الشوق الذي كنت تعرف
وكان فؤادي قد صحا ثم هاجني حمائم ورق بالمدينة هتف
كأن الهديل الظالع الرجل وسطها من البغي شريب يغرد، مترف
يذكرننا أيامنا بعويقة وهضب قساس والتذكر يشغف
وقوله في أخرى:
أيا كبدا كادت عشية غرب من البين إثر الظاعنين تصدع
عشية مالي حيلة غير أنني بلقط الحصى والخط في الأرض مولع
أخط وامحو الخط ثم أعيده بكفي والغزلان حولي وقع
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[27 - 12 - 2006, 01:58 م]ـ
أيا كبدا كادت عشية غرب من البين إثر الظاعنين تصدع
عشية مالي حيلة غير أنني بلقط الحصى والخط في الأرض مولع
أخط وامحو الخط ثم أعيده بكفي والغزلان حولي وقع
قيل هذه الأبيات لذي الرُمّة غيلان بن عقبة التميمي,,;)
أشكرك أختي الكريمة على هذه المعلومات القيمة ..
- وسقاك الله من سلسبيلَ -
ولي طلب:
لو أتيتنا بنبذة عن الشاعر: (ذو الرمة)؟
ـ[أمرؤ القيس]ــــــــ[31 - 12 - 2006, 02:13 ص]ـ
تسلم على ماقدمت .. ياعطاء
قصيدة رائعه وراقية ضمن موضوع راق
سلمك الله
ـ[عطاء]ــــــــ[31 - 12 - 2006, 09:00 م]ـ
تسلم على ماقدمت .. ياعطاء
قصيدة رائعه وراقية ضمن موضوع راق
سلمك الله
وسلمت سيدي الفاضل.
ـ[عطاء]ــــــــ[31 - 12 - 2006, 09:10 م]ـ
أستاذي الفاضل رؤبة .. بالنسبة للأبيات التي أشرت إليها بأنها لذي الرمة، فالبيتان الثاني والثالث موجودة في ديوانه في إحدى قصائده العينية، أما البيتان الأول والثالث فقد نسبتا إلى مجنون ليلي، والأبيات السابقة من ضمن قصيدة لجران العود كما سجلتها.
وبخصوص الحديث عن الشاعر ذي الرمة سأتحدث عنه قريبا بإذن الله.
ـ[البرهومى]ــــــــ[08 - 10 - 2010, 08:50 م]ـ
القصيدةرائعة ونامل المزيد من الروائع
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[09 - 10 - 2010, 06:31 م]ـ
شجاعة أدبية معجبة نادرة من الشاعر جِرَان العَوْد.
وفقك الله أخي عطاء.