[مخرج الغنة قد عرفناه .. فما منفذها؟]
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[15 Jan 2008, 08:47 م]ـ
المشهور أن مخرج الغنة الفتحة المنجذبة إلى الحلق، وهي فوق غار الحنك الأعلى.
وأما منفذ هواء الغنة المرافق لصوتها إلى الخارج فما هو؟ هذا مما ليس بمشهور الكلام عليه في كتب الفن.
أقول: منفذه الفم والأنف على السواء. ويدل عليه أنك إذا لفظت الغنة ثم أغلقت مجرى الأنف لم يزل صوتها جاريًا، وإذا لفظتها ثم أغلقت الفم تولدت الميم التي تخرج غنتها من مجرى الأنف.
فإذا أغلقنا الأنف والفم لم يعد للغنة مخرج فانكتم صوتها، كما إذا لفظنا الميم ثم أغلقنا الأنف.
وهذا يفيد المدرسين للأحكام في تفهيم طلابهم الفرق بين النون والغنة، إذ إن النون ينقطع صوتها بواسطة إغلاق الأنف، وأما الغنة فلا ينقطع صوتها بإغلاق الأنف لأن منفذ الفم ما زال منفتحًا لها، بخلاف النون التي ينغلق فيها المنفذ باستعلاء طرف اللسان واحتكاكه بقوة باللثة العليا.
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[17 Jan 2008, 01:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
منفذ الغنة
أحسن أخي الأستاذ مهند شيخ شريف في الالتفات إلى موضوع الغنة، وذلك لكثرة ورودها في القراءة، ولاختلاف وجهات النظر فيها، لسببين: الأول غموض وضع آلة النطق عند النطق بها، والثاني:اختلاف علماء التجويد المتقدمين في كونها صفة للنون والميم في بعض أحوالهما أو في جميعها، كما اختلفوا هل هي حرف له مخرج مستقل أو هي صفة تابعة للنون والميم.
ومصطلح (منفذ الغنة) جديد في لفظه، وعبر عنه بعض الدارسين بمجرى النَّفَس مع الغنة، فجميع الحروف يجري النَّفَس معها من مخارجها، إلا النون والميم فمخرجها يتألف من أمرين: مُعْتَمَد في الفم أو الشفتين، ومجرى للنفس في الخيشوم (أي الأنف)، وقد عرَّف علماء التجويد الغنة بأنها: (الصوت الجاري من الخيشوم)، وقد يتعارض ما ذكره الأستاذ مهند من توصيف للغنة مع هذا التعريف، ولست متأكداً من قوله: إن الغنة يجري صوتها في الفم والأنف، فالراجح عند كثير من أهل التجويد هو أن الغنة صفة لازمة للنون والميم في جميع أحوالهما، ما عدا الإدغام الكامل بغير غنة، فإن النون تذهب بكليتها، وتفنى في الحرف الذي تدغم فيه.
وقد ينفع المثال هنا في تصور الفكرة التي نتحدث عنها، فالنون في كلمة (مُنْذِر) حكمها الاخفاء كما لا يخفى عليكم، ولكن كيف تؤدى النون هنا؟ إذا أنصتنا لأداء القراء في زماننا نجد صورتين من النطق:
الأولى: مَن القراء من يجعل طرف لسانه شاخصاً أمام اللثة عند مخرج النون من غير إلصاق، ويجري النَّفَس في أثناء ذلك من الأنف، ثم ينتقل إلى الحرف الذي بعد النون، ويكون للنون المخفاة في هذه الحالة وضعاً واحداً مع جميح حروف الإخفاء الخمسة عشر.
الثانية: مَن القراء من ينقل معتمد النون عند إخفائها إلى مخرج الحرف الذي تخفى عنده، مع بقاء جريان النفس من الأنف، فتتعدد أوضاع اللسان عند النطق بالنون المخفاة بعدد الحروف التي تخفى عندها، ويتغير جرسها مع كل حرف من تلك الحروف، وقد يكون هذا هو المذهب الصحيح في إخفائها، الذي يتوافق مع النصوص القديمة في كتب التجويد، ويؤيده أداء أكثر القراء في زماننا.
وإذا رجعنا إلى المثال الذي ذكرته، وهو إخفاء النون في كلمة (منذر) فإن النَّفَسَ يجري عند النطق بالنون المخفاة حسب رأي الأستاذ مهند من الأنف ومن الفم، سواء كان اللسان شاخصاً أمام مخرج النون من اللثة أو كان في موضع الذال، إذا صح فهمي لكلامه، ولكن يبدو لي أن النفس لا يجري إلا من الأنف عند النطق بالنون المخفاة عند الذال وعند غيره من الحروف، فإذا استوفت النون المخفاة حقها من الغنة انقطع النفس من الأنف وانضغط في مخرج الحرف الذي تخفى عنده انضغاطاً تاماً مع الحروف الشديدة وجزئياً مع الحروف الرخوة، كما هو الحال مع الذال.
ومما يساعد في تحقيق هذه المسألة الرجوع إلى أجهزة مختبر الصوت، ولعل بعض الإخوة لديهم ما يجلي ما غمض في الموضوع، بالاعتماد على تلك الإجهزة، أو بغيرها، والله الموفق للصواب.
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[18 Jan 2008, 02:26 م]ـ
أشكرك أستاذنا (غانم قدوري) على التفاتك لما كتبه تلميذك.
قلت:
الأول غموض وضع آلة النطق عند النطق بها
¥