تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الشيخ القسام في فلسطين: _بعد أن قدم الشيخ القسام إلى حيفا بدأ في الأعداد النفسي للثورة وجعل القسام من دروسه في المسجد التي تقام عادة بين الصلوات المفروضة، وسيلة لإعداد المجاهدين وصقل نفوسهم وتهيئتها للقتال في سبيل الله، معتمدا اختيار الكيفية دون الكمية، وكان للشيخ القسام حلقات درس يُعلم فيها المسائل الدينية، ولكنه كان أكثر المشايخ تطرقا لضرورة الجهاد ولمنع الصهيونية من أن تحقق أحلامها في بناء وطن قومي على أرض فلسطين، وكان يركز على الاستعمار البريطاني وعلى الصهيونية، ولقد استجوبته السلطات البريطانية لعدة مرات، ولما كان له شعبية كبيرة كانت الحكومة تتجنب اعتقاله، وكان من نتيجة وطنية الشيخ ودعوته للجهاد أن التف حوله جماعة من الرجال دفعتهم الوطنية والإيمان.

وكان الشيخ يجلس مع رفاقه بعد صلاة الفجر في حلقة صغيرة يتحدث الشيخ عن فضائل الجهاد في الإسلام وثواب الاستشهاد في الآخرة.

استغل الشيخ القسام ثورة البراق وأخذ يدعو في خطبه العرب و المسلمين إلى التصدي لكل من الإنجليز والصهيونية الحاقدة.

وكان يُذكّر الناس بالشهداء محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير ويحث الناس على الجهاد باستمرار.

تأسيس جمعية الشبان المسلمين ونشاط القسام فيها:

أسس الشيخ القسام هو وصديقه رشيد الحاج إبراهيم رئيس فرع البنك العربي في المدينة فرع لجمعية الشبان المسلمين. وكان ذلك في شهر أيار من عام 1928م.

وكان الشيخ القسام يزور القرى المجاورة والمدن ويدعو فيها للجهاد وفي ذلك كان يختار القسام العناصر الطليعية للتنظيم وبدأت عصبة القسام السرية تنسج خيوطها الأساسية في عام 1925م ولكن العصبة لم تبدأ عملها الجهادى إلا بعد العام 1929 م.

وكان الأسلوب الذي اتبعة القسام في تنظيم الأفراد يعتمد على مراقبته المصلين وهو يخطب على المنبر، ثم يدعو بعد الصلاة من يتوسم به الخير لزيارته، وتتكرر الزيارات حنى يقنعه بالعمل لإنقاذ فلسطين ضمن مجموعات سرية لا تزيد عن خمسة أفراد ثم اتسعت المجموعات لتضم 9 أفراد، وكان يشرف على الحلقة الواحدة نقيب يتولى القيادة والتوجيه، ويدفع كل عضو مبلغاً لا يقل عن عشرة قروش شهرياً.

خطبة القسام الأخيرة في حيفا:-وقف للمرة الأخيرة خطيبا في جامع الاستقلال في حيفا "وخطب في جمع من المصلين وفسر لهم الآية الكريمة:" ألا تقاتلون قوما نكثوا إيمانهم وهمّوا بإخراج الرسول وهم بدؤوكم أول مرة. أتخشونهم؟ فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين" (التوبة 13 - 14) " وكان في صوته تهدج وحماسة وفي نبراته رنين ألم ممض، وفي عينيه بريق من بأس وقوة" وقال أيها الناس: لقد علمتكم أمور دينكم، حتى صار كل واحد منكم عالما بها، وعلمتكم أمور وطنكم حتى وجب عليكم الجهاد، ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد: فإلى الجهاد أيها المسلمون، إلى الجهاد أيها المسلمون.

وما أن أنهي خطابه حتى كان الحاضرون قد أجهشوا بالبكاء واقبلوا على يديه يقبلونهما وعاهدوه على القتال في سبيل الله. وبعد ساعة من إلقاء الخطبة أخذت السلطة تفتش عن الشيخ القسام للقبض عليه ومحاكمته ولكنه كان قد ودع أهله وعشيرته، وحمل بندقيته وذهب وصحبه إلى الجبال ليجاهدوا وليستشهدوا.

ويذكر أن سيارة كانت تنتظره خارج المسجد ولم يشاهد مرة أخرى بحيفا بعد ركوبه فيها.

حادثة الاستشهاد:-غادر الشيخ القسام مع مجموعة من المجاهدين حيفا متجهاً إلى يعبد، وكان يتعقبهم مجموعة من عملاء البريطانيين إلى أن عرفوا مكان استقرار الشيخ و رفاقه، فحاصرهم البوليس الإنجليزي يوم 20/ 11/1935م وكان يقدر عدد أفراد البوليس بـ 150 فردا من الشرطة العرب والإنجليز وحلق القائد البريطاني فوق موقع الشيخ ورفاقه "في أحراش يعبد" في طائرته وعندها عرف القسام أن البوليس قادم لا محالة … عندها أعطى الشيخ لاتباعه أمرين:-

عدم الخيانة حتى لا يكون دم الخائن مباحا.

عدم إطلاق النار بأي شكل من الأشكال على أفراد الشرطة العرب، بل إطلاق النار باتجاه الإنجليز. وكان الضباط الإنجليز قد وضعوا البوليس العربي في ثلاثة مواقع أمامية ولم يكن هؤلاء عارفين بحقيقة الجهة التي أُحضروا إليها وحقيقة الجماعة التي يطاردونها.

اتخذت المعركة بين الطرفين شكل عراك متنقل، وساعدت كثافة الأشجار على تنقل أفراد الجماعة من موقع إلى آخر و استمرت حتى الساعة العاشرة صباحاً. و كان الشيخ من الفعالين في القتال، فقد حارب ببندقية و مسدس بالتناوب، في الوقت التي كانت شفتاه تتفوهان بالدعاء … ورغم المقاومة الباسلة التي أبداها الشيخ ورفاقه، فقد كانت نتيجة المعركة استشهاد الشيخ و اثنان من رفاقه.

وبعد انتهاء المعركة، تعمد قائد البوليس الإنجليزي أهانة جثة الشهيد القسام و يقال أنه داس على رقبته.

تنويه:

كان لعرضي سيرة المجاهد عز الدين القسام في موقعي الطبي هذا عدة أسباب:

أنه إبن مدينتي (مدينة جبلة) وقريب لي من ناحية أبي وأمي، هو إبن عم والد جدتي لأمي

http://www.asnanaka.com/images/madrasat_kasam.jpg

مدرسة المجاهد الشهيد عز الدين القسام في مدينة جبلة

بنيت منذ حوالي 60 سنة

، وزوجته تسمى أمينة نعنوع وهي بنت عم جدي لأبي، أما أبنه الأستاذ محمد عز الدين قسام فقد عمل مدرس في الصف الرابع الابتدائي في المدرسة التي تسمى بأسم والده المجاهد عز الدين القسام وقد كان مدرسي وله الفضل الكبير في تربيتي في تلك الفترة من عام 1974، ومن المفارقات المضحكة التي ارغب في ذكرها، أنني كنت أستغرب ألهجة أو ألكنة الفلسطينية للمرحوم الأستاذ محمد، ولم أعلم بالسر إلا بعد سنين، نزح الأستاذ محمد مع أمه وأخوته إلى سوريا في عام 1948 ظلت لهجته فلسطينية واضحة لأنه ولد وعاش في فلسطين.

هذا الموضوع للأمانة منقول بإختصار عن موقع الدكتور:أنس نعنوع لطب الأسنان

للمزيد من المعلومات حول قصة المجاهد بإمكانكم الضغط هنا ( http://www.asnanaka.com)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير