[ملحوظات على تحقيق تحفة الإخوان لابن الجزري المنشور في مجلة معهد الإمام الشاطبي]
ـ[أحمد الرويثي]ــــــــ[14 Apr 2008, 10:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد نشرتُ في العام الماضي 1428هـ موضوعاً عن تحقيقي لكتاب تحفة الإخوان في الخلف بين الشاطبية والعنوان لابن الجزري وذكرتُ فيه أني نوقشت في سنة 1427هـ وحصلتُ على تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، فلله الحمد.
ثم فوجئتُ بتحقيق الكتاب ونشره في مجلة معهد الإمام الشاطبي بتحقيق الأخ خالد بن حسن أبو الجود في آخر عدد وهو العدد الثالث، علماً بأنه مذكور في مقدمة المجلة تحت عنوان المواد التي يمكن نشرها:
البحوث والدراسات العلمية الأصيلة المتصلة بالقرآن الكريم وعلومه، التي لم يسبق نشرها، ولم تقدم إلى جهة أخرى للنشر.
وأنا أعتب عليه وعلى الإخوة الذين يستعجلون فيعيدون تحقيق كتبٍ حُققت تحقيقاً علمياً في رسائل علمية في أقسام متخصصة وجامعات معتبرة، دون داعٍ لذلك من وجود استدراكات وتعقيبات على من حققها أولاً. فلأن يحقق أحدنا كتاباً واحداً تحقيقاً متقناً دون عجلة خير من أن يحقق عدة كتب مليئة بأخطاء وملحوظات بسبب الاستعجال في الطباعة والنشر.
وبعد اطلاعي على العدد الثالث من المجلة وقراءتي للتحقيق المذكور أقول:
إني قد استفدت كثيراً من المقارنة والنظر والمراجعة، وكما يقال في الإعادة إفادة، ولا يخلو جهد بشري من أخطاء وقصور، ولكن وجدتُ ملحوظات ينبغي التنبيه عليها في تحقيق الأخ أبي الجود، فأحببتُ أن أنشرها في هذا الملتقى العلمي الذي يرحب أعضاؤه والقائمون عليه بالنقد الموضوعي البناء بعيداً عن تجريح الأشخاص أو الإساءة إليهم بغير وجه حق، وكلنا خطّاء وخير الخطّائين التوابون.
وفي النقد الموضوعي فوائد للباحث المتجرد الذي يبحث عن الصواب، وهذا الظن بأخينا المحقق أبي الجود، فأرجو منه أن يتسع صدره لما أذكره من ملحوظات، والمجال مفتوح لمن يريد التعقيب وإبداء الرأي من الإخوة الأعضاء، وفيهم – بلا شك- من هم أعلم منا، ومن لهم الخبرة في مناقشات الرسائل العلمية، فنرجو ألا يبخلوا علينا فيما يرونه مفيداً:
أما الملحوظات على التحقيق المذكور فهي تنقسم إلى خمسة أقسام إجمالاً:
أولاً: ما يتعلق بنماذج صور المخطوطتين
ثانياً: الأخطاء في الآيات القرآنية
ثالثاً: ما يتعلق بتراجم الأعلام.
رابعاً: استدراكات على أوهام وقعت في الحاشية تتعلق بأوجه الشاطبية أو القصيدة كما قال المحقق في مواضع كثيرة، والقصيدة من أسماء الشاطبية كما هو معلوم.
خامساً: في الرد على المحقق في اعتراضه على الإمام ابن الجزري في موضعين.
سادساً: ما يتعلق بإثبات النص عند اختلاف النسخ: وإليكم الملحوظات بالتفصيل:
أولاً: ما يتعلق بنماذج صور المخطوطتين:
النموذج الثاني من نسخة أ في ص 345
ليس صورة لآخر ورقة من كتاب تحفة الإخوان ولكنه صورة لآخر ورقة من رسالة لابن عياش، وذلك أن هذه النسخة من تحفة الإخوان تقع ضمن مجموع، وقد سُبقت بمخطوط صغير فيما خالف فيه الأصبهاني الأزرق من الأصول. ويليها رسالة لابن عياش فيما زاده التقريب على الحرز.
وكان الواجب أن تكون الصورة لآخر ورقة من كتاب تحفة الإخوان.
ثانياً: الأخطاء في الآيات القرآنية:
جاء في ص354 قوله تعالى: (إن لعلكم تذكرون بالعدل والإحسان) والصواب (إن الله يامر بالعدل والإحسان).
وفي ص 364: ولا فرق لورش بين (هؤلاء أنت) و (البغاء إن) وبين غيرهما. والصواب: (هؤلاء إن).
وفي ص 382: الرءات: فخم ورش كل راء مضمومة سواء كان قبلها كسرة أو ياء ساكنة نحو: (فبشروا) (انفروا) و (مكروا) ... )
قلت: (فبشِروا) ليست في القرآن وصوابها: (ففِرّوا).
(ومَكَروا) خطأ فليس قبل الراء كسرة أو ياء ساكنة، وصوابها: (نكروا) من قوله تعالى (نكروا لها عرشها).
في ص 385 في الوقف على مرسوم الخط:
(ولم يذكر (مرضات) ... ولا (أياماً) ... و (ثم). والصواب: ولا (أياً ما) يعنى التي في قوله تعالى: (أياً ما تدعوا) وليس أياماً التي في قوله تعالى: (ليالي وأياماً آمنين).
وصواب (ثم): (بم) أي التي في قوله تعالى: (بم يرجع المرسلون).
¥