[الهاء والهمس والتسهيل والشيخ محمود خليل الحصري]
ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[14 Apr 2008, 05:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
في هذه المشاركة أود أن أتحدث عن موضوعين، مختلفين نظريا ولكنهما مترابطان من نواحي عديدة، أهمها عندي الآن: تعلقهما بالشيخ محمود خليل الحصري شيخ قراء العالم الإسلامي
أما الموضوع الأول: فهو عن صفة الهمس في الهاء؛ ذلك أننا نعلم أن صفة الهمس من صفات الضعف، وبموجبها يأتي الحرف سهلا لينا كأنما ينطق به في همس وخفوت، بينما الواقع أن حرف الهاء – بالطريقة التي ينطق بها غالبا - يتسم بصفة الجهر فيكون شديدا عكس ما يجب
والحقيقة أني ألاحظ هذا الأمر لدى جميع القراء لدرجة أني – وأنا أكتب الملاحظة – أخشى أن أوصف بالتحامل والتكلف، لولا علمي بأن هذا المنتدى يتميز بأعضائه ذوي النظر الثاقب في مجال القراءات والتجويد، وعليه فأرجو ممن وجد في الملاحظة غرابة – بادئ الرأي – أن يعيد الاستماع والملاحظة بتركيز لأي قارئ من القراء ليدرك أنه لا توجد صفة الهمس المذكورة في كتب التجويد
وأما علاقة هذه الملاحظة بالشيخ محمود خليل الحصري فهي – عدا عن ما يتميز به الشيخ رحمه الله من إتقان وجمال في الأداء – مرتبطة بموضوع التسهيل لدى الشيخ والذي سأتكلم عنه بعد قليل، فالشيخ في تلاواته يقرأ الهاء غالبا كما يقرأها الجميع – مجهورة -، إلا أنه في حال تسهيل الهمزة يسهلها بهاء مهموسة، ويمكن أن تتأكد من ذلك في تسجيله لرواية ورش
الموضوع الثاني: يتعلق بالتسهيل – أي تسهيل الهمزة بين بين – ودائما مع الشيخ محمود خليل الحصري لأنه في نظري هو الأقوى أداء والأكثر تميزا من بين جميع القراء المعاصرين الذين سجلوا المصحف الشريف، زيادة على أنه الأكثر أيضا حيث سجل أربع روايات بثمان ختمات
فمن المسلم به الآن – بعد الخلاف القديم – أن تسهيل الهمزة بإبدالها هاء خالصة لا يصح بأي حال من الأحوال، بل إنه يؤدي إلى عكس المراد، فالمراد بالتسهيل هو ما يدل عليه اسمه من تخفيف شدة الهمزة حيث إن العرب – هروبا من تلك الشدة – لجأوا إلى أربع طرق في نطق الهمزة، هي: (الحذف والإبدال والتسهيل، ونقل حركته للساكن قبله)، ولا أظن أننا في مثل هذا المنتدى بحاجة إلى التطويل في جلب الأدلة على ذلك
المهم عندي هنا هو أن الشيخ محمود خليل الحصري، في تسجيله لرواية ورش - حيث يكثر التسهيل - يبدل الهمزة في حال التسهيل هاء بيد أنه ينطق هذا الهاء مهموسا ليس كالهاء العادي عنده،
ولكنه – وهذا الغريب – في تسجيله للدوري عن أبي عمرو – والتسهيل فيها كثير أيضا - يسهل بين بين فقط دون إبدالها هاء، مما يدل على أن الشيخ الجليل لم يغب عن ذهنه عدم صحة التسهيل بالهاء،
فهل لنا بمن يفيدنا حول رأي الشيخ في التسهيل، وهل كان يراه بالهاء ثم تخلى عنه؟؟
ولماذا يقرأ الهاء بالجهر ثم في إبداله لها في التسهيل يقرأها بالهمس؟؟
لا شك أن للشيخ في ذلك ولشيوخ القراءات في مصر ما يفيد الباحث والمتطلع
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[15 Apr 2008, 08:13 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم الفاضل
جميل أنك أثرت مثل هذه المواضيع التي تتعلق بالأداء العملي للقراء .. وكلامك يذكرني بعبارة للشيخ العلامة عبد الله الجوهري ـ رحمه الله ـ قال لي عندما كنت أحدثه عن المهارة في الأداء فرد قائلا: لا يوجد شخص إلا وله هفوات، يا بني نحن نقرأ القرآن لنكون أقل الناس أخطاء))
فتعجبت وقتها من العبارة، ولكن سرعان ما انتبهت لكلامه الذي أذكره وكأنه قاله علي التو .. ولقد صدقت يا أخي حين قلتَ: (الشيخ محمود خليل الحصري لأنه ودائما من في نظري هو الأقوى أداء والأكثر تميزا من بين جميع القراء المعاصرين الذين سجلوا المصحف الشريف.)) فهو كذلك ولا مخالف لكم في هذه النقطة. فإن كانت له هفوات فهو أقلهم بلا شك.
ولكن يجب أخي الكريم مراعاة أمر مهم في مسألة الأحرف ــ وليكن كلامنا علي حرف الهاء بحسب طرحكم ــ قوة الصوت وضعفه وأيضا الطباع واللهجات لاشك له تأثير في هذه المسألة قال الداني: واختلافهم في مخارج الحروف يرجع إلي اختلاف طبائعهم) فصاحب الصوت الضعيف متي استمع للصوت القوي ظن أن هناك خطئا والعكس كذلك.
¥