تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قصيدة تحت مجهر الفصيح - إلى دودة]

ـ[ضاد]ــــــــ[10 - 02 - 2007, 03:38 م]ـ

:::

أود أن أفتتح سلسلة من المواضيع اخترت لها اسما "قصيدة تحت مجهر الفصيح",

تتمثل في مقاربة قصائد لشعراء من عصور شتى مقاربة أدبية نقدية تحليلية تثقيفية.

والنقد مفتوح على كل شيء في القصيدة, مدحا أو دونه.

والشرط أن نقبل برأي الآخر فيها, فمقاربتنا تعتمد على تعدد القراءات والمفهومات.

أتأمل تفاعلكم مع الموضوع.

الشاعر: ميخاييل نعيمة

القصيدة: إلى دودة

التعريف بالشاعر:

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/9/95/%D9%86%D9%8F%D8%B9%D9%8A%D9%85%D8%A9.jpg

ميخائيل نعيمة ولد في جبل صنين في لبنان عام 1889 وانهى دراسته المدرسية في مدرسة الجمعية الفلسطينية في بسكنتا وتبعها بخمس سنوات جامعية في بولتافيا الأوكرانيةبين عامي 1905 و 1911، ثم اكمل دراسته في الولايات الامريكية المتحدة (منذ ديسمبر 1911) وحصل على الجنسية الامريكية. انضم إلى الرابطة القلمية وكان نائبا لجبران خليل جبران في الرابطة القلمية،التي أسسها أدباء عرب في المهجر، عاد إلى بسكنتا عام 1932 واتسع نشاطه الأدبي. لقّب ب"ناسك الشخروب"، توفي عام 1988.

من مؤلفاته: بلا هبل؛ همس الجفون؛ البيادر؛ كان ما كان؛ الأوثان؛ سبعون؛ المراحل؛ كرم على درب؛ مذكرات الأرقش؛ مسرحية الآباء والبنون؛

مرداد؛ أيوب؛ جبران خليل جبران؛ اليوم الأخير؛ في مهب الريح؛ هوامش؛ دروب؛ أكابر؛ أبو بطة؛ أبعد من موسكو ومن واشنطن؛ صوت العالم؛

النور والديجور.

( ... )

إعجابه بلغة القرآن الكريم

اعجب نعيمة كثيرا بلغة القرآن واقتبس منها كثيرا، واعتبر أن أبلغ النصوص العربية وردت في القرآن، قال: وأبلغ هذه النصوص: وصف الطوفان في سورة هود (وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء واستوت على الجودي ... الآية)

إلى دودة

تدبّين دبَّ الوهنِ في جسميَ الفاني = وأجري حثيثاً خلف نعشي وأكفاني

فأجتاز عمري راكضاً متعثّراً= بأنقاض آمالي وأشباح أشجاني

وأبني قصوراً من هباءٍ وأشتكي= إذا عبثتْ كفُّ الزمانِ ببنياني

ففي كل يومٍ لي حياةٌ جديدةٌ= وفي كلّ يومٍ سكرةُ الموتِ تغشاني

ولولا ضبابُ الشكّ يا دودةَ الثرى= لكنتُ أُلاقي في دبيبِكِ إيماني

فأترك أفكاري تُذيع غرورَها= وأترك أحزاني تكفّن أحزاني

وأزحف في عيشي نظيرَكِ جاهلاً =دواعيَ وجدي أو بواعثَ وجداني

ومستسلماً في كلّ أمرٍ وحالةٍ= لحكمةِ ربّي لا لأحكام إنسان

فها أنتِ عمياءٌ يقودكِ مُبصرٌ= وأمشي بصيراً في مسالك عُميان

لكِ الأرضُ مهدٌ والسماءُ مظلّةٌ =ولي فيهما من ضيق فكريَ سِجْنان

لئن ضاقتا بي لم تضيقا بحاجتي= ولكنْ بجهلي وادّعائي بعرفاني

ففي داخلي ضدّان: قلبٌ مُسلِّمٌ= وفكرٌ عنيد بالتساؤل أضناني

توهّم أن الكونَ سِرٌّ وأنّهُ =يُنال ببحثٍ أو يُباح ببرهان

فراح يجوب الأرضَ والجوَّ والسَّما= يُسائل عن قاصٍ ويبحث عن دان

وكنتُ قصيداً قبل ذلك كاملاً= فضعضع ما بي من معانٍ وأوزان

وأنتِ التي يستصغر الكلُّ قدرَها =ويحسبها بعضٌ زيادةَ نقصان

تدبّين في حضن الحياةِ طليقةً =ولا همَّ يُضنيكِ بأسرارِ أكوان

فلا تسألين الأرضَ مَنْ مدَّ طولَها= ولا الشمسَ من لظّى حشاها بنيران

ولا الريحَ عن قصدٍ لها من هبوبها =ولا الوردةَ الحمراءَ عن لونها القاني

وما أنتِ في عين الحياةِ دميمةٌ =وأصغرُ قَدْراً من نسورٍ وعُقبان

فلا التبرُ أغلى عندها من ترابها= ولا الماسُ أسنى من حجارةِ صَوّان

هل استبدلتْ يوماً غراباً ببلبلٍ= وهل أهملتْ دوداً لتلهو بغزلان؟

وهل أطلعتْ شمساً لتحرقَ عوسجاً =وتملأ سطحَ الأرضِ بالآس والبان؟

لعمركِ، يا أختاه، ما في حياتنا =مراتبُ قَدْرٍ أو تفاوتُ أثمان

مظاهرها في الكون تبدو لناظرٍ =كثيرةَ أشكالٍ عديدةَ ألوان

وأُقنومُها باقٍ من البدء واحداً =تجلّتْ بشُهبٍ أم تجلّتْ بديدان

وما ناشدٌ أسرارَها، وهو كشفُها، =سوى مشترٍ بالماء حرقةَ عطشان

ـ[زينب محمد]ــــــــ[10 - 02 - 2007, 10:46 م]ـ

موضوعك مميز ياضاد، كما عهدناك ..

سأتأملها مليًا، ثم أعود برأيي ..

ولكن سؤال:

هل تقصد بالمقاربة، أن نذكر القصيدة بغض النظر عن ملة صاحبها أو توجهه وفكره؟؟ ..

دمت في هناءة وخير.

ـ[المها]ــــــــ[10 - 02 - 2007, 10:56 م]ـ

الله .. بوركت سيدي

حين قرأت العنوان ظننتها من قصائد الميتافيزيقيين العجيبة، لكنها رائعة واعجبني حين خاطبها مستخدما "يا اختاه"

اشكرك

ـ[ضاد]ــــــــ[10 - 02 - 2007, 11:23 م]ـ

حياكما الله. قصدت بالمقاربة كل شيء. - فعلا كل شيء. كل شاردة وواردة في القصيدة, بكاتبها أو من دونه.

ـ[أحاول أن]ــــــــ[11 - 02 - 2007, 03:38 م]ـ

قبل وبعد: أشعر أن تصدير الأستاذ ضاد لعبارة عن حب الشاعر للقرآن الكريم لم تكن عرضا , هي محاولة لامتصاص الغضب الذي قد يأتي مع توالي الأسطر ... على أن المباحث في حيرة تساؤلات شعراء المهجر كثيرة والاتهامات تلقى جزافا .. وهم مبدعون ما لم يذكروا عصيانا بواحا ..

وقد أثارتهم أسئلة أثارت الكثير من قبلهم .. فكلما أوغل الإنسان في غابة الثقافة "والأجنبية تحديدا " تاه في متاهات فلسفتها, وتخبط حائرا في أدغال منطقها ,,ومَنِ المهتدي؟؟ فقط من سار حاملا مصباحا إيمانيا وضوءا قرآنيا يزيل الحلكة وينير الطريق ويجيب عن الأسئلة ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير