تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ملاحن القراء .... محاولة للإحصاء بمشاركة الجميع]

ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[23 May 2008, 07:32 م]ـ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

العنوان الذي اخترته قد يفهم على غير المقصود فيظنَّ أن المقصود به القراء المعاصرون المشاهير، والأمر ليس كذلك، فإني إنما اخترته لكونه يكتسب نوعا من "المصطلحية" عند أهل التجويد، وقد عنون به العلامة الشيخ ولد حامَّنِّي (قارئ شنقيط الأشهر) كتابا هو أشهر ما بقي من آثاره، والكتاب مطبوع، وإن كان يحتاج إلى إعادة التحقيق، وتوجد منه نسخ قليلة في بلاد شنقيط

وهناك كتب كثيرة للمتقدمين كانوا يتناولون فيها الأخطاء المنتشرة في زمان ومكان معين، فهو مقصد مهم من مقاصد هذا العلم، ولكنه يتجدد باستمرار لأن الأخطاء التي تظهر في زمن معين أو مكان معين قد تختفي مؤقتا ولكنها تظل أخطاء يجب أن ترصد، حتى لا يقع فيها من يأتي من بعد، مع العلم بأن من الأخطاء ما لا يتصوره القارئ لو وجده مكتوبا ما لم يسمعه تطبيقا، ومن ذلك مثلا ما أورده المؤلف المذكور من أن بعض معاصريه كانوا يخطأون في تفخيم الهاء والياء

وفي هذا الموضوع المتجدد – إن شاء الله – أرجو من الجميع أن يشارك بما عنده لنقدم رصدا شاملا لما ينتشر في عصرنا من أخطاء بين عامة من ينتسبون للقرآن ليكون في ذلك نصيحة لكتاب الله تعالى

وسوف أبدأ بالأقربين – فهم أولى بالمعروف – على أن يفيدنا الأعضاء أيضا بما لاحظوا، كل في ما حوله

من المعروف أن أهل هذه البلاد في عمومهم - وكذا أهل المغرب الأقصا - قد تركوا منذ أمد الاهتمام بأحكام التجويد تطبيقا، تماما مثل ما ترك أهل المشرق الاعتناء بالرسم العثماني، واهتم كل من الفريقين بما أهمله الآخر يا للعجب،

فلذا لا غرابة لو شاع عندنا الكثير من الأخطاء في التجويد مخارجَ وصفاتٍ، وسوف أرتب على الحروف مع الاختصار:

1. الهمزة: يقع فيها الخطأ عموما لدى الكثيرين بنطقها ضعيفة في حال التحقيق، لكن ما يميزنا نحن فيها هو حال تسهيلها، إذ يخطئ الغالب الأعم في أداء التسهيل فيأتون به هاء خالصا، ولا حاجة للإطالة هنا إذ إن القضية صارت مشهورة وقد تم التطرق لها في الملتقى، لكن الغريب أنهم يحتجون أحيانا بعجزهم عن الإتيان بالهمزة "بين بين" فلا مناص لهم من "الهاء" بينما لو تأملوا لوجدوا أن الهمزة المحققة حين ينطقونها ضعيفة فذلك هو نطق التسهيل المطلوب " بين بين ".

2. الثاء: من حروف الهمس بالاتفاق، واللحن فيه عندنا هو نطقه مجهورا، ولمن لا يستوعب هذا الخطأ من إخواننا المشارقة أشبهه له بنطق أداة التعريف في الإنجليزية على أني ألاحظ أن الشيخ عبد الرحمن السديس حفظه الله يقع في هذا الخطأ أحيانا

ونكتفي بهذا القدر الآن إلى مرة أخرى والله الموفق

ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[24 May 2008, 04:40 م]ـ

جزاك الله خيراً أخي محمد الأمين , ولعلك تضيف إلى الثاء (المجهورة) أيضاً حرفَ الفاء.

ومن الشائع اليوم في ملاحن بعض مشاهير القراء - بتسجيلات صوتية - بلا تحديد مصرٍ معينٍ:

مدُّهمْ الحرف السابقَ للمشدّد مدا قد يبلغ حد المد الطبيعيِّ , ولا مدّ أصلاً , كقراءة بعضهم لـ (عَمّ) و (ثُمّ) و (إنّ) و (جنّات) وغيرها من مئات نظائرها في القرآن.

ومنهُ: اختلاس حركة الحرف الأوسط بين الحروف المُحَرّكة المتتالية كاللام في قول الله (ولِمن خاف مقام ربه) والعين في قوله (وعلى الله فليتوكل المؤمنون) والميم في قوله (ومن الليل فتهجد به نافلة لك) والباء في قوله (فبِما نقضهم ميثاقهم) وغيرها من مئات نظائرها في القرآن.

ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[01 Jun 2008, 05:33 م]ـ

شكرا لك يا أخي العزيز محمودا الشنقيطي، على إفاداتك المهمة، ولا أرى بأسا في أن تعين أهل الخطأ في هذا المجال، بل أرى ذلك ضروريا لسببين؛ أحدهما أن فيه تنبيها لهؤلاء القراء أنفسهم، فهم لا شك يحبون أن ننبهم على أخطائهم، تماما مثل ما لو وجدنا أخطاء في مصحف معين، فلا بد أن نحدد المصحف المذكور حتى ينتبه أصحابه، وذلك من باب " الدين النصيحة "، وثانيها أن في ذلك تنبيها لأمثالنا من المتعلمين والمستمعين، فبتحديد القارئ نستطيع أن نصغي له لنلاحظ الخطأ فنتجنبه، أما بدون تحديد فيصعب علينا ذلك، وهذا ما حصل معي بالنسبة لأكثر ما تفضلت به

ونواصل مع تسلسل حروف الهجاء:

حرف الجيم: لا خلاف في أنه من حروف الجهر والشدة، بل من حروف القلقلة التي هي أشد حروف الشدة شدةً، ومع كل ذلك فقد ظل شطر كبير من أهل هذه البلد ومن أهل المغرب الأقصا ينطقونه متفشيا قريبا من الشين، لا شدة فيه بله القلقلة، بل ويدافع عنه علماؤهم الأجلاء بمؤلفات كثيرة جدا، ودارت فيه سجالات شعرية وحوارات علمية كثيرة، ومع كل ذلك يظل الخطأ في جيم التفشي ظاهرا لا يفيده الاحتجاج، وذلك ما جعل الكثيرين يتخلون عنه مع تطاول الأيام، غير أنه لا يزال متفشيا جدا

حرف الخاء: حرف مستعل مفخم، ويقع الخطأ عندنا بنطقه مستفلا فاقدا للتفخيم فيأتي ضعيفا

حرف الراء: لا داعي لتكرار ما قيل في موضوع تكرير الراء والتحذير منه، والخلاصة أن الراء فيها تكرير لا تتحقق ماهيتها بدونه، ولكنه تكرير خفيف مرة واحدة، ومع كل تكرر تزداد راء أخرى، فذلك السبب في تحذير العلماء من التكرار، ولكن شاع عندنا إفراط في الحذر منه بدعوى أنه "صفة ذكرت لتجتنب "، ولذلك ترى بعض أهل العلم خصوصا يحاول التخلص من التكرر بإلصاق اللسان بالمخرج بشدة حتى ينقلب الراء طاء، وذلك ما يفعله الآن فضيلة العلامة أحمد بن حبيب الرحمن إمام المسجد الجامع في نواكشوط وبعض مقلديه

وهذا الخطأ غير منتشر كثيرا ولكن تجده لدى بعض أهل العلم، وهناك ملاحظة طريفة وغريبة ذكرها العلامة ولد حامَني في كتابه المذكور علاه، وهي: أن أهل العلم في هذه البلاد لا يهتم الواحد منهم بأحكام التجويد الواضحة المتفق عليها، ولكن تجده يهتم بما فيه الخلاف فقط مثل الجيم وكأنه بذلك قد طبق أحكام التجويد على بابها

يتواصل إن شاء الله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير