تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[خلاصة القول في أصول ومصادر الشاطبية لورش عن نافع]

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[20 Jul 2008, 01:20 ص]ـ

إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألاّ إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله وبعد

إنّ ما ذكرته في البحث: "أصول ومصادر الشاطبية لورش عن نافع" يخضع لبعض الضوابط والأسس التي بُنيت عليها هذه التحريرات، وهذه الضوابط هي:

أوّلاً: حصر طرق الشاطبية بما رواه الداني عن مشايخه الثلاثة: ابن خاقان وأبو الحسن وأبو الفتح، وذلك من التيسير وجامع البيان والمفردات. والشاهد في ذلك ما ذكره الشيخ سلطان مزاحي رحمه الله تعالى حيث قال: "فإن قلت: من أين يعلم أنّ مكياً وابن بليمة ليسا من طرق الشاطبي؟ قلت: لأنّ الشاطبي ينتهي سنده للداني لأنّه أخذ القراءة عن أبي الحسن عن ابن هذيل عن أبي داود الأموتي عن الداني وكلّ ما كان من طريق الداني سواء كان في التيسير أو جامع البيان أم المفردات فهو طريق له، وما خرج عن ذلك ليس من طريقه، ومكي وابن بليمة ليسا من طريق الداني. أمّا مكي فإنّه كان معاصراً للداني وتوفي قبله بستّ سنين وأشهر لأنّ مكياً توفي ثاني المحرم سنة سبع وثلاثين وأربعمائة، والداني توفي في نصف شوال سنة أربعة وأربعين، ولا يكون من طريقه إلاّ إن كان شيخاً له، ولا نعلم أحداً ذكره من مشايخه، إذ مشايخ الداني الذي أسند قراءة ورش عنهم: أبو القاسم خلف بن إبراهيم بن محمد بن خاقان، وأبو الفتح فارس بن أحمد، وأبو الحسن طاهر بن غلبون كما يعلم ذلك من مراجعة النشر، وأمّا ابن بليمة فتأخرت وفاته عن الداني بثمانية وستين سنة، فهو إن كان موجوداً عند وفاة الداني لم يكن متأهّلاً لأن يأخذ القراءة عنه حتى يكون رواية الأكابر عن الأصاغر إذ لو كان كذلك لذكره في مشايخه، فاتضح أنّهما ليسا من طرقه، ومن هنا يعلم أنّ كلّ من تأخرت وفاته كصاحب التجريد والإعلان والمبهج وأبي العز القلانسي والغرناطي صاحب الإقناع والشهروزري صاحب المصباح وصاحب الكامل والمفيد أو كان معاصراً له لم يُعد من مشايخه ليس من طريقه. (رسالة الشيخ سلطان مزاحي في أجوبة المسائل العشرين ص24).

ثانياً: طول البدل للداني من جامع البيان خاصّ بما قرأه على شيخه أبي الفتح وهو مذهب الشيخ سلطان المزاحي كذلك في رسالته (انظر ص 21إلى ص29). ووجه تخصيص طول البدل للداني عن شيخه أبي الفتح ثبوت وجه التوسط في البدل عن ابن خاقان من التيسير مع عدم ثبوت الخلاف عنه في تمكين البدل دلّ ذلك على أنّ طول البدل هو من قراءة الداني على أبي الفتح من جامع البيان والله أعلم.

ثالثاً: قصر البدل مع الفتح من التذكرة وبه قرأ الداني على أبي الحسن، ولا يختلف واحد منّا على أنّ كتاب التذكرة هو من طرق الداني.

رابعاً: قراءة الداني بالتقليل في ذوات الياء على ابن خاقان وأبي الفتح كما هو ظاهر في النشر والتيسير وجامع البيان وكلام المحققين.

ومن لاحظ منهاج الشيخ سلطان رحمه الله تعالى في حصره لطرق الشاطبية لورش يجد تناقضاً فيه، وهذا التناقض يتمثّل في حصره لطرق الشاطبية بما رواه الداني دون غيره من جهة، وإثباته لبعض الأوجه من الشاطبية التي ما قرأ بها الداني ولا رواها عن مشايخهه الثلاثة ولم يذكرها في أمهات كتبه أي التيسير وجامع البيان والمفردات من جهة أخرى. مثاله: وجه الطول في البدل مع الفتح في الذات وكذا وجه الطول في اللين المهموز نحو {شيء} وغير ذلك مما لم يثبت عن الداني، ومع ذلك فقد أثبتها الشيخ سلطان في رسالته. إضافة إلى ذلك لا يمكن القطع بأنّ الشاطبي قرأ بجميع ما رواه الداني عن مشايخه الثلاثة بمضمون كتبه الثلاثة ودليل ذلك ما نقله السخاوي في فتح الوصيد من أسانيد للشاطبيّ عليه رحمة الله والتي تتضمن كتاب التيسير والكتاب الاقتصاد للداني دون غيرهما. قال النفزي شيخ الشاطبيّ: " إنّ صاحبنا أبا محمد قاسم بن فيرّه بن أبي القاسم الرعيني حفظه الله وأكرمه قرأ عليّ القرءان كمه مكرّراً ومردداً، مفرداً لمذهب القرأة السبعة أئمّة الأمصار رحمهم الله من رواياتهم المشهورة وطرقهم المعروفة التي تضمنها كتاب التيسير والاقتصاد للحافظ أبي عمرو المقرئ "

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير