[قواعد وأساسيات في حفظ القرآن الكريم]
ـ[د. محمد إبراهيم]ــــــــ[27 Feb 2008, 10:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قواعد وأساسيات في حفظ القرآن الكريم لأخينا الدكتور محمد صالح السامرائي وفقه الله لكل خير .. آمين
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
(أساسيّات وقواعد في حفظ القرآن الكريم)
الحمد لله الذي أنزل القرآن، هدىً للناسِ وبيّنات من الهدى والفرقان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي أوتي أفصح بيان، وعلى آله وأصحابه والتابعين بإحسان.
وبعد:
فمما لا شك فيه أنّ الاعتناء بكلام الله تلاوةً وتدبراً وحفظاً وعملاً، من أعظم القربات،وأفضل الطاعات الموصلات إلى فراديس الجنات، لذلك كان القرآن الكريم محطّ أهل العناية والرعاية والفضل على مرِّ العصور،وكرِّ الدهور لا سيّما حفظه كاملا عن ظهر غيب، لأن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته.
ولكي تسير عملية حفظ القرآن مساراً صحيحاً يوصل إلى الغاية المنشودة والضبط والإتقان، والبعد عن اللحن والخطأ والنسيان، فلا بدّ من أساسيات تضبط ذلك المقصد السامي، وقواعد تعين على تحقيق هذا الهدف النبيل:
أولاً: الأساسيّات: هناك أساسيّات لا بد ّمنها لحفظ القرآن الكريم، ومن أهمّها ما يأتي:
1 - النّية الصالحة:
وذلك لأن الأعمال مبنيّة على النّيات، فلا بدّ من الإخلاص لله تعالى، لأنّ حفظ القرآن من أعظم المقاصد التي تفتقر إلى نية سليمة،وإخلاص مستديم، تتناسب وجلالة القرآن الكريم، وسموّ منزلته،عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنّما الأعمال بالنّيات، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى ... )، الحديث، (رواه البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه).
العزيمة والإرادة: -2
وذلك لأن الطريق إلى مشروع حفظ القرآن طويل وبحاجة إلى عزم أكيد، وتصميم جاد، وإرادة لا تلين، ومحاولة لتجاوز الصعوبات المتوقعة،والانشغالات المتربصة، إضافة إلى تعقيدات الحياة، وتحصيل المعاش، لذا يجب عدم الالتفات إلى المعوقات، ووساوس الشيطان، و دعاوى التثبيط،وملابسات الضعف عن مواصلة الطريق، وكما قيل: عظمة الهمم توصل إلى القمم.
3 - تصحيح النطق:
وهي الخطوة العملية الأولى على طريق حفظ القرآن الكريم، إذ لايستقيم الحفظ إلا بسلامة اللفظ، ولا يتحقق ذلك إلا بالتلقي من معلِّم متخصّص في التلاوة و التحفيظ، ولا سيّما العلماء المجازين عن مشايخهم بالإسناد المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبذلك يصل إلى سلامة النطق،ودربة اللسان،وكسب المهارات المتعلقة بذلك.
4 - تعلُّم أحكام التجويد:
وهذا مكمّل لصحة النطق للكلمات القرآنية بأصول التلاوة المأخوذة عن الرسول صلى الله عليه وسلم جيلا بعد جيل، وهي واجبة التعلُّم، لأنّ القرآن الكريم أُنزل مرتّلا مجوّدا، وقد قال الله تعالى: (ورتّل القرآن ترتيلا)، (سورة المزمل، الآية 4)، وقد وضع العلماء المختصّون من أمثال ابن الجزري قواعد التجويد، وأصول الترتيل، وقد قال ابن الجزري في مقدّمته المعروفة بالجزرية:
والأخذ بالتجويد حتم لازمُ من لم يجوّد القرآن آثمُ
لأنه به الإله انزلا وهكذا منه إلينا وصلا
وهو أيضا حلية التلاوةِ وزينة الأداء والقراءةِ
وليس بينه وبين تركهِ إلا رياضة امرئ بفكّهِ
ويجب التركيز في هذه الأحكام على راوٍ أو قارئ معيّن، كحفص الأسدي الذي أخذ القراءة عن عاصم الكوفي، والذي اشتهرت روايته في المشرق العربي والإسلامي، وذلك ليستند المتعلّم على قاعدة قويّة، وهي إتقانه لرواية معيّنة، ثم ينطلق منها - إن أراد - إلى روايات وقراءات متواترة أخرى.
ثانياً: القواعد: هناك قواعد مهمّة يقوم عليها الحفظ السليم، والسريع، والمضمون، وهذه القواعد مستقاة من الخبراء المتخصّصين في هذا المجال، وأهمّها ما يأتي:
1 - تحديد مقدار الحفظ اليومي:
وهو أمر ضروري لتكون عملية الحفظ منظمة، وقد تختلف قابليات الاستيعاب عند الناس، وقد أوصى المتخصّصون أن لا يتجاوز المقدار عن صفحة واحدة كمستوى عام، ولا يقلّ عن نصف صفحة على قياس مصحف المدينة المنورة، ولا علاقة لهذا بالدورات المكثفة التي تعتبر حالات استثنائية، تحتاج إلى تفرّغ كامل لمدّة محدودة محلّها: دورات الإجازة الصيفية، والمراكز المتخصّصة، جزى الله القائمين عليها خير الجزاء.
2 - الاستماع إلى الآيات:
¥