تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[حقيقة وقوع الاختيار من القراء توضيحات وردود]

ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[31 Jan 2008, 09:51 ص]ـ

((حقيقة وقوع الاختيار من القراء توضيحات وردود))

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه أجمعين. أما بعد:

فهذا بحث سيجلي -إن شاء الله - مسألة (وقوع الاختيار من القراء وحقيقتها)، ويرد على شبهة كان قد طرحها الباحث الموريتاني الأستاذ الحسن ولد ماديك -حفظه الله-في ملتقى أهل التفسير، ثم أصدر فيها حكمه الجرئ بأن القراء كانوا من الجرأة بحيث قرأوا بغير مانزل، وأن اختيارات كبار القراء منهم كابن مجاهد. والداني –رحمهما الله .. وغيرهما، هي اختيارات مبكية.

ويظهر والله أعلم أن الأمر غير ذلك، وأن (الاختيار) له حجيته عند القراء،وله تعلقه الواضح بتاريخ علم القراءات، وبأدلته التاريخية الموثوقة، وبمراجعه الوافية الأصيلة، وبتأصيلات العلماء الدقيقة له في كتبهم، كمكي في الإبانة،وأبي شامة في المرشد الوجيز،وغيرهما، التي وصلوا فيها إلى الاستناد إلى الاختيارات الثابتة، الواردة عن كبار القراء كالإمام نافع بن أبي نعيم الليثي وغيره، وعن العلماء المدققين كأبي عبيد القاسم بن سلام، وأبي حاتم السجستاني، والإمام الطبري، والإمام أبي القاسم الهذلي، وغيرهم،

وهذا كله جعل عددا من الباحثين المحققين المعاصرين، يؤلف في الاختيار بحوثا مهمة، ككتاب الاختيار في القراءات منشؤه ومشروعيته وتبرئة الإمام الطبري من تهمة إنكار القراءات المتواترة، للدكتور عبد الفتاح اسماعيل شلبي، وكتاب الاختيار في القراءات القرانية وموقف الهذلي منه، للدكتور نصر سعيد وغيرهما ..

وزيادة في توضيح هذه المسألة للقراء الكرام، وإبراز حقيقتها الجلية عند القراء، سأعرض -إن شاء الله - لما أورده هذان الكتابان الجليلان من أدلة وبراهين، ونتائج مهمة فيه، ثم أكشف عن مسائل جديدة في الموضوع ظهرت لي بعد البحث والتأمل.

وليعذرني القارئ في كثير من الاختصارات، في المسميات، والإحالات، والنقول، وبإمكان من أراد متابعة ذلك مراجعة ذلك في أصول مانقلته.

(1) البحث الأول: فيه معنى الاختيار ومنشؤه:

وإليك أخي القارئ بعض ماعرضه هذا البحث القيم:

يقول عبد الفتاح شلبي: " لعل أول من ذكر معنى الاختيار، ومنشأه الإمام أبوجعفر الطبري ... جاء في كتاب المرشد الوجيز: قال الإمام أبوجعفر الطبري " الأمة أمرت بحفظ القرآن، وخيرت في قراءته وحفظه بأي تلك الأحرف السبعة شاءت .... وخيرت في قراءته بأي الأحرف السبعة شاءت فرات لعلة من العلل أوجبت عليها الثبات على حرف واحد -قراءته بحرف واحد- ورفض القراءة بالأحرف الستة الباقية،ولم تحظر قراءته بجميع حروفه على قارئه بما أذن في قراءته به". مرشد/139، شلبي 6.

ويقول أيضا "والطبري في هذا النص يشرح رأيه في أن القراءات التي يحتملها رسم المصحف العثمان رضي الله عنهي إنما هي حرف واحد من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن الكريم والأمة مخيرة بين هذه القراءات التي يشتمل عليها الحرف الواحد .. "تفسير الطبري1/ 58.

ويقول أيضا: "والإمام أبوعمر رضي الله عنه و الداني أكثر وضوحا من الطبري في شرحه معنى الاختيار ومنشأه في القراءات، إذقال في جامع البيان " وجه الاختلاف في القراءات أن رسول الله كان يعرض القرآن ... فكان جبريل يأخذ عليه في كل عرضة بوجه وقراءة من هذه الأوجه والقراءات المختلفة .. ولذلك أباح لأمته القراءة بماشاءت منه مع الإيمان بجميعها ولم يلزم أمته حفظها كلها .. بل هي مخيرة في القراءة بأي حرف شاءت منها ... كتخييرها ... بأي الكفارات شاءت ... فكذا أمروا بحفظ القرآن .. ثم خيروا في قراءته بأي الأحرف السبعة شاءوا .. إذلم يلزموا باستيعابها كلها .. جامع البيان / ... شلبي/7

ويضيف: " أن الداني قال في موضع آخر "إن معنى إضافة كل حرف مما أنزل الله .. إلى من أضيف من الصحابة كأبي .. من قبل أنه كان أضبط له وأكثر قراءة وإقراء به وملازمة له .. وكذلك إضافة الحروف والقراءات إلى أئمة القراءة بالأمصار المراد بها أن ذلك القارئ .. اختار القراءة بذلك الوجه من اللغة وآثره على غيره وداوم عليه ولزمه حتى اشتهر وعرف به وقصد فيه وأخذ عنه فلذلك أضيف إليه دون غيره من القراء وهذه الإضافة إضافة اختيار ودوام ولزوم لا إضافة اختراع ورأي واجتهاد. شلبي/7.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير