[حنفي بك ناصف (رجل خدم جانب الرسم العثماني للمصحف بعد أن كاد يضمحل)]
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[19 Aug 2008, 08:13 ص]ـ
http://www.tafsir.net/vb/Quraan_Tafsir/Quraan/PPe.JPG إنه:
حفني ناصف رحمه الله وغفر له
(1856 - 1919)
ولد حفني ناصف بالقاهرة يوم 16/ 9 / 1856م وتعلم بمدارسها ثم درس في الأزهر الشريف، ولما تخرج فيه شغل عدة وظائف في القضاء. وقد نشأ حفني منذ صغره محباً للأدب محباً للشعر. وقد تقلّب في سلك التعليم من وظيفة مدرّس للغة العربية، وترقّى حتى وصل إلى مرتبة المفتش الأول للغة العربية.
وفي سنة 1914 أحالت وزارة المعارف المصرية إلى حفني ناصف تطبيق رسم المصحف الشريف الذي طبعته على رسم مصحف الإمام عثمان بن عفان، وعاونه في هذا العمل أحمد السكندري والشيخ مصطفى العناني.
وفي أثناء ذلك بلغ حفني ناصف الستين من عمره فأحيل إلى المعاش، مع بقاء مهمة طبع المصحف مسندة إليه وإلى زميليه، وقبل أن يحلّ ميعاد اعتزاله لوظيفته بعشرين يوماً كتب يقول:
برزتُ في سحرِ البيا نِ وشابَ فيه مفرقي
فقضيتُ عمري والبلا غة سابقاً لم أُلحقِ
فاتَ الكثيرُ من الحيا ةِ وقلَّ منها ما بقي
ومن القصص العجيبة التي ترتبط بحفني ناصف أنه كان أحد العلماء والأدباء الستة، الذين وقفوا سنة 1905 على قبر الإمام محمد عبدة يوم وفاته يرثونه حسب الترتيب: الشيخ أحمد أبو عطوة، حسن عاصم باشا، حسن عبد الرازق باشا الكبير، قاسم بك أمين، حفني ناصف، حافظ إبراهيم.
وقد اتفق أن مات الأربعة الأولون بهذا الترتيب ولاحظ حفني ناصف ذلك يوماً، وكان حافظ إبراهيم قد مرض وخاف على نفسه من الموت، فبعث إليه حفني يطمئنه بهذه الأبيات:
أتذكرُ إذ كُنَّا على القبرِ ستةً نعدِّدُ آثارَ الإمامِ ونندُبُ
وقفنا بترتيبٍٍ وقد دبَّ بيننا مَمَاتٌ على وفْقِ الرثاء مُرَتَّبُ
أبو خطوةٌ ولَّى، وقَفَّاه عاصمٌ وجاء لعبدِ الرازق الموتُ يطلبُ
فلبّى وغابت بعده شَمْسُ قاسمٍ وعمّا قليلٍ نَجْم مَحْياي يغرب
فلا تخشَ هلكاً ما حييت وإن أمت فما أنت إلا خائف تترقَّبُ
فخاطر، وقَعْ تحت القطار ولا تخف ونَمْ تحت بيتِ الوقْفِ وهو مُخَرَّبُ
وخُضْ لُجَج الهيجاءِ أعزلَ آمناً فإن المنايا عنك تنأى وتَهربُ
وفي سنة 1918 أصيب حفني ناصف بشلل جزئي فزاد تشاؤمه، وعزَّ رجاؤه في حياة قضاها في جهاد وعناء، ثم شفي وعاد إلى مراجعة المصحف الشريف الذي تطبعه وزارة المعارف، ولكنه يفجع بوفاة ابنته مَلَك " باحثة البادية" في تشرين أول (أكتوبر) سنة 1918، وحضر حفلَ تأبينها في الجامعة المصرية محمولاً لفرط ما أصابه من ضعفٍ وهمٍّ ومرض، حتى إذا وقف حافظ يرثيها قال:
وتركتِ شيخَكِ لا يَعِي هل غابَ زيدٌ أو حَضَر
ثَمِلاً تُرَنِّحُه الهمُو مُ إذا تَمايلَ أو خَطَر
كالفَرْعِ هزَّتهُ العوا صفُ فالتوى ثم انْكَسَر
وعندما أنشد حافظ ذلك بكى حفني بك، وحملوه وهو يبكي، ثم فقد رشده بضعة أيام حتى لحق بابنته في يوم الثلاثاء 24 جمادى الأولى سنة 1337 هـ، الموافق 25 شباط 1919م وكأنهما كانا على ميعاد، بعد أن ترك تراثاً أدبياً خالداً.
من مؤلفاته:
"تاريخ الأدب- أو حياة اللغة العربية"، "مميزات لغات العرب"، ورسالة في "المقابلة بين لهجات بعض سكان القطر المصري"، واشترك في تأليف "الدروس النحوية".
وجمع ابنه مجد الدين ناصف شعره، في ديوان سماه "شعر حفني ناصف".
نقلا عن:
نبذة عن حياة حفني ناصف ( http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/hifni_nasef/hifni_nasif_seerah.htm)
ـ[تواااقة]ــــــــ[19 Aug 2008, 09:25 ص]ـ
نسأل الله أن يتغمدهم جميعا بواسع رحمته،فكم هي مؤثرة سير أولئك الذين تركوابعد مماتهم بصمات تشهد على مآثرهم، ثم ماأشد وعظها لمن بلغ منتصف العمر أو أكثر وهو لم يفكربعد: أي بصمة سيتركها؟؟
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[19 Aug 2008, 10:56 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أخانا الحبيب أيمن على هذه الفائدة اللطيفة والمعلومات الأدبية والتاريخية الجميلة - وإن على بعضها ملحظ ولكن العهدة على الكاتب لا الناقل - ولك الفضل في نقلها لها وإعلامنا بها وجزى الله تعالى خيرا كل من قدم خدمة لكتابه العزيز
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[20 Aug 2008, 08:51 م]ـ
أشكر مروركم الكريم تواااقة
جزاك الله خيرا يا أخانا الحبيب أيمن على هذه الفائدة اللطيفة والمعلومات الأدبية والتاريخية الجميلة - وإن على بعضها ملحظ ولكن العهدة على الكاتب لا الناقل - ولك الفضل في نقلها لها وإعلامنا بها وجزى الله تعالى خيرا كل من قدم خدمة لكتابه العزيز
مرحبا بفضيلة أ د أحمد شكري حفظه الله ورعاه وعن قولكم الكريم ونفحكم السليم عن الناقل السقيم ..... (ابتسامة) وإن على بعضها ملحظ ولكن العهدة على الكاتب لا الناقل
والمذكور لا يخلو من شيئين حق أو باطل في حق هذا الرجل العظيم رحمه الله الذي أسند إليه كتابة المصحف على الرسم العثماني بعد أن كاد يذهب الرسم بكثرة مصاحف الاملاء وقته ..
فإن كان منه تلك الهنات في التطير فإنا نسأل الله تعالى له الرحمة والمغفرة والرضوان ورحمته تعالى وسعت كل شيء وإن كان المنقول مفترى على الرجل فغفر الله لمن افترى ورحمة الله واسعة.
اللهم ارحم حفني ناصف وتجاوز عن سيئاته وارحمه رحمة واسعة وإيانا يا رب العالمين.
¥