[فوائد تجويدية أحسبها عزيزة]
ـ[أبو يحيى بن يحيى]ــــــــ[14 Mar 2008, 04:52 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين
و على آله و صحبه أجمعين
و بعد
فهذه فوائد في فن التجويد أحسبها عزيزة استفدتها من شيخنا الحبيب أبي الوليد أحمد بن صبري الجيزي المصري
و هو أحد أبرز تلامذة الشيخ المقرئ المبرز محمود بن فرغل رحمه الله
فلشيخنا حفظه الله و زاده علما أسلوب أظنه فريدا في القراءة عليه فهو دائما ما يقول لنا " أنا لا أريدكم قارئين مجوّدين فحسب بل أريدكم معلمين بارعين "
و مع الأسف أحيانا نسمع من بعض المتسرعين أن هذا الأسلوب فيه تكلف خاصة أن التلميذ الجديد قد لا يجيزه الشيخ في الفاتحة إلا بعد عدة أشهر.
لكن أقول أننا و مع الأسف نرى أن بعض مشاهير القراء يخطئون أخطائا كبيرة و هذا لا يكون غالبا إلا بسبب تساهل المعلمين و الله أعلم
حتى لا أطيل أبدأ بعون الله في ذكر الفوائد تباعا
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو يحيى بن يحيى]ــــــــ[14 Mar 2008, 04:54 ص]ـ
الفائدة الأولى
علمنا الشيخ حفظه الله أنه لا يوجد إنسان ناطق إلا و يستطيع أن ينطق كل الحروف بصفة صحيحة تماما
إلا طبعا من عنده تشوه شديد في الأسنان أو قصر في اللسان أو ما شابه
أما من نراهم بكثرة لا يستطيعون نطق الراء أو السين أو غيرهما فأغلبهم إنما تعود على النطق بهذه الطريقة المعيوبة من صغره
و لذلك فقد رأينا بأعيننا كثيرا من هؤلاء يأتون للشيخ و لم ينطق راءً طيلة عمره و هم الآن بفضل الله يعلمون الناس كيف ينطقون الراء
يكون ذلك بالتدريب المتواصل على تحقيق مخرج الحرف و صفته بصورة صحيحة و قد يلجأ الشيخ لأن يجعل التلميذ يبالغ قليلا في أحد صفات الحرف حتى يعالج صفة أخرى
كأن يبالغ في تكرار الراء حتى يستطيع أن يحقق ارتعاد طرف اللسان عند النطق بالحرف
و طبعا هذه الفائدة لا يجزئ فيها التأصيل النظري و لابد فيها من الممارسة العملية
فأقول لكل أخ عنده مشكلة في نطق حرف ما:
سل كل من تعرفه من مقرئين حتى يدلوك على مقرئ يستطيع علاج مشكلتك و إن شاء الله لن تعدمه
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[14 Mar 2008, 06:07 ص]ـ
ما شاء الله موضوع شيق أكمل حفظك الله
ـ[أبو يحيى بن يحيى]ــــــــ[16 Mar 2008, 12:21 م]ـ
ما شاء الله موضوع شيق أكمل حفظك الله
جزاك الله خيرا
أسأل الله أن ينفع به
ـ[أبو يحيى بن يحيى]ــــــــ[16 Mar 2008, 12:23 م]ـ
الفائدة الثانية
خطأ شائع خروج الغنة في غير موضعها
معلوم أن الغنة لا تخرج إلا مع حرفين اثنين الميم و النون بحالات و درجات مختلفة يأتي ذكرها إن شاء الله في فائدة لاحقة
و الذي يعنينا هنا هو خروجها في غير موضعها فمن الناس من تخرج منهم بصفة مستمرة أثناء الكلام العادي و هو ما يطلق عليه عندنا " الخنفان "
و منهم من تخرج منه بصفة مستمرة أثناء قراءة القرءان فقط و هذ الأكثر
و منهم من تخرج منه أثناء المد العارض للسكون المنتهي بميم أو نون
و لكي تلمس هذا الخطأ
بالنسبة لصاحب الحالة الأولى فعليه أن يقرأ في كتاب عادي بصوت مرتفع ثم يقرأ القرآن و يلاحظ الفرق
و أما صاحب الحالة الثانية فأقول له اقرأ في كتاب عادي قراء عادية ثم اقرأ بعده القرآن و لاحظ الفرق
و لصاحب الحالة الثالثة فعليه أن يقرأ مثلا يعلمون و يزيد في المد العارض ثم يقرأ بعدها مثلا منضود ويزيد أيضا في العارض ثم يلاحظ الفرق بين صوت الواو الأولى و صوت الثانية
العلاج
أهم شيئ في العلاج أن تكتشف العيب و تلمسه وتحس بالفرق بينه و بين النطق الصحيح
وعندها تبدأ في التدريب كي تخرخ كل الهواء من الحلق و ذلك بفتحه تماما و إغلاق الخيشوم تماما
و هناك أيضا طرقة قد تساعدك (و الشيخ لا يرجحها لكنها قد أفلت معي) و هي أن تسد أنفك بإصبعيك سدا خيفا يمنع الهوء و لا يكتمه ثم تبدأ في القرائة و تلاحظ اهتزاز الخيشوم في غير الميم و النون ثم تتدرب على منع هذا الاهتزاز بخروج كل الهواء من الفم
أيضا رفع الصوت يساعد كثيرا في التخلص من هذا الخطأ
أيضا من أسباب العلاج خفض درجة الغنة في الميم و النون السكنتين المظهرتين التابعتين للمد العارض
يخفض صوتها تماما بحيث تكاد لا تسمع و هذا هو النطق الصحيح كما سيأتي لاحقا إن شاء الله
خطورة هذا الخطأ
أنه قد يؤدي إلى إبدال حرف الميم بدل الباء
و قد سمعتها بنفسي من أحد الأمة يقول " الحمد لله رم العالمين " و ذلك لأن مخرجي الميم و الباء متقاربين جدا فهما يخرجان من الشفتين
لكن الباء تخرج من الجزء البري و الميم من البحري
أيضا لما يمن الله عليك بانعدام هذا الخطأ ستحس فرقا كبيرا في جمال الأداء قبل العلاج و بعده
لكن قد تحدث مشكلة أن تجد نفسك تقل من سماع بعض قراء كنت تحب الإكثار من سماعهم لوقوعهم في هذا الخطأ بشدة
و طبعا ما أظن العلاج ينفع بدون المتابعة مع مقرئ متقن و لفت نظره لهذا الخطأ إن كان لا ينوه عليه
فالقرآن لا يؤخذ إلا من أفواه المشائخ
جعلنا الله من أهل القرآن
أهله تعالى و خاصته
يتبع إن شاء الله
¥