تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[دراسة نقدية حول علم القراءات وتحريرها]

ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[09 Jun 2008, 11:16 م]ـ

[دراسة نقدية حول علم القراءات وتحريرها]

بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد:

فلعل من الإنصاف تقسيم تاريخ علم القراءات إلى ست طبقات:

الطبقة الأولى: الآخذون عن الصحابة بأداء المصاحف العثمانية.

الطبقة الثانية: القراء ورواتهم

الطبقة الثالثة: مدرسة ابن مجاهد: المصنفون من طرق الرواة

الطبقة الرابعة: مدرسة ابن الجزري

الطبقة الخامسة: ما بعد ابن الجزري إلى عصرنا الحاضر.

أما الصحابة الكرام العدول وهم الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه فلن نفرق بين الأداء الذي قرأوا به منذ نشأة المصاحف العثمانية وأقرأوه تابعيهم وبين الأداء الذي تلقوه من النبي ? في العرضتين الأخيرتين، ولأن منهم السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ومنهم الذين رضي الله عنهم إذ بايعوا النبي ? تحت الشجرة ولأن آخر ما نبتغي من الخير أن نصبح من التابعين لهم بإحسان أي من الذين جاءوا من بعدهم ويقولون كما في قوله ? ربنا اغفر لنا وإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ? الحشر 10.

ولنبدأ بدراسة الطبقات المتأخرة بتناول الطبقة الخامسة قبل الرابعة تعدادا تنازليا لعله أقرب إلى البيان والشرح.

الطبقة الخامسة: ما بعد ابن الجزري إلى عصرنا الحاضر

تبدأ أولى مراحل التخصص في علم القراءات بعد حفظ القرآن وقراءته عرضا على الشيخ بدراسة رسم المصاحف العثمانية ليعلم ما اجتمعت عليه واختلفت فيه من الحذف والإثبات وزيادة حرف فأكثر وترك تلك الزيادة، فإذا علمه تجاوزه الطالب إلى دراسة وحفظ متن من متون القراءات كالشاطبية والطيبة ليضمن به ضبط ما لكل قارئ وراو في كل حرف من أحرف الخلاف المعلومة.

ولن تتأتى دراية رسم المصاحف وأحرف الخلاف لمن لم يتعلم من قبل من لسان العرب وقواعد النحو والصرف ما يؤهله للاستفادة والاستيعاب.

هذه المراحل الثلاث: مرحلة عرض القرآن ومرحلة دراسة رسم المصاحف ومرحلة حفظ ودراية متن من المتون في علم التجويد والقراءات هي أولى خطوات التخصص في علم القراءات.

وتأتي دراية واستحضار أحرف الخلاف وما لكل قارئ وراو فيها خطوة ثانية.

وتأتي دراية ما لطرق الرواة من الأوجه في أحرف الخلاف التي اختلف فيها عن الرواة خطوة ثالثة لن يقع الوصف بالتخصص في علم القراءات قبل استيعابها.

وكان استيعاب أوجه الخلاف عن الرواة ونسبتها إلى طرقهم هو تحرير طرق القراءات المتعارف عليه إلى يومنا هذا.

ولقد نبه ابن الجزري في النشر إلى مواطن متعددة تضمنها كل من حرز الأماني والتيسير ليست من طرق الكتابين المقروءة أي خرج فيها الداني عن طرق كتابه التيسير المقروءة وخرج فيها الشاطبي عن طرق كتابه حرز الأماني المقروءة أي هي من الفوائد لزيادة العلم.

مواطن حققها المحقق ابن الجزري، يؤدي تتبعها من النشر ومن التيسير والحرز أو غيرهما إلى أن ابن الجزري قد اعتمد لطرق الكتاب على الأداء المتصل إلى الراوي والقارئ الذي قرأ به المصنف كالداني والشاطبي مثلا، لا على التحديث بأحرف الخلاف.

تلك المنهجية حمل لواءها المحقق ابن الجزري في نشره وفي كتابه منجد المقرئين، ولم تتضمن طيبة النشر من أحرف الخلاف أو من الأداء ما تخلف أو شذ عنها من طرق النشر الكثيرة إلا أحرفا يسيرة خرج فيها ابن الجزري عن طرق كتابه الطيبة بينتها ما استطعت في كتابي "غاية البشر في تحرير طرق طيبة النشر والتحبير والحرز والتيسير".

وكان الضابط الأول هو الأداء الذي تلقى عن شيوخه إلى الرواة المثبتة أسانيده بالقراءة عرضا إليهم في النشر (1/ 99) إلى (1/ 190)

وكان ذلك الأداء هو طرق النشر والطيبة المقروءة دون سائر الأداء وأحرف الخلاف الذي تضمنته أمهات النشر المبينة في (1/ 58) إلى (1/ 98)

وأهل التخصص في هذا العصر صنفان:

1. صنف كالفروعيين لا يعلمون من الطيبة أو الشاطبية أو الدرة إلا أماني أي حفظوها وقرأوا بما فيها من غير تتبع لتحرير طرقها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير