ويقوم المذهب الكلاسيكي الحديث على أفكار هامة منها، تقليد الأدب اليوناني والروماني من بعض الاتجاهات، واعتبار العقل هو الأساس والمعيار لفلسفة الجمال في الأدب، فضلاً عن جعل الأدب للصفوة المثقفة الموسرة وليس لسواد الشعب مع الاهتمام بالشكل والأسلوب وما يستتبع ذلك من جمال التعبير، على نحو تتحقق معه فكرة تحليل النفس البشرية والكشف عن أسرارها بأسلوب بارع ودقيق وموضوعي.
ومن أهم الجوانب التي تستحق التعليق في الكلاسيكية أنها تعلي من قدر الأدبين اليوناني والروماني مع ارتباطهما بالتصورات الوثنية، ورغم ما فيهما من تصوير بارع للعواطف الإنسانية فإن اهتماماتهما توجه بالدرجة الأولى إلى الطبقات العليا من المجتمع وربما استتبع ذلك الانصراف عن الاهتمام بالمشكلات الاجتماعية والسياسية.
..................
مراجع للتوسع:
نحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد، د. عبد الرحمن رأفت الباشا.
مذاهب الأدب الغربي، د. عبد الباسط بدر.
المذاهب الأدبية من الكلاسيكية إلى العبثية، د. نبيل راغب –مكتبة مصر- القاهرة.
الأدب المقارن، د. محمد غنيمي هلال –دار العودة- بيروت.
المدخل إلى النقد الحديث، د. محمد غنيمي هلال –دار العودة- بيروت.
المذاهب الأدبية، د. جميل نصيف التكريتي –دار الشؤون الثقافية العامة.
مقالات عن شعر الكلاسيكية والرومانتيكية والبرناسية في: المجلة أعداد يوليو وأغسطس وسبتمبر1959م.
2:الرومانسية أو الرومانتيكية:
مذهب أدبي يهتم بالنفس الإنسانية وما تزخر به من عواطف ومشاعر وأخيلة أياً كانت طبيعة صاحبها مؤمناً أو ملحداً، مع فصل الأدب عن الأخلاق.
ولذا يتصف هذا المذهب بالسهولة في التعبير والتفكير، وإطلاق النفس على سجيتها، والاستجابة لأهوائها.
وهو مذهب متحرر من قيود العقل والواقعية اللذين نجدهما لدى المذهب الكلاسيكي الأدبي، وقد زخرت بتيارات لا دينية وغير أخلاقية.
ويحتوي هذا المذهب على جميع تيارات الفكر التي سادت في أوروبا في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي وأوائل القرن التاسع عشر.
والرومانسية أصل كلمتها من: رومانس Romance باللغة الإنجليزية ومعناها قصة أو رواية تتضمن مغامرات عاطفية وخيالية ولا تخضع للرغبة العقلية المتجردة ولا تعتمد الأسلوب الكلاسيكي المتأنق وتعظم الخيال المجنح وتسعى للانطلاق والهروب من الواقع المرير ...
ولهذا يقول بول فاليري: "لا بد أن يكون المرء غير متزن العقل إذا حاول تعرف الرومانسية".
التأسيس وأبرز الشخصيات:
بدأت الرومانسية في فرنسا عندما قدم الباحث الفرنسي عام 1776م ترجمة لمسرحيات شكسبير إلى الفرنسية، واستخدم الرومانسية كمصطلح في النقد الأدبي.
ويعد الناقد الألماني فريدريك شليجل أول من وضع الرومانسية كنقيض للكلاسيكية.
ثم تبلورت الرومانسية كمذهب أدبي، وبدأ الناس يدركون معناها الحقيقي التجديدي وثورتها ضد الكلاسيكية.
وترجع الرومانسية الإنكليزية إلى عام 1711م ولكن على شكل فلسفة فكرية .. ونضجت الرومانسية الإنكليزية على يد توماس جراي وويليام بليك.
ولا شك أن الثورة الفرنسية 1798م هي أحد العوامل الكبرى التي كانت باعثاً ونتيجة في آن واحد للفكر الرومانسي المتحرر والمتمرد على أوضاع كثيرة، أهمها الكنيسة وسطوتها والواقع الفرنسي وما فيه.
وفي إيطاليا ارتبط الأدب بالسياسة عام 1815م وأصبح اصطلاحاً رومانسياً في الأدب يعني ليبراليا (أي: حراً أو حرية) في السياسة.
ومن أبرز المفكرين والأدباء الذين اعتنقوا الرومانسية:
المفكر والأديب الفرنسي جان جاك روسو 1712 - 1788م ويعد رائد ا لرومانسية الحديثة.
الكاتب الفرنسي شاتو بريان 1768 - 1848م ويعد من رواد المذهب الذين ثاروا على الأدب اليوناني القائم على تعدد الآلهة.
مجموعة من الشعراء الإنكليز، امتازوا بالعاطفة الجياشة والذاتية والغموض رغم أنهم تغنوا بجمال الطبيعة وهم:
توماس جراي 1716 - 1770م ووليم بليك 1757 - 1827م وشيلي 1762 - 1822م كيتس 1795 - 1821م وبايرون 1788 - 1824م.
الشاعر الألماني جيته 1749 - 1832م مؤلف رواية "آلام فرتر" عام 1782م "وفاوست" التي تظهر الصراع بين الإنسان والشيطان.
الشاعر الألماني شيلر 1759 - 1805م ويعد أيضاً من رواد المذهب. الشاعر الفرنسي بودلير 1821 - 1867م الذي اتخذ المذهب الرومانسي في عصره شكل الإلحاد بالدين.
¥