[نموذج ثان من كتابي غاية البشر في تحرير طرق طيبة النشر]
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[10 May 2008, 05:23 م]ـ
استعادة موضوع نموذج ثان من كتابي غاية البشر في تحرير طرق طيبة النشر
من الطيبة:
ويقرا إبراهام ذي مع سورته مع مريم النحل أخيرا توبته
آخر الأنعام وعنكبوت مع أواخر النسا ثلاثة تبع
والذرو والشورى امتحان أولا والنجم والحديد ماز الخلف لا
يعني أن هشاما وابن ذكوان في وجه قرآ ? إبراهيم ? أحرفها المعدودة في مواضعها المعلومة بألف بعد الهاء بدل الياء المدية.
وقرأ الجماعة بياء مدية بعد الهاء وافقهم ابن ذكوان في وجه من طريق النقاش عن الأخفش وبه قرأ الداني على عبد العزيز الفارسي على النقاش على الأخفش على ابن ذكوان وهي طريق الشاطبية والتيسير.
قال في جامع البيان (2/ 60) " وذكر النقاش في كتابه أنه قرأ على الأخفش جميع ما في القرآن بالياء، وبذلك أقرأني أبو القاسم الفارسي عنه عن الأخفش، وبه قرأت على أبي الفتح عن قراءته في جميع الطرق عن الأخفش، وقرأت على أبي الحسن بن غلبون من طريق ابن الأخرم عن الأخفش جميع ما في البقرة بالوجهين بالألف وبالياء"اهـ بلفظه
وكذلك هي طريق المطوعي عن الصوري عنه.
ووجه المطوعي بموافقة هشام هو من طريق الرملي عن الصوري عنه.
ومن طرق أكثر العراقيين من غير طريق النقاش عن الأخفش.
قال في النشر (2/ 221) وفصل بعضهم عنه فروى الألف في البقرة خاصة والياء في غيرها وهي رواية المغاربة قاطبة وبعض المشارقة عن ابن الأخرم عن الأخفش وبذلك قرأ الداني على أبي الحسن في أحد الوجهين عن ابن الأخرم وهو الذي لم يذكر الأستاذ أبو العباس المهدوي في هدايته سواه" اهـ بلفظه
قلت: وهو الذي اقتصر عليه طاهر في التذكرة (ص 261) قال " وروى الأخفش عن ابن ذكوان بالألف في سورة البقرة فقط وكان يأخذ له بالياء فيها وفي غيرها ويقول هي لغة شامية لا تدخل في القرآن، قال أبو الحسن طاهر رضي الله عنه وقرأت أنا على أبي رضي الله عنه لابن ذكوان في سورة البقرة بالألف والياء جميعا وفيما بقي من القرآن بالياء وأنا آخذ بهما جميعا " اهـ
قلت: وهو الموافق لقول الداني في التيسير "وقرأت لابن ذكوان في البقرة خاصة بالوجهين " اهـ بلفظه
قلت: وتبعه الشاطبي فقال في الحرز "ووجهان فيه لابن ذكوان هاهنا " اهـ
ولم ينتبه المالقي شارح التيسير إلى أن الداني إنما قرأ لابن ذكوان في البقرة خاصة بالوجهين على شيخه أبي الحسن طاهر، أي أنه اختار غير طريق التيسير التي هي قراءته لابن ذكوان على عبد العزيز الفارسي لا غيرها.
قلت: وهذا عجيب من الداني والشاطبي رحمهما الله لاقتصارهما لابن ذكوان في هذه الأحرف على قراءة الداني على أبي الحسن طاهر بن غلبون على أبيه عبد المنعم بن غلبون، الذي هو بالوجهين في أحرف البقرة خاصة، ويعني أن الداني رحمه الله قد ركّب رواية ابن ذكوان فترك الأداء الذي اعتمده لكتابه التيسير برواية ابن ذكوان وكما صرح به في مقدمة التيسير بقوله "قال أبو عمرو وقرأت بها القرآن كله على عبد العزيز بن جعفر الفارسي المقري وقال لي قرأت بها على أبي بكر محمد بن الحسن النقاش وقال لي قرأت بها بدمشق على أبي عبد الله هارون بن موسى بن شريك الأخفش عن عبد الله بن ذكوان اهـ بلفظه وأخذ في هذه الأحرف بالأداء الذي تلقاه من شيخه أبي الحسن طاهر بن غلبون.
وأطأطئ رأسي حياء من الداني رحمه الله إذ لم يخلط ولم يدلس بل أعلن الأداء الذي تلقى من كل من شيوخه في كل جزئية وكلمة من القرآن في كل رواية وقراءة بل في كل طرق من طرقه الخمسمائة أو أكثر عن القراء السبعة كما هو مقتضى جامع البيان فما دونه من كتبه.
وأطأطئ كذلك رأسي إجلالا للمحقق ابن الجزري رحمه الله إذ أوضح ذلك بتبيانه الطرق كلها ومنها الأداء الذي تلقاه الداني من شيوخه قراءة عليهم وهم يجيزون قراءته ويخبرونه أنهم كذلك تلقوا عن شيوخهم.
ولعل من أبجديات تحرير الطرق أن لا دخل لقراءة الداني على شيخه أبي الحسن طاهر لرواية ابن ذكوان في طريق التيسير.
وللداني في التيسير أو غيره كما للمصنفين جميعا أن يكون لهم اختيارهم للرواة وللقراء وللطرق كذلك من بين سيل الروايات والتلقي والأداء الذي تلقوه من شيوخهم.
¥