[دراسة نقدية حول مصاحف ورش المطبوعة]
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[20 Apr 2008, 11:40 ص]ـ
دراسات نقدية حول مصاحف ورش المطبوعة
ولعل مما يخفى على غير المتخصصين أن المصاحف المطبوعة ـ باستثناء ما تقدم عن مصحف حفص عن عاصم ـ قد اشتملت على كثير من التركيب وحوت كثيرا من القياس الذي هو قراءة القرآن بأداء غير منزل من عند الله أي لم يقرأ به النبي ?.
ولمناقشة ذلك فلنأخذ مثلا مصحف المدينة المنورة برواية (ورش عن نافع) كما هو مسطور في المصحف، الذي تمت طباعته بمجمع خادم الحرمين الشريفين تحت إشراف وعلى مسؤولية اللجنة العلمية التي تعدّ من خيرة أئمة القراءات في هذا العصر.
ولقد سجلت ملاحظات قديمة منذ سنة 1998 م على هذا المصحف هي منشورة وقد سلمتها لمدير المعهد السعودي في انواكشوط الدكتور هزاع الغامدي في سنة 2002 وسلمتها بيدي لبعض أعضاء اللجنة العلمية.
وهذه بعض الملاحظات المذكورة:
إن اللجنة العلمية لم تبيّن طريق المصحف بالتحديد، وإنما قالت من طريق الأزرق دون بيان أي طرقه الخمسة والثلاثين؟ من طريق الطيبة، مما يعني أنه من طريق الشاطبية والتيسير على الأرجح وفي أحسن الاحتمالات، إذ التزمت اللجنة العلمية طريق الشاطبية والتيسير عن الأزرق عن ورش في أكثر ضبط أداء كلمات من القرآن ومنها:
1. تقليل ذوات الياء مطلقا أي غير رؤوس الآي وجها واحدا كرؤوس الآي من السور الإحدى عشرة وكذوات الراء.
2. ? الم الله ? فاتحة آل عمران و ? الم أحسب ? فاتحة العنكبوت بالإشباع
3. تقليل ? جبارين ?
4. تقليل ? ومحياي ? وإسكان ياء الإضافة فيها حالة الوصل وهو صريح طريق الخاقاني للأزرق التي عليا مدار التيسير والشاطبية
وجميع ذلك مخالف لطرق ابن نفيس الذي اقتصر على الفتح في ذوات الياء غير رؤوس الآي في السور الإحدى عشرة كما في النشر (2/ 50) إذ ذكر الفتح فيها لصاحب الكافي (أي ابن شريح) وصاحب التجريد (أي ابن الفحام) ولابن بليمة وهؤلاء الثلاثة من طرقهم عن الأزرق قراءتهم على ابن نفيس عن أبي عدي عن ابن سيف عن الأزرق كما في النشر (1/ 108).
وليس لابن نفيس في ? جبارين ? إلا الفتح كما في النشر (2/ 58).
ولا يخفى اعتماد اللجنة العلمية على الأداء الموريتاني إذ حوت اللجنة العلمية رجلين من الشناقطة أحدهما من علماء القراءات.
وكذلك اعتمدت اللجنة العلمية على رسم وضبط كتاب (المحتوى الجامع رسم الصحابة وضبط التابع) لمؤلفه الشيخ الطالب عبد الله الجكني الشنقيطي فيما اعتمدت من كتب الرسم غير أن بصمات الكتاب المذكور واضحة في:
1. إثبات ألف ? أو إطعام ? في البلد
2. ضبط ? اللائي ?
3. أل الوصل حالة الابتداء
ولا يخفى اعتماد أداء الشناقطة قديما على طريق ابن نفيس للأزرق عن ورش وهي المخالفة لطريق الشاطبية والتيسير عنه في كثير من الأحرف ومن أمثلته:
1. جعل الهمزة الثانية من المتفقتين في كلمتين حرف مدّ وهو الذي جرى عليه عمل اللجنة المذكورة في مصحف ورش وهو مخالف لطريق الشاطبية والتيسير أيضا رغم الوجه الثاني في الحرز حكاية لا أداء كما هو قوله (وقد قيل محض المدّ عنها تبدلا) اهـ
2. إبدال الثانية حرف مدّ في قوله ? هؤلاء إن ? وقوله ? على البغاء إن ? كما في النشر (1/ 385)
ولا يخفى أن طريق الشاطبي في الحرز وطريق الداني في التيسير هي قراءة الداني على شيخه الخاقاني وتلك فقط بإبدال الحرفين في البقرة والنور ياء خالصة مكسورة، أما وجها الشاطبي الآخران فمن زياداته غير المقروءة.
ولعل هذا هو الذي جعل اللجنة العلمية لا تحدد طريق الأزرق في مصحف ورش، لكن لا بدّ من تحديده لما فيه من التحرير والأمانة العلمية ولما في تركه من تركيب الطرق الذي لا يليق بأئمة القراءات .....
وكذلك يلاحظ على اللجنة العلمية ضبط أداء الكلمات التالية:
1. ? ماليه هلك ? في الحاقة بالإدغام وهو غريب حقا من اللجنة العلمية إذ ضبطت قبله ? كتابيه إني ? بالسكت وعدم النقل وهو الرواية والنص مثل السكت وعدم الإدغام في ? ماليه هلك ?، بل إن إدغام ? ماليه هلك ? من القياس على نقل ? كتابيه إني ? الذي هو من القياس أيضا كما بينته في بحثي إثبات تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات.
¥