[الاهتزاز والتمايل أثناء التلاوة؟؟!!!!]
ـ[عبد الله الفقيه]ــــــــ[26 May 2008, 06:36 ص]ـ
الاهتزاز والتمايل أثناء التلاوة، عادة يتوارثها اللاحق عن السابق، ينبغي تركها وعدم التعود عليها، وأهل الأندلس والمغرب الإسلامي كانوا يِؤد بون أولادهم إذا فعلوها، واشتد كلامهم في النكير على من يفعلها، ويقولون إنها بدعة يهودية، تسربت إلى المشارقة المصريين، ولم تؤثر عن صالح هذه الأمة. وقد ذكر ابن كثير عند قوله تعالى (وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم ... ): " أنه لما نشر موسى الألواح لم يبق على وجه الأرض جبل ولاشجر ولا حجر إلا اهتز، فليس اليوم يهودي على وجه الأرض تقرأ عليه التوراة إلا اهتز ونغص لها رأسه، كما قال الله تعالى (فسينغضون إليك رؤوسهم) والله أعلم " ا. هـ.وقال أبو حيان في تفسيره: " وقد سرت هذه النزعة إلى أولاد المسلمين، فيما رأيت بديار مصر، تراهم في المكتب [الكتاتيب] إذا قرءوا القرآن، يهتزون، ويحركون رؤوسهم، وأما في بلادنا الأندلس والغرب، فلو تحرك صغير عند قراءة القرآن، أدبه مؤدب المكتب، وقال له: لاتتحرك فتشبه اليهود في الدراسة " ا. هـ. وبعض الناس قد يقول: إن أبناءنا وقراءنا لايقصدون التشبه باليهود، وأن هذا من عادات بعض الناس، والمنهي عنه الابتداع في الدين، فيقال لهم: عدم معرفة الحكم لايعفي من العقوبة، وهذا التمايل مرتبط بتلاوة القرآن، وقد يفهم منه أن التحرك مع التلاوة صفة ملازمة لها فيدخل ذلك في العبادة لارتباطه بالقراءة، وما دام الأصل قد عُلم، وهو فعل اليهود، وقد نهينا عن التشبه بهم، فالأجدر بالمسلم تركه، خصوصاً وأنه يتعلق بكتاب الله تبارك وتعالى.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
ينظر: فن الترتيل وعلومه، للشيخ أحمد الطويل 1/ 439، وتفسير ابن كثير – رحمه الله - 2/ 290، والبحر المحيط لأبي حيان – رحمه الله - 4/ 42، وبدع القراء للشيخ بكر أبوزيد – رحمه الله -.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[26 May 2008, 09:20 ص]ـ
أخي الفاضل: العويدي
بارك الله لك غيرتك على القرآن والقُرّاء.
وفي قولك التالي شيء عجيب:
وبعض الناس قد يقول: إن أبناءنا وقراءنا لايقصدون التشبه باليهود، وأن هذا من عادات بعض الناس، والمنهي عنه الابتداع في الدين، فيقال لهم: عدم معرفة الحكم لايعفي من العقوبة.
فإذا كان الأمر كذلك وأن الجهل بحرمة الشيء وبدعيته لا تقي الفاعل الجاهلَ غيرَ القاصد من العقوبة , فما الفائدة من بعث الرسل مبشرين ومنذرين , وهل معنى ذلك أن تقوم الحجة على الناس بالفطرة.؟
والحق أنه لا يقي من العقوبة إلا عدم معرفة الحكم أو الإكراه كما تظافرت وتواترت بذلك نصوص الوحيين وأقوال أهل الذكر.
بل شرطُ التكليف هو العلمُ بالمُكلّف به , ولا يظلمُ ربك أحداً, وعشرات آي القرآن تقرر ذلك , ومنها:
قوله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً) وقوله: (وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولاً يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون). وقوله: (رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) وقوله: (وما أرسلنا رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء) وقوله: (وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون) وقوله: (وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون. أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين. أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة).
فكيف نُسوي بعد هذا كله بين العالم بالبدعية والحرمة (على فرض التسليم بها) وبين الجاهل غير القاصد للابتداع.؟
وأقصى ما يقال في ذلك الفاعل الجاهل بالحرمة أو غيرها أنه مخطئ , والمخطئ معذور عند الله, ولا يختلف اثنان في ذلك , اللهم إلا في مسألة الضمان في إتلاف الأموال , فسواءٌ فيها الجهلُ وعدمُه من قبَل المتلِف لها , فهو يضمن على كل حال.
قال الله (وليس عليكم جناحٌ فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم)
قال ابن حزمٍ رحمه الله:
(صح بالنص أن الخطأ مرفوع عنا فمن حكم بقول ولم يعرف أنه خطأ وهو عند الله تعالى خطأ فقد أخطأ ولم يتعمد الحكم بما يدري أنه خطأ فهذا لا جناح عليه في ذلك عند الله تعالى وهذه الآية عموم دخل فيه المفتون والحكام والعاملون والمعتقدون فارتفع الجناح عن هؤلاء بنص القرآن فيما قالوه أو عملوا به مما هم مخطئون فيه, وصح أن الجناح إنما هو على من تعمد بقلبه الفتيا أو التدين أو الحكم أو العمل بمن يدرى أنه ليس حقا أو بما لم يقدم إليه دليل أصلا وصح بهذه الآية أن من قام عنده برهان على بطلان قول فتمادى عليه فهو في جناح لأنه قد تعمد بقلبه ذلك)
و قال الله {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} وصحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال: قال الله عز وجل: قد فعلت)
والعلم عند الله تعالى.
¥