تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

شَوسٌ إِذا عدموا الوَغى انتَجَعوا لَها --- في كُلِّ أَوبٍ نَجعَة الأَمطّارِ

جنبوا الجِيادَ إِلى المُطيِّ وَراوجوا --- بَينَ السُروجِ هُناكَ وَالأَكوارِ

فَكَأَنَّما مَلأوا عِياب دروعهم --- وَغمود أَنصلهم سَراب قِفارِ

وَكَأَنَّما صَنع السَوابِغ عَزَّهُ --- ماء الحَديد فَصاعَ ماءَ قِرارِ

زَرَداً فَأحكم كل موصل حَلقَةٍ --- بِجُبابَة في مَوضع المُسمارِ

فَتَدَرَّعوا بمتون ماء جامِدٍ --- وَتَقنَّعوا بِحَباب ماء جاري

أسد ولكن يؤثرونَ بِزادِهِم --- وَالأسد لَيسَ تدين بالإِيثارِ

يَتَزَّيَنُ النادي بِحُسنِ وُجوهِهِم ---- كَتَزَيُّنِ الهالاتِ بالأَقمارِ

يَتَعَطَّفونَ عَلى المَجاوِر فيهِم --- بالمنفسات تعطُّف الآظارِ

مِن كل مَن جَعلَ الظُبى أَنصارَهُ --- وَكرُمنَ فاِستَغنى عَنِ الأَنصارِ

وَاللَيثُ إِن بارَزتُهُ لَم يَعتَمِد --- إِلّا عَلى الأَنيابِ وَالأَظفارِ

وَإِذا هوَ اعتَقَلَ القَناة حَسِبتُها --- صِلاً تأبَّطُهُ هزبَرٌ ضاري

زَرَدُ الدِلاصِ مِنَ الطِعانِ بِرُمحِهِ --- مِثلَ الأَساوِر في يد الإِسوارِ

وَيَجُرُّ حينَ يُجَرُّ صَعدَةَ رُمحِهِ --- في الجَحفَلِ المُتَضائِق الجِرارِ

ما بَينَ ثَوبٍ بِالدماءِ مُلَبَّدٍ --- زَلقٍ وَتَقَع بِالطِرادِ مثارِ

وَالهَون في ظِلِّ الهوَينا كامِنٌ --- وَجَلالَة الأَخطارِ في الإِخطارِ

تندى أسرة وَجهِهِ وَيَمينَهُ --- في حالَةِ الإِعسارِ والإِيسارِ

وَيَمُدُّ نَحوَ المَكرُماتِ أَنامِلاً --- لِلرِزقِ في أَثنائِهِنَّ مَجاري

يَحوي المَعالي كاسِباً أَو غالِباً --- أَبداً يُدارى دونَها وَيُداري

قَد لاحَ في لَيلِ الشَبابِ كَواكِبٌ --- إِن أَمهلت آلَت إِلى الإِسفارِ

يا كَوكَباً ما كانَ أَقصَرَ عُمرَهُ --- وَكَذاكَ عُمرُ كَواكِبِ الأَسحارِ

وَهلال أَيّامٍ مَضى لَم يَستَدِر --- بَدراً وَلَم يمهل لِوَقت سِرارِ

عَجِلَ الخُسوف عَلَيهِ قَبلَ أَوانِهِ --- فَمَحاهُ قَبلَ مَظَنَّة الإِبدارِ

واستَلَّ مِن أَترابِهِ وَلِداتِهِ --- كَالمُقلَةِ استَلَت مِنَ الأَشفارِ

فَكَأَنَّ قَلبي قبره وَكَأَنَّهُ --- في طَيِّهِ سِرٌّ مِنَ الأَسرارِ

إِن يُحتقر صِغَراً فَرُبٌ مُفَخَّمٍ --- يَبدو ضَئيل الشَخصِ لِلنُّظّارِ

إِنَّ الكَواكِبِ في عُلُوِّ مَكانِها --- لَتُرى صِغاراً وَهيَ غَيرُ صِغارِ

ولدُ المُعَزّى بَعضه فَإِذا مَضى --- بَعضُ الفتى فَالكُلُّ في الآثارِ

أَبكيهِ ثُمَّ أَقولُ مُعتَذِراً لَهُ --- وُفِّقتَ حينَ تَرَكتَ آلامَ دارِ

جاوَرتُ أَعدائي وَجاوَرَ رَبَّهُ --- شَتّان بَينَ جِوارِهِ وَجِواري

أَشكو بُعادك لي وَأَنت بَمَوضِعٍ --- لولا الرَدى لَسَمِعتَ فيهِ سَراري

وَالشَرق نَحوَ الغَربِ أَقرَبُ شُقة --- مِن بُعدِ تِلكَ الخَمسَةِ الأَشبارِ

هَيهات قَد علقتك أَشراك الرَدى --- واعتاقَ عُمرَكَ عائِق الأَعمارِ

وَلَقَد جَرَيتَ كَما جريتُ لِغايَةٍ --- فبلغتها وَأَبوكَ في المِضمارِ

فَإِذا نَطَقتُ فَأَنت أَوَل مَنطِقي --- وَإِذا سكت فَأَنتَ في إِضماري

أَخفي مِنَ البُرَحاء ناراً مِثلَما --- يَخفى مِنَ النارِ الزِنادَ الواري

وَأُخَفِّضُ الزَفرات وَهيَ صَواعِدٌ ---- وَأُكَفكِفُ العَبرات وَهيَ جَواري

وَشِهابُ زَندِ الحُزنِ إِن طاوَعتُهُ --- وَآرٍ وَإِن عاصَيتَهُ مُتَواري

وَأَكُفُّ نيران الأَسى وَلَرُبَّما --- غلب التَصَبُّر فارتَمَت بِشَرارِ

ثَوب الرِياء يَشِفُّ عَن ما تَحتَهُ --- فَإِذا التحفت بِهِ فَإِنَّكَ عاري

قَصُرت جُفوني أَم تَباعَد بَينَها --- أَم صُوِّرت عَيني بِلا أَشفارِ

جَفَت الكَرى حَتّى كَأَنَّ غراره --- عِندَ اِغتِماضِ العَينَ حد غِرارِ

وَلَو اِستَزارَت رقدة لَدَجابِها --- ما بَينَ أَجفاني إِلى التَيّارِ

أُحَيي لَيالي التَمِّ وَهيَ تُميتُني --- وَيُميتُهُنَّ تبلج الأَنوارِ

حَتّى رَأَيتُ الصُبحَ يَرفَعُ كفه --- بِالضوءِ رَفرَف خيمَة كالقارِ

وَالصُبحُ قَد غمر النُجوم كَأَنَّهُ --- سيل طَغى فَطمى عَلى النَوارِ

وَتلهُّب الأَحشاء شَيَّب مفرقي --- هَذا الضِياء شَواظ تِلكَ النارِ

شابَ القذال وَكُلُّ غُصنٍ صائِرٍ --- فينانه الأَحوى إِلى الإِزهارِ

وَالشِبه مُنجَذِبٌ فَلِم بَيضُ الدُمى --- عَن بَيضِ مفرقه ذَوات نِفارِ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير