- دراسته الجامعية كانت في المملكة العربية السعودية بالمدينة النبوية: الجامعة الإسلامية، ومكة المكرمة: جامعة أم القرى.
- عمل في جامعة أم القرى، وكليات التربية للبنات بالرياض، وبجامعة القدس - كلية الدعوة وأصول الدين.
هذا ما تيسر لنا عن حياة شاعرنا الذي يقول في مقدمة ديوانه مبرزا دور الشعر ووظيفته ومهمته: " ((للشعر دور لا يخفى في إغاظة أعداء الله وفي إنهاض همم المسلمين وإرواء غليلهم، وإذا لم ينطلق من قاعدة التوحيد وأساس الإيمان بالله والانتصار لدينه فهم غواية يفتعلها الغاوون. قال جل وعلا:) ((والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)))
إن هذا الديوان تجريد لسيف من سيوف الحق أريد إغماده، وصوت من أصوات الدعوة أريد إخماده ليخلو الجو لقبرات الحداثة تبيض وتصفر، إنه لون من ألوان الشعر الإسلامي يتجه بقوة لتأصيل كثير من المفاهيم الإسلامية تأصيلا شرعيا بلسان شعري جلي.)) " (8)
استراتيجية العنوان:
قبل ولوج العتبة الأولى البرانية في بناء هذا الأثر الأدبي وقبل الوقوف عليها لاستشراف مكونات وطبقات ومشاهد ومحتويات ذلك البناء الشعري وطبيعته وعلاقته وفواصله وهندسته ومميزاته ومظاهره وجماليته .. نرى أنه لابد من الحديث عن استراتيجيته بشكل عام ومن خلال البناء الشعري الذي بين أيدينا بشكل خاص ولو بنوع من التركيز وشيء من الاختزال ..
إن العنوان من حيث هو علامة له استراتيجيته الخاصة به، والمنبثقة من طبيعته التكوينية أولا: في دلالاته اللغوية وإيحاءاته النفسية وتأثيراته الاجتماعية وترسباته الثقافية .. وثانيا كمؤشر على ما يخفي خلفه وعلى امتداداته وتفرعاته وعلاقاته، وعلى ارتباطاته بباقي المكونات التي تتجاور وإياه، أو تتضافر معه لإكمال الصورة التي يرغب المرسل في إعطائها للمتلقي ..
إنه العتبة الأولى التي قد تصدم المتلقي أو تفجأه أو تثيره سلبا أو إيجابا، وهذه هي أولى عملياته الاستراتيجية، ومن خلالها أو عبرها وفي عملية معقدة وخاطفة يتم انتقال المتلقي من عالم الواقع المشهود الذي يلحظه أمامه إلى عالم الخيال الذي يسرع العنوان في حمله إليه بقوة .. بمعنى آخر إن العنوان هو العتبة الأولى التي تقود أو تجر أو تولج – حسب مستوى الإثارة التي تتمتع بها تلك العتبة – نحو عالم الفهم والتفسير وحتى التأويل والتدبير .. فهو العتبة التي قد تثير في المتلقي فضوله المعرفي وركاماته الثقافية، وتحرك فيه شهية التعاطي مع البناء الإبداعي ككل، وتجذبه بما تملك من مثيرات لولوج أو اقتحام عالمه الذي هو عنوان له ..
إن العنوان عتبة تفضي إلى داخل البناء كما أنه بمثابة المفتاح الأول والأهم ضمن - بطبيعة الحال- مجموعة من المفاتيح الأساس التي تساعد على فتح مغاليق جميع مكونات وبيوتات ومرافق ذلك البناء الذي هو في الأصل بناء نصي مغلق قابل للفتح، أو قل يحث المتلقي على استفتاحه .. لذلك وجب أن نوليه اهتماما بالغا وعناية كبيرة .. فلا ينسى وهو أول المداخل إلى صرح النص .. ولا يغض عنه الطرف وهو أول علامة تنتصب أمام المتلقي، وقد جمعت خيوط ومكونات وامتدادات ذلك البناء/الإبداع المعنون .. كما يمكن القول بأنه يختزل جملة من الإضمارات التي قد يفصح عنها البناء النصي ككل أو يومئ إليها ..
ولهذا نلحظ اهتماما واسعا ومتزايدا في عصرنا الحديث بقضية العنونة في عالم الدراسات النقدية من جميع الاتجاهات حتى إن بعضهم وضع له علما خاصا ذا موضوع ومنهاج، وعلى رأسها الاتجاه السميولوجي ..
إن العنوان هو أول بارقة تصور طبيعة الأثر المعنون، وتقدم للمتلقي بطاقة تعريفية عنه .. لذلك قلنا إنه يجمع خيوطه ومكوناته، وعليه فلا يمكن أن نحصر العنوان استراتيجيا في فضاء معين محدود على مستوى جغرافية الأثر .. كالرأس من الجسد/الأثر أو الوجه من الرأس كما يحلو لبعضهم القول .. أو على إحدى جوانبه عن اليمين أو عن اليسار أو في الوسط أو التحت .. سواء على الغلاف الرئيس أو الغلاف الثانوي .. أو كعنوان داخلي إذا كان يتواجد على الغلاف من جهة وينتصب على رأس عمل فرعي من جهة أخرى .. أو يتصدره هو بعينه ضمن أعمال أخرى تتحالف فيما بينها لتكوين الأثر ككل بين
¥