تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وحكي عن عليّ? في قوله تعالى (ورتل القرآن ترتيلا) أنه قال عن معنى الترتيل: هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف ()،وعن ابن عمر? قال:"لقد عشنا برهة من الدهر وإنّ أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد ? فنتعلم حلالها وحرامها وما ينبغي أن يوقف عنده منها، كما تتعلمون أنتم اليوم القرآن، ولقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما أمره ولا زاجره، ولا ما ينبغي أن يقف عنده منه ينشره نشر الدقل ()

قال الحافظ ابن الجزري (ت833 ه) في النشر: « .. ففي كلام عليّ? دليل على وجوب تعلمه ومعرفته، وفي كلام ابن عمر برهان على أنّ تعلمه إجماع من الصحابة عنهم، وصحّ بل تواتر عندنا تعلمه والاعتناء به من السلف الصالح» ()

وقال الإمام النحاس (ت338 ه): « .. فهذا الحديث يدل على أنهم كانوا يتعلمون التمام كما يتعلمون القرآن .. ويدل على أنّ ذلك إجماع من الصحابة» ()

ففي معرفة الوقف والابتداء الذي دونه العلماء، تبيين معاني القرآن العظيم، وتعريف مقاصده، وإظهار فوائده، وبه يتهيأ الغوص على درره وفوائده ()

والذي يلزم القراء أن يتجنبوا الوقف عليه أن لا يفصلوا بين العامل، وما عمل فيه كالفعل وما عمل فيه من فاعل ومفعول، وحال وظرف ومصدر، ولا يفصلوا بين الشرط وجزائه ولا بين الأمر وجوابه ولا بين الابتداء وخبره، ولا بين الصلة والموصول، ولا بين الصفة والموصوف، ولا بين البدل والمبدل منه، ولا بين المعطوف والمعطوف عليه، ولا يقطع على المؤكّد دون التوكيد، ولا على المضاف دون المضاف إليه، ولا على شيء من حروف المعاني دون ما بعدها ()

ولأهمية هذا العلم اشترط كثير من العلماء على المجيز ألا يجيز أحدا، إلا بعد معرفته الوقف والابتداء ()

فبإحسان الوقف تتبدَّى للسامع فوائده الوافرة، ومعانيه الفائقة، وتتجلّى للمنتجع مقاصده الباهرة ومناحيه الرائقة، التي لم تستَعِن العرب على فهمها بمادة خارجة عنها، بل فهمته بفضل طباعها التي بها نُزّل القرآن وعليها فُصّل ().

وقال الشيخ محمد بن يالوشه التونسي الأندلسي: «معرفة الوقف والابتداء متأكدة غاية التأكيد؛ إذ لا يتبين معنى كلام اللّه ويتمّ على أكمل وجه إلا بذلك، فرب قارئ يقرأ ويقف قبل تمام المعنى، فلا يفهم هو ما يقول، ولا يفهمه السامع بل ربما يفهم من ذلك غير المعنى المراد، وهذا فساد عظيم» ().

كتبه/ أبو عبد الله العاصمي.

ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[25 Feb 2009, 05:39 م]ـ

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير