الميزان في عَدِّ آي القرآن
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[26 May 2008, 04:13 م]ـ
1 ـ) في علم عدد آي القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على خاتم النبيئين و على آل و صحبه و التابعين:
الحمد لله، نحمده و نستعينه و نستغفره، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له. و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمداً عبده و رسوله. و بعد:
إطمأن قلبي بعد استخارة الله تعالى، إلى فتح هذا الملف:
{الميزان في عد آي القرآن} و موضوعه علم عدد آي القرآن الكريم أو " علم العدد "، أقدمه لزوار هذا الملتقى المبارك، راجيا من الله أن يتقبله بقبول حسن و أن ينفع به ... آمين آمين يا رب العالمين.
و علم العدد المزمع الحديث عنه في هذا الملف ـ إن شاء الله ـ هو علم من علوم القرآن، يرد ذكره مع بقية العلوم الأصيلة و المتواترة عن النبي صلى الله عليه و سلم و المنقولة عنه من طرف الصحابة رضوان الله عليهم، ثم التابعين من بعدهم و تابع التابعين إلى يومنا هذا.
كما أن علم العدد هذا هو العلم المعتمد في ترقيم آيات المصاحف المطبوعة و المتداولة و المقروءة من طرف كل المسلمين.
و أقول المصاحف لأن ترقيم الآيات في المصحف المتداول في المشرق العربي و جل البلدان الإسلامية، و المعروف باسم مصحف المدينة المنورة، يعتمد العدد الكوفي في ترقيم آياته، و هو بقراءة عاصم الكوفي و رواية حفص.
أما العدد المعتمد في ترقيم المصحف المتداول بالمغرب العربي إلى يومنا هذا [1]، فهو العدد المدني الأخير، و المصحف المغاربي هذا هو بقراءة نافع المدني و رواية ورش، و يوجد مصحف آخر برواية قالون عن نافع.
أما في السودان، فإن القراءة المتبعة هي قراءة أبي عمرو البصري، و العدد الذي كان معتمدا في ترقيم المصحف عندهم هو العدد البصري.
و أما العدد الذي كان متبعا في الشام فهو العدد الشامي.
و باقي الأعداد المتواترة هي: العدد المدني الأول و العدد المكي و بهذا تكون الأعداد المشهورة و المتواترة ستة، و هي:
المدني الأول ـ المدني الأخير ـ المكي ـ الكوفي ـ البصري ـ الشامي.
و سيأتي تفصيل الكلام في كل عدد عدد، بعون الله و توفيقه.
و يشهد الله و يعلم أنني ما توجهت إلى هذه الدراسة سوى حبا في كلام الله و غيرة على كتابه و خدمة له. و ما المقصود من هذا الإهتمام سوى توضيح المفاهيم الخاصة بعلم عدد آي القرآن الكريم، هذا العلم الغير المعروف عند شبابنا و مثقفينا، و هو العلم الذي يُظَن عند ذكر اسمه أنه هو هذه العمليات الحسابية المستحدثة و المنتشرة بشكل ملفت للنظر في عشرات مواقع الإنترنت، و التي يطلق عليها أسماء مثل الإعجاز العددي في القرآن الكريم. و الواقع أن هذه العمليات الحسابية المستحدثة لا علاقة لها لا من قريب و لا من بعيد بعلم عدد آي القرآن موضوع هذا الملف. و الذي شجعني على هذا العمل هو إطلاعي خلال قراءاتي في الموضوع، إشارة سادتي العلماء في علوم القرآن، إلى أن علم العدد هذا، و إن كان يعد من علوم القرآن، فمن الجائز أن يهتم به غير عالم بعلوم القرآن ـ مثلي ـ لأنه في جوهره اهتمام بإحصاء و تصنيف عدد آي القرآن، و لا يتكلم لا في تفسير و لا أحكام شرعية تدخل في اختصاص الفقهاء و المفسرين مثلا.
و نظرا لأهمية الموضوع و جسامته وخطورته، ما دام يتحدث في أقدس مقدساتنا، فالمرجو مِن كل مَن اطلع على هذا الملف أن يستشعر بالمسؤولية المشتركة بين أبناء هذا الدين في إبداء النصيحة، و الإشارة إلى كل قول خالف الصواب فيما أقول لإصلاحه أو كل فكرة خاطئة للرجوع عنها ... ففوق كل ذي علم عليم ... وقديما قيل:" لكل جواد كبوة و لكل عالم هفوة " ... و الكمال لله سبحانه و تعالى، عليه توكلت، و عليه فليتوكل المتوكلون.
........................
الهامش:
¥