تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[صليل المهند .. في كيفية نطق المشدد]

ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[24 Aug 2008, 12:32 ص]ـ

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه و سلم.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيما

ثم أما بعد:

إن أصدق الحديث كتاب الله و خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و سلم

وبعد:

فهذه رسالة قصيرة أردت أن أوضح فيها كيفية النطق بالحرف المشدد، وذلك بعد ظهور الاختلاف في نطق المشدد ـ المدغم ـ الكامل، وفَصل المشدد بعضه عن بعض، وهذا خطأ محض وقع فيه بعض الأفاضل أخذا منهم بظاهر بعض النصوص، ولذا سوف نحاول توضيح الصواب في المسألة إن شاء الله.والله المستعان.

ولذا أذكر مقدمة يسيرة عن تعريف الإدغام وزمنه وفائدته ثم نشرع في نقاش المسألة ثم نختمها ببعض التنبيهات التي يجب علي القارئ الانتباه لها

تعريف الإدغام:

وأما الإدغام: فهو عبارة عن خلط الحرفين وتصييرها حرفا واحدا مشددا، وكيفية ذلك أن يصير الحرف الذي يراد إدغامه حرفا على صورة الحرف الذي يدغم فيه، فإذا تصير مثله حصل حينئذ مثلان، وإذا حصل مثلان وجب الإدغام حكما إجماعيا) التمهيد ص 8

ويقسم الإدغام إلي كامل: أي عدم بقاء الحرف وصفته مثل:"قدتَّبين"

وناقص: أي ذهاب الحرف وبقاء صفته مثل "أحطت"

قال ابن جني سر صناعة الإعراب ص56: فأما النون إذا أدغمت بغنة والطاء والصاد والظاء إذا أدغمن بإطباق فقد قلبن إلى لفظ ما أدغمن فيه البتة وما بقي من رائحة الإطباق لا يخرج الحرف من أن يكون قد قلب إلى لفظ ما بعده لأن شرط الإدغام أن يتماثل فيه الحرفان فجرى الإطباق والغنة بعد الإدغام في قلة الاعتداد بهما مجرى الإشمام الذي لا حكم له حتى صار الحرف الذي هو فيه في حكم الساكن البتة وسترى القول فيه والدلالة عليه إن شاء الله)) ا. هـ

زمن الحرف المشدد:

قال المالقي: زمان النطق بالحرف المدغم أطول من زمان النطق بالحرف غير المدغم بقدر ما فيه من التضعيف، كما أن زمان النطق بالحرفين المفككين أطول من زمان النطق بالحرف المدغم) الدر النثيرص172

فائدة التشديد ـ الإدغام ـ:

قال المالقي: تخفيف الكلمة إذ النطق بالحرف مرة واحدة وإن كان مشددا أخف من النطق به مرتين إذا فك ولذا شبه الخليل تكرار الحرف بمشي المقيد إذا رفع رجله ثم وضعها ـ عادت حيث كانت فكذا تكرار النطق بالحرف الواحد، لأن العضو الناطق يعتمد في المرة الثانية علي ما اعتمد عليه في المرة الأولي.) ص173

والتشديد يكون في المثلين "ولا يغتب بعضكم"، أو متقاربين "قد جّعل" عند من أدغم من القراء، أو متجانسين "قد تَّبين".

هذه نبذة يسيرة في الحديث عن المشدد ومن أراد المزيد في باب الإدغام عليه بكتب التجويد المطولة، ولكني ـ في هذه الرسالة ـ أردت الحديث عن الخلاف في طريقة أداء الحرف المشدد، حيث اختلف المتأخرون في طريقة أداء الحرف المشدد، فالبعض ينطقها كالحرف الواحد مع زيادة في زمنه، والبعض يغاير في هذا النطق يأتي بحرفين كما سنري إن شاء الله.

واستفحل الأمر فأصبح البعض يفرق بين لامي لفظ الجلالة ـ أي لام التعريف واللام الأصلية ـ ففي مثل " نعمة الله " يقوم بترقيق لام التعريف ثم تفخيم اللام الأصلية فغاير بين المدغم والمدغم فيه، وكذا فعلوا في الراء من مثل " مضارٍ وصية " في حالة وصل "مضار" فيفخمون الراء الأولي لأن قلبها ساكن وقبل الساكن فتح، ويرققون الثانية لأنها مصحوبة بكسر مع أن الراء مشددة.!!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير